(كأني أكلت).. ليست مجرد كلمتين مربوطة بالضمير المتكلم وإنما اسم مسجد في تركيا.. وخلف هذا المسجد قصة طويلة ومن خلال هذا المسجد وهذه القصة انطلقت شعار لحملة تطوعية ومشروع خيري ولقد أبدعت مدربة سودانية في تسويق لهذه الحملة وبهذا الشعار:(كأني أكلت) فنشطت الضمير اﻹنساني لدي..ليس هدفي عرض القصة ولكن الذي يهمني مضمون الشعار، بالاختصار:
أن تمتنع عن شراء وجبة دسمة وأكلة يمكن الاستغناء عنها وتضع المال الذي كنت ستشتري تلك الوجبة في صندوق خيري أو تتبرع به وتقول:
كأني أكلت!!
أو تمتنع عن شراء ما ليس ضروريا ولا عاجلا وتضع قيمة المراد شراءه وتضع المال في صندوق خير أو تتبرع به وتقول: كأني اشتريت!!
أو تمتنع عن شراء بطاقة شحن رصيد ليست مضطرا للشراء وتضع قيمة البطاقة في صندوق خيري أو تتبرع بالمال وتقول: كأني شحنت!!
فصاحب المسجد كان يحب شراء اﻷكل لدرجة تتضايق الزوجة وفي يوم من اﻷيام قرر آن يضع صندوق في مكان ما داخل المنزل دون علم زوجته وكلما اشتهى أكل، ذهب إلى مطعم ويحدد ما يريده ويعرف السعر وبعد معرفة السعر لا يأكل ويرجع إلى منزله ويضع قيمة الوجبة في الصندوق ويقول: كأني أكلت!!
استمر هكذا طول حياته.. وبعد وفاته، الزوجة وباستغراب وجدت ورقة يخبر زوجته بأنه قد وقف عن اﻷكل من المطاعم منذ فترة وأنه كان يضع المال في صندوق ويقول: كأني أكلت.. على أن يبنى بهذا المال مسجدا بعد وفاته!!
فهل نستطيع نحن وخصوصا النساء أن نطهر أنفسنا من اﻷنانية ونفكر في المحتاجين ونضحي بالكماليات من أجل ضروريات البعض ونقول:
كأني أكلت وكأني شحنت وكأني اشتريت؟!!
وقفة ليقظة ضمير!!