"وكان" و المتذمرون و فندق الكلاب ..الإشاعه و ما تمنيته إشاعه
مع تطور وسائل نقل المعلومه بين الناس أصبحت القراءة ليست هي المشكله في مجتمعنا بل ادراك الشخص نفسه هو المشكله فنحن اليوم لا نواجهه الاشاعه فقط فبرغم من كشف زيف الاشاعه بعد تداولها الا انها تبقى كمرجع يعود إليه من لا يملك حجه الا التذمر الذي يجتمع حوله كل من فشل في إدارة حياته بمختلف جوانبها و يجد التذمر في كل شارده و وارده متنفس له يغطي به فشله بدل ان يعترف به و يعالجه .
سأعرج في هذا الطرح الى ذلك الفيديو الذي اقتطع لوكيل وزارة النفط يتحدث فيه عن زيادة لا محدودة لاسعار الوقود و بأن القطار تحرك و لن يعود .. شخصيا وصلني الفيديو و بعده بساعات شاهدت صفحات عديده تنفي الفيديو وبأنه مجرد مقتطفات من لقاء قديم . واليوم اثناء قرائتي لخبر وصول سعر نفط عمان الى 47.16دولار كأعلى سعر في 2016 شاهدت الكثير من التعليقات التي تفتي بانه كلما زاد النفط اصبح حال المواطن أسوء ( والمرجعيه هي إشاعة الفيديو ) !! كان لدى البعض استفهام عن حال أسعار الوقود عندما يرتفع سعر الخام عالميا و ربما هذا الاستفهام وّلد لدى مختلفي الإشاعات و الاكاذيب فكرة عمل مونتاج لفيديو وكيل النفط وهذا ما سهل تداول الفيديو و تصديقه رغم نفيه لانه لامس شي في نفس يعقوب!
"وكان" تلك القريه الجميله في ولاية نخل جمالها ربما لفت الأنظار اليها من قبل مختلقي الإشاعات و الاكاذيب فيوم أمس شاهدت خبر صيام هذه القريه لمدة 3 ساعات في موقعين احدهما وكالة رسميه لدوله عظمى و الأخير موقع عربي شهير !
نوعية هذه المواقع جعلتني أشكك في صحة هذه المعلومه ..فالمعلومة بالنسبه الى الداخل المحلي تم تداولها مرارا و أنكر مرارا و لكن خروجه الى المستوى الإقليمي و الدولي جعلني استمع بحرص الى تعليق مواطن من قرية وكان خلال سؤال وجهه اليه في احدى مجموعات الواتسب و نفى الخبر بشده و أضاف انه هذه ليست الاشاعه الوحيده لقريته فقبل سنوات انتشرت اشاعه عن وجود بحيرات و شلالات في القريه مما تسبب بتزاحم للسياح و احدهم جلب معه قارب تجديف ( قالها و هو يضحك )!!
وقبل ان نتحدث عن اخفاق هذه المواقع الاعلاميه في تقصي الحقيقه علينا ان نقف امام أنفسنا فمن هو مصدر هذه الاشاعه أليس نحن؟ و هل يدرك مختلق الاشاعه خطرها مع مشاهدته لاشاعته تتداول على مستوى إقليمي و دولي ..فاليوم قد لا تسبب أشاعته خطر على الوطن و لكن هل يضمن غدا ما ستنتج الاشاعه من ارتدادات قد تؤثر سلبنا علينا؟
الخبر في وكالة الأنباء الروسيه:
http://arabic.sputniknews.com/mosaic...019083285.html
الخبر في موقع رأي اليوم للاستاذ عبدالباري عطوان:
http://www.raialyoum.com/?p=452848
لم اتخيل يوما ان اسمع عن فندق للكلاب في مسقط لهذا عندما شاهدت عنوان الخبر في وكاله دوليه اعتقد انه احدى الإشاعات التي يروجها البعض و تصل الى الخارج او ربما تضخيم للعنوان لا اكثر ، ولكن للأسف هذه المره ليست اشاعه بل حقيقه ، لن اتحدث عن المشروع بحد ذاته و رأي الشرع في مسألة الحلال و الحرام و عن قناعة الشباب العمانيين الذين أقاموا هذا المشروع ، ولا عن زبائن الفندق من الأجانب فهذا من صميم عاداتهم ولا حرج ، ولكن حديثي عن زبائن الفندق من العمانيين ،فهذا الفندق يكلف يوميا بين 6-8 ريالات لرعاية الكلب و بحسب اللقاء الذي أجراه مراسل الموقع مع الزبون العُماني فبعضهم ترك كلبه في الفندق لشهر و بحسبه بسيطه فهو ينفق متوسط 200 ريال لأجل رعاية "كلب"!! . عندما أكثر في نقاشي على موضوع التكافل الاجتماعي بين الناس فأنا ارى في هذه الحالات أقبح مثال في عدم اكتراث الناس بأخوانهم معسري الحال .. فلربما يبعد بيت صاحب الكلب عن بيت معسر بضعة كيلومترات سيرى في هذه ال200 ريال متنفس له و لأولاده لشهر كامل .
الخلاصه: اعتقد حان الاوان لحكومتنا ان تطلق متحدث رسمي لها يطل على وسائل الاعلام بشكل اسبوعي يطرح فيه كل ما يتداول و يُبين ما هو صحيح و ما هو اشاعه ..استفهامات الناس اذا لم تجد اجابه ستجد مصيرها الى اختلاق اشاعه ونحن في غنى عن المشاكل التي ستسببها الإشاعات في التلاحم الوطني و الاقتصاد و الامن و الأمان .
ورساله اخرى لذلك المتذمر اذا اعتقدت بأنك بنشر الاكاذيب و تبني كل ما هو سلبي حتى لو كان باطل فأنت و المفسد في صف واحد ضد هذا الوطن و لا تستحق منا الا نفس النظره التى نرى بها الفاسد ، ورساله اخرى لذلك المواطن المقتدر و الجيد الحال قبل ان تبعثر أموالك تذكر انه هناك اخ لك بهذا الوطن احق بمالك و لكن هي مشيئة الله يعطي من يشاء و يمنع ما يشاء فهذا اختبار الشاكر و الكافر ..فأختر أين تضع نفسك
