!! عذاً ليست حرية شخصية !!
عذرا ليست حرية شخصية
شاهدت طفلة صغيرة في حوالي الثالثة من العمر ، وقد وضعها والدها في فتحة عربة الشراء وقد أدلى رجليها خارج فتحتي العربة ، كان الأب واقفاً ينتظر دوره ليدفع ثمن بضاعته ، وكانت الطفلة ترتدي سروال جنز قصير جدا(هاف) ، وكانت تحرك قدميها المتدليتين من فتحتي العربة دون توقف ، وما لفت نظري أن أحد الواقفين في طابور الانتظار خلف والدها مباشرة لم يرفع نظره من فخذي الطفلة ، في تلك الحظات تضاربت في نفسي مشاعر حنق وغضب على الأب أولا وعلى ذلك الرجل ثانياً ; فكيف لأب يرضى أن يلبس طفلته ذلك اللباس الفاضح ، ألم يسمع عن جرائم اغتصاب الأطفال؟ ، وكيف لذلك الرجل الذي ما رفع بصره عن عورة تلك الطفلة البريئة ألا يخشى الله تعالى ؟ خوفي على الطفلة وواجب النصح دفعني أن أدقق النظر في وجوه النساء لعلي اظفر بأمها لأنبهها لأمر قد تكون غافلة عنه ، وفجأة بعد أن فرغ الأب من دفع قيمة بضاعته رأيته يحادث امرأة ، ثم ترك العربة عندها وانصرف إلى جماعة من الناس كانوا ينتظرونه ، فانتهزت فرصة انصرافه ، وأسرعت إلى أم الطفلة ، ووالله ترددت بأي لغة أتحدث معها هل باللغة الإنجلبزية أم باللغة العربية؟! فلباس الأب لا يدل على أنه عماني ، تقدمت منها وسلمت عليها ثم سألتها بصوت خافت : عذراً أختي : هل أنت عمانية ، قالت: نعم ، خير ، قلت لها: اسمحي لي : واجب النصيحة ، وخوفي على ابنتك دفعني لأنبهك أن لا تلبسي طفلتك هذه الملابس ; فكما تعلمين ... وقبل أن أكمل عبارتي رأيتها وقد عقدت حاجباها ونظرت إلي بغضب وقالت: هذي حرية شخصية! ، وعندما رأيت انفعالها لم أشأ أن أثير غضبها ، أمام حشود الناس ، فقلت لها : ما علي سوى البلاغ وانصرفت... يا للأسف لم يكفنا النساء الكاسيات العاريات فقد ظهر هذا الزمان جيل "الصغيرات الكاسيات العاريات "، وإذا نصحت الأمهات تحججن بحجج واهية ; تحجج بعضهن بصغر سن بناتهن وعدم تكليفهن ، مع أن الواجب تعويد الفتيات الصغيرات على الالتزام والاحتشام منذ الطفولة ; لأن الطفولة من أهم الفترات التى يمكن من خلالها تشكيل وبناء شخصية الطفل دون معاناة عند الكبر ، وتحجج بعضهن بضرورة التحضر ومواكبة عصر الموضة وإلا قالوا عنا متخلفين ; ومن المواقف المضحكة المبكية في هذا الشأن أنني كنت أدرس طفلة صغيرة عمرها 5 سنوات وكانت تأتيني بلباس عاري ; ثوب قصير دون أكمام ولا ترتدي تحته سروال ، وكنت في كل مرة أقول لها : ماما عودي إلى البيت والبسي سروال ، فتذهب الطفلة ولا تعود ، استمر الوضع على ذلك الحال ، تأتي عارية واردها بلطف فتذهب ولا تعود ، وفي أحد المرات قلت لها : ماما أنا قلت لك كم مره البسي سروال ، فأخذت تبكي بحرقة وأخبرتني أن أخواتها الجامعيات لا يسمحن لها بلبس السروال ، يقلن لها باستهزاء: المتخلفات هن من يلبسن السروال وملابس مال أول... يا سبحان الله! أصبحت الحشمة وما يأمرنا به ديننا تخلف ومال أول ، اصبحنا كالنعاج نتبع الكفار دون تفكير باسم التحضر والتمدن وإن أدى ذلك إلى هلاكنا وصدق رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حين قَالَ : " لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، ذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، وَبَاعًا بِبَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ " ، ما عدنا نفرق في اللباس بين بنات المسلمين وبين من ينتمين إلى الديانات الأخرى ، وأشهد أن الغرب قد نجحوا في غزونا فكرياً وثقافيا ، وليظهر بعضعهن بمظهر المثقفات تحججن ودندن بعبارة مضحكة ( هذه حرية شخصية ) ، وليتهن أدركن حقيقة الحرية.. عذراً أختاه ليست أبنتك ملكاً لك لتقولي حرية شخصية ، بل هي أمانة استودعها الله عندك لتحسني إليها وتحميها والله سائلك عما استرعاك ، يقول الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون ﴾ ، ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ ، حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ " فاتقين الله ايتها الأمهات في لباس بناتكن ولا تكن سببا في الفتنة ; فهناك ذئاب بشرية تترصد لقتل الطفولة ، وقد اجريت بحثاً عن التحرش الجنسي بالأطفال اعتمدت في بحثي على القصص الواقعية التي سمعتها بنفسي في الولايات التي زرتها ، وقد بكيت لأيام لفضاعة ما اطلعت عليه من واقع مرير كان السبب الأول فيه اهمال أولياء الأمور، وقد ألقيت ذلك البحث في كثير من مدارس السلطنة في دورة اسميتها "التحرش الجنسي بالأطفال..أسباب.. نتائج..وحلول " حضرها كثير من معلمات المدارس ، ووالله كثير من المعلمات خرجن أثناء سردي للقصص ولم يستطعن إكمال الدورة لفضاعة قصص اغتصاب الأطفال التي سردتها لهن وكن يسألنني : أيعقل أن تكون تلك القصص وقعت في بلادنا ، وأكدت لهن تأكدي من صحة وقوعها أيتها الأم الرؤم.. إني أخاطب فيك العقل والدين ، أيهما خير لك ولابنتك رضى الله عز وجل وحماية ابنتك أم المفاخرة ومواكبة المواضة؟!! بقلم : أصيلة الحضرمية
