الم اقل لكما سيعود ..! ( قصه واقعيه ) 26/3/2016
هلا بالجميع ..
قصه واقعيه في مدينتي تعود لأكثر من 100 عام ..
كان والدي ووالدتي - رحمهما الله - يقصان لي الكثير من القصص وانا طفل صغير وتحديدا والدتي لكون والدي كثير السفر ..
تلك القصص يقصها عليهما بدورهم اباؤهم وامهاتهم فهي متوارثه اب عن جد ..
من ضمن تلك القصص ما سأقصه الآن ..
منذ اكثر من 100 عام لم تكن مدينتي كما هي الآن وهذا الامر ينطبق على كل مدن السلطنه بل ومدن العالم اجمع سواء العربي او الغربي ..
كان في مدينتي تاجر هندي من الطائفه الهندوسيه ويطلق عليه لقب ( بانيان ) وهو لقب يطلق على الهنود الذين يدينون بهذه الديانه ..
ويعود تواجد البانيان بالسلطنه لما يقارب 150 او 200 عام والذين من ضمنهن الآن عائلة كيمجي رمداس ودرامسي نانسي ..
وكما هو معروف ان تواجد عائلة البانيان بالسلطنه كان ابان حكم السيد تركي بن سعيد رحمه الله وهم اكثر طوائف الهندوس نجاحا في التجاره ويقال بأن الامام ناصر بن مرشد استعان بأحدهم عند الهجوم على البرتغال بقلعة مطرح وكان البانيان كتجار يتواجدون في مطرح وبعض ولايات السلطنه وخاصة البحريه مثل الباطنه وصور ..
نعود لقصتنا من جديد ..
ذلك البانيان محبوبا عند كل اهالي مدينتي حيث كان يراعيهم في الاسعار ويثق فيهم ويصبر عليهم اذا نقص عليهم مبلغ ما اثناء عملية الشراء منه ..
كان يعمل لديه ابنه واخيه بذلك المحل الذي يملكه حيث يبيع فيه الاقمشه الرجاليه والنسائيه من حرير وصوف وقطن كما انه ايضا يبيع المواد الغذائيه من ارز ودقيق وسكر ... الخ ..
الجميع يقصد محله سواء سكان مدينتي او المدن الأخرى التابعه لها نظرا لتواجد كل شيئ تقريبا في محله خاصة ان تلك الايام المتطلبات كانت بسيطه وليس كما هي الآن اضافة الى حسن تعامله المعروف عنه بشهادة الجميع ..
في يوم ما جاءه رجل من مدينة اخرى وهي المره الاولى التي يدخل فيها المحل ..
اشترى بعض البضائع التي يحتاج لها وكانت العمله في تلك الايام القروش الفضيه وليس كما هو الآن ..
بعدما اكمل شراء مايحتاجه همّ بدفع الحساب إلا ان المبلغ المطلوب كان اكبر مما يتوفر لديه في تلك اللحظه ..
ارتبك الرجل واحتار فليس بالمدينه احد يعرفه ليضمنه عند صاحب المحل اضافة الى انه من الصعب ان يعود لبلده دون شراء كل مايحتاج له كما ان بلده تبعد اكثر من 70 كيلو وتلك الايام لم يكن هناك مواصلات سوى الجمال والحمير ( اعزكم الله ) وهي رحله جدا شاقه عليه ومتعبه ..
وهو في لجّ تفكيره قطع عليه البانيان حبل تفكيره وقال له : ادرك تماما مايدور بعقلك من تساؤلات كما انني اعرف صعوبة الوضع والموقف .. ولكن لدي حل مناسب لك ولي ايضا ..
رد الرجل بكل فرح والبشر يملأ اساريره : ماهو الحل ؟ فأنا على استعداد لكل ماتريد لأن المهم عندي ان اعود لبلدي بكل ماقمت بشراؤه منك ..
رد عليه البانيان بكل هدوء :
اعطني شعرة من لحيتك كضمان لعودتك
وسوف اضعها في علبة واكتب في ورقه صغيره اسمك بالكامل وكم الدين الذي عليك والمده التي تريدها للوفاء بدينك ..
كان ابن واخ البانيان يستمعان لذلك الحديث العجيب وهما فاغرا الدهشه مما يسمعان ..
