2 مرفق
اقدارنا ....متئ نؤمن بها؟
ملف مرفق 2368
مدخل..
بعد النجاحات التي تكللت المسيرة المهنية لجمال..
قرر صديقنا ان يشتري سيارة جديدة، ودخوله القوي لغمار الحياة
المبهرجة دفعه للاندفاع لصالات عرض السيارات في الوطية وشراء
مورسيدس سيدان كلاس e..سمعة الشركة لا يتجادل عليها اثنان..طراز الماني له مميزاته..
وفوق هذا التأمين القوي على المركبة..يعني نقدر نقول ان جمال كان مطمئن لدرجة أن ماممكن حادث ولو
كان قوي ممكن يخلف فيه اضرار مستديمة..خاصة انه غير متهور ومتقيد بقوانين المرور بشدة..
بعد سنة وشهرين..تتدهور المورسيدس بجمال واخوانه الثلاثة،
يتوفى الاخوة ويصاب جمال بكسور في اليد والحوض ويرقّد في المستشفى..ويتنبّه بعد غيبوبه
استمرت يومين.. يسأل جمال كل من تقع عينه عليه عن اخوته..والجميع مطأطئ براسه يومئ
بالنفي انهم رحلوا..يبكي جمااال بحرقة ولكن الامر خارج عن ارادته ورغبته..هو لم يكن
المخطئ وكان متقيدا جدا في الشارع..الغلط من الطرف الاخر..
لمااذا..لمااااذااا..لماذا نحن وليس هم؟؟
كل من يزور جمال،يواسيه ويذكره بالله والقضااء والقدر..هم السابقون ونحن اللاحقون..جمال في
صدمة الى ان يشاء الله..وبعدها قد يسلم امره لله..وقد يكون اييمانه بهذا كله مؤقتا وينسى
ان ارادة الله فوق كل شيء..وهو فعال لما يريد..
كثيروووون منا مثل جمال..نزمجر ونغضب وننهار حينما يصيبنا شيء..
نحبه وغير قادرين على التنازل عنه..وقد تتطور الحالة الى كتمان وصمت مطبق..وعزلة تامه
عن الجميع..احيانا هذه الفترة نحتاجها فعلا لنعيد ترتيب افكارنا وتوجهاتنا..وخصوصا ايماننا بأن الايمان
بالقدر "خيره وشره" من الله تعالى ليس مجرد منهج تعلمناه في المدرسة..نحن اليوم مطالبين
اكثر عن ذي قبل بأن نفعّل هذا الاعتقاد والايمان بأن الوقت قد حان لكي ننتبه ونصحو بأن هناك
امورا قد تحصل بقدر من الله تعالى..وليعتبر كل من شهد على مصائب غيره وافراحهم..وليعي
كل من غفل عن ربه بأن القدر يشمل الغني والفقير, الضعيف والقوي..ومهما صعب القدر علينا
..فلنؤمن ايمانا يقينا بأن لطف الله الخفي موجود ولو في زاوية ضيقة
..صبرنا على الابتلاء سنؤجر عليه حتما..
محور للنقاش..
هل الابتلاءات والمصاب الجلل هي وخزة لنا لنستيقظ على منبه الايمان بالقدر؟
{همســــة}..
[لا تحزن كثيرا عندما تفقد شيئا جميلا..فأحيانا يجب ان يرحل الجميل ليأتي الاجمل]
ملف مرفق 2369
