دع عنك يا صاح لوم الحظ واسمعني ** إن المكاسب والأرزاق أقدارُ
دع عنك يا صاح لوم الحظ واسمعني ** إن المكاسب والأرزاق أقدارُ
قد يخفق الفذ والإبداع سلعته ** ويرتقي الوغد والأخلاق تـنهارُ
فكم توارى عن الأضواء نابغة ** وصال بين رياض المجد مهذارُ
قد تقطن السفح هامات مبجلة ** ويرتقي الشهب إذناب واصفارُ
وربما يترك الفارس المغوار ساحته ** وينزل الروض أفاق وغدارُ
وقد تحطمت آمال وأفئــدة ** بدافع الحقد والأهواء تختــارُ
كم طاش سهم أراد الكيد مُرسله ** وكم أصابت رسول الصلح إضرارُ
إن أضمر الشر شخص لا خَلاق له ** فسوف تأتيك بالمستور إخبارُ
فقد يخونك خلّ هزَّه حسـد ** وقد يخونك بعض الأهل والجارُ
يبدي السُّرور وفي أعماقه حسد ** مهما تخفى ففي العينين آثارُ
لا تأس يا صاح فالأيام تجربـة ** وأظلم الناس خلاّن إذا جاروا
وفوض الأمر للخلاّق مُبتهلا ** بأن ربك بالأشرار جبـــارُ
إنْسَ الإساءة في عفــو ومكرمة ** فذاك سيف رهف الحدّ بتارُ
والخير في النفس نبع لا نضوبا له ** كمثله الغيم سيّال ومِدرارُ
ووافر الخير في الهادي وأمّته ** شمّ الأُنوف دعاة الحق أخيارُ
