«داعش» تواجه مقاومة كردية – تركية في عين العرب...]
42 قتيلا في غارات جوية بالشمال الغربي السوري –
عواصم-(وكالات): خاض أكراد سوريا معارك دفاعا عن بلدة حدودية رئيسية من تقدم مقاتلي ما يسمى بالدولة الإسلامية أمس فيما هرع شبان أكراد من تركيا المجاورة لنجدتهم مما يبرز الضغوط التي تتعرض لها انقرة لمواجهة متشددي التنظيم.وفي تركيا التي تبذل جهودا مضنية لوقف تدفق أكثر من 130 ألف لاجىء سوري كردي منذ يوم الجمعة الماضي استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق محتجين أكراد ممن يتهمون حكومة انقرة بالانحياز لما يسمى بالدولة الإسلامية ضد الأكراد.
وكانت وحدات الحماية الشعبية الكردية وهي الجماعة الكردية الرئيسية المسلحة في شمال سوريا قد اعلنت ان مقاتليها اوقفوا تقدم ما يسمى بالدولة الإسلامية إلى الشرق من مدينة كوباني السورية التي تقطنها غالبية كردية قرب الحدود مع تركيا وتعرف ايضا باسم عين العرب لكن قتالا عنيفا لايزال يدور هناك.
وتجمع مئات من الشبان الأكراد على الجانب التركي من الحدود تلبية لدعوات من الزعماء الأكراد للانضمام الى القتال لصد مقاتلي الدولة الاسلامية الذين استولوا على مساحات كبيرة من الاراضي في العراق وسوريا واعلنوا الخلافة فيها.
وقال سكان فروا من كوباني إن المتشددين يعدمون الناس من جميع الاعمار في القرى التي استولوا عليها.ومعظم الاكراد من السنة إلا ان الدولة الاسلامية تعتبرهم كفارا بسبب معتقداتهم العلمانية.
وفي معبر مورسيت ببنار الحدودي تولى طابور من قوات شرطة مكافحة الشغب حراسة السياج الحدودي ذي الاسلاك الشائكة.
وقال الناشط الكردي الملثم شيروان وعمره 28 عاما وهو يحمل علم حزب العمال الكردستاني «نريد جميعنا ان نعبر الحدود.
حاولنا ذلك إلا انهم هاجمونا وسنعاود المحاولة .»
أما عصمت وهو شاب محلي عمره 19 عاما يكسب قوته من جمع الشليك الفراولة فقال إن المحتجين توافدوا من شتى المدن في جميع ارجاء جنوب شرق تركيا الذي تقطنه اغلبية كردية واضاف «ليسوا من هنا.انهم من سرناك ووان وماردين ونصيبين.»وقال إن بضع مئات من أكراد تركيا قد عبروا الحدود بالفعل للانضمام الى القتال.وذكر مقيمون آخرون ارقاما أعلى.
وينتاب القلق حكومة انقرة بسبب تقدم متشددي ما يسمى بالدولة الإسلامية صوب الحدود الجنوبية لتركيا إلا ان رد تركيا كان بطيئا في التجاوب مع نداءات تطالبها بالانضمام لتحالف لدحر ما يسمى بالدولة الإسلامية «داعش» إذ تشعر جزئيا بقلق بشأن العلاقات بين أكراد سوريا وحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يشن منذ بضعة عقود حملة مسلحة للحصول على حقوق للأكراد.
وتنفي تركيا بشدة تقديم أي نوع من الدعم للإسلاميين المتشددين إلا ان دولا غربية تقول إن حدودها المفتوحة خلال الحرب الاهلية السورية التي مضى عليها ثلاث سنوات اتاح لما يسمى بالدولة الإسلامية «داعش» وجماعات متشددة أخرى ان تتوسع في نفوذها.
وطالب حزب العمال الكردستاني بتسليح أكراد تركيا أمس قائلا إن «تأييد هذه المقاومة البطولية» في كوباني «واجب مشرف» وأذاعت محطات الاذاعة اغاني وطنية كردية عن مقاتلين من الابطال والشهداء وبثت احداها تسجيلات لمراد كرايلان أحد زعماء حزب العمال الكردستاني في محاولة لرفع المعنويات وحشد التأييد.
وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي إن أكثر من 130 ألف كردي سوري فروا الى تركيا منذ يوم الجمعة.وقال ريدور خليل الناطق باسم وحدات الحماية الشعبية الكردية إن الاشتباكات العنيفة استمرت أمس إلا انه تم وقف تقدم ما يسمى بالدولة الإسلامية «داعش» شرقي كوباني التي شهدت قتالا ضاريا من ان شن المتمردون هجومهم يوم الثلاثاء الماضي.وقال إن مئات من أكراد تركيا يساعدون بالفعل في معارك لرد المتمردين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع الحرب الأهلية السورية إن ما يسمى بالدولة الإسلامية «داعش» لم تحقق أي تقدم ملحوظ خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن 42 مدنيا على الأقل قتلوا بينهم نساء وأطفال في غارات جوية شنتها طائرات تابعة للحكومة السورية على مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال غرب سوريا.
وقال المرصد الذي يبث تقاريره من بريطانيا إن الهجمات أصابت مناطق في مدينتي سراقب واحسم بمحافظة إدلب يوم الأحد وحولهما.
وأضاف المرصد أن غارة أصابت منطقة خارج سراقب لجأ إليها الناس هربا من هجمات سابقة على المدينة نفسها.
ولم يعرف على الفور المستهدف من الهجمات لكن نشطا في المنطقة قال إنه لا يوجد مقاتلون للمعارضة قرب المواقع التي تعرضت للهجوم.
وقال المرصد إن 16 طفلا على الاقل و11 إمرأة سقطوا بين القتلى.وأضاف أن من بين القتلى أيضا 17 فردا من عائلة واحدة.
وقال نشط في سراقب إن الناس كانوا يفرون إلى مزارع قريبة هربا من القصف لكن الطائرات الحربية استهدفت أمس الأول المزارع التي كانت مكتظة بالأسر.وقال النشط «هذا ما أدى لارتفاع عدد القتلى»وقال المرصد إن من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى من الهجمات لأن كثيرين مازالوا في حالة حرجة.
