الرئيس اليمني يدعو القوى السياسية في بلاده إلى الاصطفاف لحماية صنعاء...]
عشرات القتلى في تواصل المواجهات بين قوات الجيش والحوثيين –
صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد – وكالات –
دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كافة الأطراف والقوى السياسية في بلاده إلى ضرورة الاصطفاف الوطني لحماية العاصمة صنعاء ومكتسبات الجمهورية والوحدة والحوار الوطني.
وقال خلال لقائه أمس باللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام « خرجنا من الحوار الوطني بنجاح منقطع النظير، وكانت اليمن الدولة الوحيدة التي جنحت إلى السلم والحوار وترك السلاح جانبا لتجنب مآلات التشظي والحرب والمخاطر، وحققت على أساس المبادرة الخليجية المتغيرات السلمية وأنجزت خطوات فعالة نحو المستقبل المأمول». وأكد أن هناك قوى لا تريد لليمن أن يستكمل مشوار النجاح العظيم لتطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي مثل أفضل تظاهرة حديثة شهدها اليمن في تاريخه المعاصر، معتبرا وصول مليشيات الحوثي المسلحة إلى صنعاء، واحتلال وتدمير بعض المنازل والمرافق الحكومية ومحاولة محاصرة المعسكرات والمخيمات المسلحة بمليشياتهم التي يجلبونها من كل مكان عملا لا مبرر له وإنما هو هروب من مستحقات الخروج الآمن باليمن إلى بر الأمان». وأكد هادي أن محاولات كبيرة وحديثة قد جرت لاحتواء الموقف مع جماعة الحوثي ومن أجل تحاشي الانفجار والصدام الذي لا يبقي ولا يذر، وقال « كانت أولى تلك المحاولات اللجنة الوطنية الرئاسية التي انبثقت من اللقاء الوطني الموسع بإجماع كل القوى الوطنية وأحزاب ومجالس النواب والشورى والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني بكل أطيافها ومشاربها، وبذلت أقصى الجهود مع الحوثيين، وذهبت إلى صعدة للحوار لمدة تزيد عن ثلاثة أيام، وعادت بخفي حنين إلا من الاستياء الذي أظهره رئيس وجميع أعضاء اللجنة.
واستعرض الرئيس اليمني جملة من الموضوعات والاتصالات والمباحثات واللقاءات مع جماعة الحوثيين التي قال «إنها لم تأت بجديد لتفاجأ صنعاء بالمليشيات الحوثية المسلحة والمدججة بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وهي تضرب هنا وهناك.
ومثّل الاعتداء على محطة التلفزيون الوطنية أبشع تصرف همجي تتعرض له هذه المؤسسة الوطنية». وشدد هادي على أن الخيار الأسلم وفقا لما تم مع المبعوث الأممي جمال بن عمر هو ضرورة الاصطفاف الوطني من أجل الدفاع عن صنعاء الجمهورية والوحدة والديمقراطية والحوار الوطني.
وتواصلت أمس المواجهات الدائرة بين قوات الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي بعدد من مناطق العاصمة صنعاء.
وذكر مصدر أمني يمني مسؤول في تصريح صحفي أن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثي في شارع المطار ومحيط وزارة الداخلية في منطقة الحصبة ومبنى التلفزيون الرسمي في حي الجراف شمال العاصمة.
وقال المصدر: إن مواجهات مستمرة يشهدها شارع الثلاثين ومنطقة حزيز شمال غرب العاصمة بعد أن حاول المسلحون الحوثيون الاعتداء على نقاط أمنية وعسكرية.
مشيرا إلى أن قوات الجيش تواصل عملية قصف مواقع تمركز المسلحين الحوثيين بعدد من مداخل العاصمة صنعاء باستخدام الأسلحة الثقيلة، وأكد أن المواجهات التي تدور في أكثر من منطقة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون.
وأضاف « إن أكثر من 70% من سكان المناطق التي تشهد مواجهات، نزحوا من منازلهم باتجاه الأحياء الآمنة بالعاصمة، وأيضا إلى المحافظات القريبة منها». ويأتي ذلك في حين تؤكد مصادر حكومية أنه لا يوجد حتى الآن أي تقدم يذكر في عملية التفاوض التي تجريها الرئاسة اليمنية مع قيادات جماعة الحوثي بإشراف المبعوث الأممي جمال بن عمر.
بدوره أعلن مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بن عمر أنه حاول جسر الهوة بين مختلف الأطراف، وأنه تم الاتفاق على مجموعة نقاط تؤسّس لاتفاق بين الدولة والحوثيين يكون مبنياً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وشدّد المبعوث الأممي في بيان صادر عن مكتبه بصنعاء على «ضرورة وقف جميع أعمال العنف فوراً». متمنياً أن تتصرّف الأطراف المعنية بحكمة وبما يحقق المصلحة العليا للبلاد». واختتم بن عمر زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى صعدة «شمال اليمن»، حيث أجرى جولتي محادثات مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الأولى يوم الأربعاء دامت ثلاث ساعات، والثانية يوم الخميس دامت نحو سبع ساعات. وأضاف أنه أبلغ بتدهور الوضع في صنعاء بعد انتهاء الجولة الثانية من المحادثات .
وأبدى أسفه الشديد لهذه التطورات ولاستخدام العنف في وقت تبذل أقصى الجهود للتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
وتضمّنت أبرز نقاط الاتفاق الذي اطّلعت عليه «عمان»، تشكيل حكومة شراكة وطنية بمشاركة جماعة الحوثيين أو من يمثّلهم واقتراح مجموعة من أسماء الشخصيات اليمنية لتولي رئاسة ووزارات الحكومة المقبلة شريطة أن يكونوا من ذوي الكفاءات والنزاهة لتولي تلك المناصب الحكومية، وإحالة قتلة المتظاهرين في محيط مجلس الوزراء وشارع المطار بصنعاء إلى النيابة لتتولى التحقيق معهم وإحالة من يثبت ضلوعه في الحادثة إلى المحاكمة.
كما شمل الاتفاق تخفيض جديد في سعر دبة البنزين «20 لتر» إلى 3000 ريال بدلاً من 3500 والديزل إلى 3000 ريال بدلاً من 3400، مع رفع الاعتصامات من ضواحي صنعاء عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ مباشرةً، وبحيث ترفع مخيمات المطار عقب تشكيل حكومة الشراكة الوطنية المزمع الإعلان عنها اليومين المقبلين.
واعلن مصدر ملاحي أن «تعليق رحلات الشركات العربية والاجنبية لا يزال ساريا» إلى مطار صنعاء، بينما اكد سكان احياء قريبة من المطار أن حركة الملاحة شبه متوقفة.
والطائرة الوحيدة التي حطت في المطار كانت عسكرية نقلت مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر عند عودته من صعدة .
