مقتل 9 عسكريين في تفجير وسقوط طائرة وتشديد الإجراءات الأمنية بمطار القاهرة...]
السيسي في نيويورك للمشاركة في فعاليات الجمعية العمومية –
القاهرة – عمان – محمود خلوف – (د ب أ -رويترز):-
لقي 8 جنود من أفراد الشرطة مصرعهم بعمل إرهابي وسقوط طائرة في جمهورية مصر العربية أمس، وفق ما أفادت مصادر أمنية.
وذكر مصدر أمني أن عبوة ناسفة انفجرت في محيط وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة أسفرت عن مقتل ضابطين ومجند شرطة، وإصابة 7 آخرين من الشرطة ومواطن تصادف مروره اثناء انفجار العبوة الناسفة.
وصل فريق من النيابة العامة إلى مشرحة زينهم لمعاينة جثماني القتيلين وعرف منهم مقدم الشرطة محمد محمود أبو سريع.
من جانبها، نددت سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة بأشد عبارات الإدانة ما وصفته بالهجوم الإرهابي الذي وقع في محيط مقر وزارة الخارجية.
وقالت السفارة: نتقدم بتعازينا إلى عائلات من لقوا حتفهم نتيجةً لهذا الهجوم الجبان ونتمنى سرعة الشفاء للمصابين.
إن الولايات المتحدة تقف بجوار مصر لتحقيق هدفنا المشترك في إلحاق الهزيمة بالإرهاب.
وهذا أخطر تفجير تشهده القاهرة في نحو ثلاثة أشهر ولم يصدر على الفور أي إعلان للمسؤولية عنه لكنه يشبه انفجارات ألقي باللائمة فيها على متشددين إسلاميين يسعون للإطاحة بالحكومة.
وصعد متشددون هجماتهم ضد أهداف للجيش والشرطة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين العام الماضي إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.
وقالت وزارة الداخلية في بيان صباح أمس انفجرت عبوة ناسفة محلية الصنع بشارع «26 يوليو» بالقرب من تقاطعه مع شارع الكورنيش دائرة قسم شرطة بولاق أبو العلا.»
وأضافت «أسفر ذلك عن مقتل المقدم خالد سعفان من قوة مديرية أمن القاهرة متأثراً بإصابته وحدوث إصابات بعدد من رجال الشرطة المعينين بتلك المنطقة.»
وتابعت في بيان لاحق «قتل المقدم محمد محمود أبو سريع من قوة الإدارة العامة للأندية والفنادق والمنتدب للعمل بمديرية أمن القاهرة متأثراً بإصابته.»
وتصاعد الدخان لفترة وجيزة وهرع الناس عقب وقوع الانفجار على رصيف يقع خلف مبنى وزارة الخارجية المطل على نهر النيل بالقاهرة.
وعرض التلفزيون المصري الرسمي لقطات تظهر أوراق جرائد تغطي آثار دماء على ما يبدو وشجرة سقطت فوق سيارة بموقع الانفجار.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلا عن مصادر أمنية أن عبوة ناسفة بدائية الصنع انفجرت أمس أمام الجامعة العمالية بمدينة طنطا بدلتا النيل دون وقوع إصابات.
وزادت التحديات الأمنية التي تواجهها مصر تعقيدا بعد استيلاء تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية المتشدد على مساحات واسعة في العراق وسوريا واعلان الخلافة هناك وتأثر جماعات متشددة أخرى بأفكار التنظيم بما في ذلك جماعات تتمركز على طول الحدود المصرية مع ليبيا المضطربة.
وكانت مصادر أمنية وقائد في تنظيم أنصار بيت المقدس المتمركز في شبه جزيرة سيناء المصرية قالت لرويترز إن الدولة الإسلامية أقامت علاقات مع أخطر تنظيم متشدد في مصر وتقدم للجماعة توجيهات بشأن كيفية العمل بشكل أكثر فعالية.
ورغم أن عدد القتلى جراء انفجار أمس يبدو قليلا لكن أي هجوم يقع داخل العاصمة يثير الشكوك حول قدرات قوات الأمن على التصدي للمتشددين الذين تعهدت بالقضاء عليهم.
وعبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان قائدا للجيش حين عزل مرسي مرارا عن مخاوفه من تصاعد التشدد في مصر وبلدان أخرى في الشرق الأوسط.
إلى ذلك قامت سلطات مطار القاهرة أمس بتشديد الإجراءات الأمنية لفحص المترددين والسيارات ومنع العناصر المشبوهة من التسلل إلى حرم المطار بعد الانفجار الذى حدث بجوار مبنى وزارة الخارجية المصرية والذي أسفر عن مقتل وإصابة تسعة أشخاص.
وصرحت مصادر أمنية بالمطار: تضمنت الإجراءات المشددة زيادة عدد رجال الأمن في الأكمنة الثابتة في طرق ومنافذ المطار وتنفيذ أكمنة متحركة لفحص المترددين على المطار وتفتيش السيارات بالكلاب البوليسية المدربة حيث تم ضبط 18 هاربا من تنفيذ أحكام قضائية بالسجن خلال محاولتهم العبور من الأكمنة والتواجد أمام صالات السفر والوصول». في نفس السياق ألغت شركة مصر للطيران حفل اختتام الدورة الرياضية للكرة الخماسية والمقرر له مساء أمس وذلك تضامنا مع ضحايا التفجير الإرهابي قرب مبنى وزارة الخارجية ومراعاة لمشاعر أسر الشهداء.
وفي سياق آخر أعلن مصدر عسكري مصري أمس عن مقتل 6 عسكريين آخرين في سقوط طائرة عسكرية من طراز «إم أي 17» في محافظة الفيوم بعد إقلاعها من مطار بني سويف.
على الصعيد السياسي توجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس إلى نيويورك للمشاركة في فعاليات الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في أول مشاركة دولية بعد مشاركته في القمة الأفريقية.
ومن المقرر أن يلقى الرئيس السيسي كلمة المجموعة العربية أمام قمة المناخ التي دعا إليها بان كى مون الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة يعبر فيها عن مطالب الدول النامية في طلب مساندة الدول الصناعية الكبرى للدول النامية بتقديم الدعم الفني والمادي لتطوير قدراتها الصناعية والتنموية باعتبارها تتحمل المسؤولية الأكبر عن ارتفاع معدلات التلوث التي تسببت في تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية التي يواجهها كوكب الأرض. كما سيلقي الرئيس السيسي الخميس القادم كلمة مصر أمام اجتماعات الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جانب آخر قالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إن وزير الدفاع تشاك هاجل تحدث مع نظيره المصري الفريق أول صدقي صبحي أمس الأول ليؤكد له أن الولايات المتحدة تعتزم تسليم عشر طائرات أباتشي لمصر لدعم جهود مصر لمكافحة الإرهاب.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أصلا في إبريل الماضي إنها قررت رفع حظرها عن تسليم تلك الطائرات الهليكوبتر الهجومية لمصر والذي فرض العام الماضي بعد عزل الجيش للرئيس محمد مرسي.
وقال الأميرال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون في ذلك الوقت إن الطائرات الهليكوبتر ستدعم عمليات مصر لمكافحة الإرهاب في سيناء.
وقال كيربي أمس الأول إن هاجل أكد لصبحي أن واشنطن تعتزم تسليم هذه الطائرات ولكنه لم يحدد موعدا.
وأضاف كيربي إن هاجل شكر مصر أيضا على دورها في التوسط للتوصل لوقف لإطلاق النار لإنهاء أحدث جولة من القتال في غزة بين حركة حماس وإسرائيل.
