لاجئو فلسطين يتقاسمون المعاناة مع السوريين ...~
بات مشهد اللجوء والشتات شبه اعتيادي على السوريين الفارين من الحرب وويلاتها، فعلى وقع أزمة بلادهم المستمرة باتت بعض العائلات السورية في الأردن تلجأ إلى المخيمات الفلسطينية، على الرغم من وجود مخيمات رسمية معدة خصيصاً لهم.
وأخذت بعض العائلات السورية مخيم الحصن للاجئين الفلسطينيين في محافظة إربد الأردنية مكاناً لها بعدما خرجت من مخيم الزعتري (شمال شرق العاصمة عمّان). مشكلة مع اللاجئين الفلسطينيين لوحة جديدة من الشتات عنوانها "لجوء على لجوء".
وتشير سجلات جمعية السنابل الخيرية داخل المخيم إلى وجود 248 عائلة سورية تعيش جنباً إلى جنب مع أكثر من 8 آلاف عائلة فلسطينية.
وفي هذا السياق قال عضو الجمعية منير سليمان لـ"العربية.نت" إن الجمعية متخصصة أصلاً لتقديم المساعدات لللاجئين الفلسطينيين، لكن اليوم أصبحت تقدم العون والمساعدات للسوريين أيضاً، لافتاً إلى أنه "في المخيم أصبح اللجوء الفلسطيني والسوري وجهين لعملة واحدة".
وتجولت "العربية.نت" بين أزقة المخيم والتقت عدداً من اللاجئين السوريين هناك.
وقال أبو أحمد (لاجئ سوري يعيش داخل بيت صغير مع عائلته المكونة من 4 أفراد) إنه اضطر لترك بلاده نتيجة القصف المستمر على قريته. وتابع قائلاً "نحن نعيش في مخيم الفلسطينيين وتعايشنا معهم لأنهم مروا في نفس المعاناة قبلنا"، مشيراً إلى ضيق حالهم وتراجع مستوى المساعدات المقدمة لهم.
وتعيش عائلة أخرى سورية هي عائلة أبو خالد البالغ عدد أفرادها 8 أفراد أكثرهم من الأطفال.
يعيشون في بيت صغير ويتلقون مساعدات من جيرانهم اللاجئين الفلسطينيين وأخرى من جمعيات نشطة داخل مخيم الحصن. ويدفع أبو خالد أجرة شهرية مقابل المسكن واستخدامه المياه والكهرباء تصل إلى 250 دولارا، رغم ضيق مساحة بيته.
ويسكن جاره الفلسطيني أبو عصام على بعد خطوات منه الذي كان معتقلاً داخل السجون السورية نحو 20 عاماً حكم عليه بعدها بالبراءة. وقال أبو عصام إنه ينظر إلى جيرانه من اللاجئين السورين بعين الشفقة كونه عايش أقصى تجارب اللجوء من قبلهم وذاق كأس الغربة في الشتات، وتابع قوله قائلاً "نحن في المخيم نشارك السوريين الهم والحزن ونتقاسم معهم لقمة العيش على الرغم من ضيق الحال وارتفاع الأسعار وقلة المساعدات المخصصة لنا".
وتعجز العائلات السورية عن تأمين قوت يومها خصوصاً في ظل المنخفضات الجوية الباردة، فبادرت عائلات فلسطينية مجاورة لها إلى مد يد العون.