عدالة السماء ( قصه واقعيه ومؤلمه جدا )
يسعد صباحكم / مساكم
هلا بالجميع ..
من جديد نلتقي وقصه من قلمي قد تكون مختلفه هذه المره لكونها بعيده عن الجانب الكوميدي كما تعودت ...
اعتذر من الجميع بالبدايه لكون احداثها مؤلمه جدا ومؤثره للغايه ..
في منطقه ما كان يعيش اخوان اثنين غير اشقاء كل واحد فيهم تقريبا عمره 70 وربما اكثر وتوفوا قبل 7 او 6 سنوات ..
يعيشوا هالاخوين مع بعض في مزرعه قريبه من الملعب اللي كنا نلعب فيه كوره وكنت وانا رايح الملعب العب كوره مع الشباب امر بجانب مزرعتهم لانه هو الطريق الوحيد وربما القريب للملعب ..
واحد منهم كان منظره وتصرفه مرعب بكل ماتحمله هالكلمه من معنى سواء من الناحيه الشكليه او السلوكيه وكان لما يشوفني يتكلم بكلام غير مفهوم ويهذي والثاني وضعه شوي افضل ..
كنت وانا امر اسلم عليهم وانا اركض عشان الحق الشباب قبل لا يبدوا اللعب ..
وكان اللي شكله ووضعه افضل من اخوه يرد السلام ويسالني ..
الرجل : كيف حالك ولدي .. وكيف صحة ابوك وامك؟
انا : الحمد لله عمي كلهم بخير ..
الرجل : تعال تقهوى معنا
انا : مشكور عمي مستعجل الشباب ينتظروني ..
كان هذا الحوار الروتيني الدايم يجمعني به وبصراحه لعدة مرات كان ودي البّي دعوته بس اخاف لان منظر اخوه وتصرفاته غير طبيعيه ..
ولأن عقدة الخوف منهم وصلت حدها عندي ..
سألت والدتي ( رحمها الله ورحم والدي ) في يوم ما عن سر ذلك الرجل وخبرتها بكل شي احسه لما اطالعه وكيف ان نظراته وتصرفاته مرعبه ..
تنهدت والدتي ( رحمها الله) وقالت لي ..
- لهالرجل قصه ياولدي ..
انا وبكل لهفه : ايش هي قصته ؟
والدتي : هذا الرجل في شبابه كان كثير عاق لوالديه وخاصه امه الله يرحمها ويعاملهم بشكل سيئ جدا ..
انا : كيف يعني .. مافهمت ؟
والدتي : ياولدي هذا الرجل من ضمن اللي سواه بأمه انه بعد وفاتها (وكانت وفاتها في عز الشتاء وفي ليله قارسة البروده ) واثناء قيام الحريم بعملية التغسيل لها نادنه وقالت له وحده منهن قدام الكل ..
كلنا نعرف اللي سويته في امك وابوك في حياتهم من عقوق وتقصير بس ع الاقل الحين احسن ولو مره في امك وهي ميته دام ماسويت هالشي وهي حيه ..
رد عليها بكل برود : ايش اسوي يعني؟
الحريم : الماي على وشك يخلص .. روح الفلج هات لنا شوية ماي عشان نخلص تغسيلها والرجال يشلوها للمقبره ..
وكملت والدتي وهي تحبس دموعها ..
- تدري ايش رد عليهن؟
انا : لا .. بس اكيد راح يركض يجيب ماي
والدتي : لا ياولدي .. رد عليهن بكل برود وقسوة قلب ( ايش رأيكن بعد اسخن الماي عن تبرد وانتن تغسلنها خاصه اليوم برد وايد ) ..
كانت الاجابه صادمه .. مذهله .. مؤلمه للجميع ..
لما شافن الحريم هذا رده سكتن عنه وراحن مجموعه منهن وجابن ماي وانتهت عملية التغسيل وبعد ذلك دفنها بالمقبره ..
بعد وفاتها بعدة ايام اصيب هذا الابن بإنتكاسه مفاجئه حيث اصيب بشلل شبه كامل ولوثه عقليه واصبح كالاطفال في تصرفاته وكالمجانين يهذي بكلام غير مفهوم ولولا وجود اخوه معه مات من الجوع والعطش لان محد عنده يسال عليه ويتكفل به ..
بسم الله الرحمن (( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)) ..
صدق الله العظيم ..
انتهى .. بقلمي
اخوكم / رايق البال
