يقُوْلُون ..
إذَاكَان الانسَان مِنَّا فِي مَأمَن تَام من ألسِنَة النَّاس الذِينَ لاهَم لَهُم ألاّ نَقل
وَتَروِيج الإشَاعَات وَالكَلام الفَارِغ وَالتَّشهِير بالفَضَائِح وَالسَّقطَات وسُوء الأدَب
فَانَّكَ سَتَكُون إنسَان مَحظُوظ رَاضِيَة أمُّكَ عَلَيك!!
لأنَّ مثل هَؤلاء النَّاس ليسَ لَدَيهُم مَايَشغُلهُم فِي هَذِهِ الحَيَاة الدُّنْيَا سِوَى التَّحرِي
بِحُرص وَنَهَم شَدِيدَين عَن خَبَر بِهِ فَضِيحَة أوإشَاعَة عَن إنسَان مَا!
يَتَنَاقلُون هَذَا الخَبَر وَكَأنَّه خَبَر قَومِي فَرِيد طَالَ إنتِظَار تَحقِيقَه منذُ زَمَن بَعِيْد جداً
تَلَفّهُم السَّعَادَة وَتُحِيطُ بِهَم الفَرحَة المِدوِيَة حِينَمَا يَحصلُون عَلَى هَيك خَبَر
فِيهِ فَضِيحَة أو يَمِسُّ سُمعَة إنسَان أو إنسَانَة وَكَأنَّهُم من هَول الفَرحَة قَد نَجَحُوا
وَبِإمتِيَاز فِي الجَامِعَة أو أعمَالهُم وحقَّقُوا مَرَاتِب عُليَا غَير مَسبُوقَة !
تَخَيَّل حِينَمَا تَحرُص عَلَى بِنَاء سُمعَتُكَ ..
حِينَمَا تُضَحِّي بِإشيَاء وَرَغبَات دِنيَوِيَّة كَثِيرَة حِْينَمَا تُحرِم نَفسُك مِنَهَا من أجل أن
تُحَافُظ عَلَيهَا وَتَكُون ذُوا شَأن عَالِي وَرَفِيع فِي المُجتَمَع !!
تَخَيَّل حِينَمَا يَأتِي إنسَان لاقِيمَةَ لَه..حِينَمَا يُرَوِّج إشَاعَة..حِينَمَا يَنقُل خَبَرِيَّة
تَمِسُّ شَرَفُكَ..شَرَف أهل بَيتُك..أوسُمعَة أهلُكَ..تَخَيَّل كُل ذَلك وَغَيرُه كَثِير!
فَمَاذَا أنتَ فَاعُلُ ُبِالله عَلَيك؟
المُشكِلَة أن مثل هَذَا الإنسَان حِينَمَا يُسأل عَن مَصدَر هَذِهِ الخَبَرِيَّة يَرُدُّ عَلَيكَ
بِكَلِمَة ( يقُوْلُون ) كَمَا عَنوَتُ بِهَا مَقَالَتِي ..
وَمَا أكثَر الَّذِيْن (يَقُوْلُون) فِي زَمَنُنَا هَذَا بِالذَّات أنَّهُم (يَقُولُوْن) وَ (يَقُوْلُون)
وَلَكِن مَامَدَى صِحَّة مَا ( يَقُولُوْن )؟
تَجِد رَجُل يَختَلِف مَعَ زِيجَته..وَيتَّفقُون بِمَحض إرَادَتهُم دُون إكرَاه أو إجبَار
على الطَّلاق وَالعِيَاذُ بِالله فَتَجِد مَثل هَؤلاء النَّاس يَلِّي قَصَدتهُم فِي تَروِيج
وَتَفسِير سَبَب الطَّلاق عَلَى أنّ الزوج قَبَضَ عَلَى زِيجَته ..
فِي وَضع فَاضِح مُخِل بِالآدَب العَام .. فَأنتَ كَمُتَلَقِّي لِهَذِهِ الخَبَرِيَّة السَّيِّئَة
فَمِن الضّرُورِي أن تَسَل عَن مَصدَرهَا فَلاتَجِد إجَابَة سِوَى ( يَقُوْلُون )!
فَحَتَّى لَو كَان فِعلاً قَد قَبَض عَلَيْهَا فِي وَضع فَاضِح ..
وَمُخِلُ ُبِالأدَب العَام كَمَا ذَكَرنَا ألا يُفتَرَض عَلَينَا كَمُسلمِيْن أن نُدَارِي الفَضِيحَة
وَنُعَتِّم عَلَيهَا وَنَضِعُ عَلَيْهَا غِطَاء السِّتر كَمَا أمَرنَا دِينُنَا الإسلامٍِي الحَنِيف يَلِّي ..
نَتَبَاهَى بِهِ أمَام الأديَان السَّمَاوِيَّة الأخرَى ..
وَمَا هُوَ مَكسَبنَا الحَقِيقِي من وَرَاء التَّشهِير وَالتَّروِيج لِفَاضَائِح النَّاس الثّكَالَى
هَذَا إن كَان هُنَاكَ مَكسِب أصلاً .. بِقَدر مَاهُوَ إثمُ ُسَنُحَاسَب عَلَيهِ فِي ذَات يَوم!!
شَيء مُؤسِف حَقِيقَة حِينَمَا تَرَى النَّاس .. بَعض النَّاس تَتَخَلَّى عَن مَبَادِئهَا
وقِيَمُهَا !
حِينَمَا تُكَرِّس أوقَاتُهَا الثَّمِينَة فِي البَحث وَالتَّحرِي عَن فَضَائِح غَيرُهَا بَدَل السَّعِي
فِي البَحث عَن كِتَاب نَافِع تَقرَأه وَتُزَوِد بِهِ مَعلُومَاتُهَا الحَيَاتِيَّة وَثَقَافَتُهَا الدِّنيَوِيَّة
ولَيتَهُم مَا ( يَقُولُوْن )!
/
/
إنتـَــر
***********************
كثيراً ما تعاتبني
وتخاصمني
كثيراً ما تبكِّيني ..
وتضايقني ..
لمجرد ان تسمع عني حقائق مؤلمة ..
من الآخرين
ممن ( يَقُوْلُون )!
دون التأكد منها ..
دون سؤالي عنها ..
رغم انني انا المعني بها؟
****************
حقائق مزيفة مبالغ فيها ..
لا يمكن أن تكون مني
ومني انا تجاهك انت!
وأنت بالذات!
**********************
فهكذا انت دوماً
يحق لك كل شيء
في كل وقت مهما كان
دون مساءلة
او حتى مجرد عتاب؟
اما انا فلا ..
والف لا!
محرمٌ عليّ ان أُسمِعك الحقيقة
ان ابرر لك موقفي
مهما كان صحيحاً؟
ولكن من حقي عليك
ان تسمع مني حقيقة واحدة
أن تصغي اليها جيداً
حقيقة انك كل شيء
حقيقة انني لم ولن اكون يوماً
سوى لك وبك ..
فكيف اكون كما ( يَقُوْلُون )!
كيف؟
من حقي عليك ان تعرف
انني لا اصدق كل ما ( يَقُوْلُون ) عنك
مهما كان مصدره
وحجمه
ولستُ بحاجة للتأكد منه
لأنني اعرف من انت
لأنك انا
فهل يُعقل ان اكذِّب نفسي؟
ان اشكك فيها؟
قد تعتبر تصرفي هذا
جهلاً مني
وسذاجة
قد تنظر اليه
بطريقة ..
او بأخرى
ولكن ..
لك ان تعرف
ان هذا هو الفرق بيني ..
وبينك
وهذا يكفي
لأكون انا من انا
وأنت من أنت؟