نظر الرجل للبانيان وقال بهدوء : ان ماتطلبه عظيما وكبيرا وليس من السهل الموافقة عليه ولكني سأعطيك شعرة واحده من لحيتي وسأعود بعد انقضاء 6 اشهر لدفع ماتبقى علي من دين لك واستلمها منك وإياك والتفريط بها ..
وافق التاجر وسلمه بضاعته كلها دونما نقصان وعندها نتف الرجل شعرة واحده من لحيته واعطاها له وهو متألم وحزين من هذا الموقف الصعب الذي اجبرته الظروف ان يكون تحت وطأته ..
فتح التاجر علبة صغيره ووضع الشعره داخلها ومعها ورقه صغيره تحمل اسم الرجل بالكامل وكم يبلغ دينه والمده المطلوبه لذلك ..
خرج الرجل محملاّ الاغراض التي يحتاجها وودعه التاجر على امل اللقاء به حسب الموعد المتفق عليه ..
مرت الايام والاشهر ولم يعد الرجل وكان ابن التاجر واخيه يقولان له .. الم ننهيك عن هذا ؟ كيف تثق بإنسان غريب ومقابل شعره تسلمه بضائع بهذه القيمه ؟ صدقنا لن يعود اليك مرة اخرى ..
التاجر يستمع لكلامهما ويرد عليهما بكل هدوء وهو مبتسم : صدقاني سيعود فأنتما تجهلان العمانيين واخلاقياتهم ..
بعد مرور عام كامل تقريبا وبينما كان التاجر وابنه واخيه منهمكين في عملهم بالبيع وتحضير للمشتريات ومراجعة الفواتير ..
فجأه سمعوا صوتا يقول بكل هدوء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التفتوا لمصدر الصوت وهالهم المنظر خاصة ابن التاجر واخيه ..
كان صاحب الصوت هو ذلك الرجل الذي اضطر لرهن شعرة واحدة من لحيته ..
ابتسم التاجر ورد عليه السلام والتفت لإبنه واخيه وقال لهما مبتسما وبكل ثقه وهدوء :
الم اقل لكما سيعود ..!
ثم رجع للرجل وسأله : اين كنت يارجل لقد تأخرت عن موعدنا كثيرا ؟
اجابه الرجل : اعتذر لذلك ولكني مررت بظروف صعبه ومنها وفاة والدي وزوجتي وظروف اخرى عائليه ولم استطع الحضور والآن وبعدما رتبت اوضاعي بالبلد عدت اليك لدفع الدين الذي علي واستلام الرهن الخاص بي منك ..
كان الموقف عظيما ومدهشا ومذهلا لإبن التاجر واخيه وكل من تواجد بذلك المحل في تلك اللحظه ..
اي رجل هذا الذي يتكبد عناء المسير ومشقة الطريق ويأتي للوفاء بدينه والذي هو عباره عن شعرة واحده من لحيته ..!
واي تاجر هذا الذي وثق فيه بكل هذه البساطه وكان الرهن في نظر الكثير غير منطقي بل ويعد ربما ضربا من الجنون ..!
وفي وسط رهبة ذلك الموقف وعظمته احضر التاجر العلبه وفتحها امامه وسلمه تلك الشعره فتناولها بكل شوق وتقدير وامتنان وفرح ودفع ماعليه وهو يشكره ويثني عليه وانصرف بكل هدوء امام ذهول كل من كان موجودا ..
تذكرت هذه القصه وانا اعبر الشارع المقابل لذلك المحل قبل فتره بسيطه وكان معي بالسياره اختي حيث قالت لي .. هذا محل البانيان التي كانت والدتنا - رحمها الله - تحدثك عنه ..
ورغم ان الآن بمدينتي محلات كبيره وضخمه كاللولو وكارفور وغيرهما الا ان ذلك المحل لازال كما هو بنفس موقعه وحجمه وهيكله القديم بوسط السوق ولازال له مرتاديه ومحبيه حتى الآن ..!
طبعا الموجودين حاليا بذلك المحل الصغير هم احفاد احفاد احفاد ذلك التاجر ..
رحم الله زمنا كان فيه الوفاء والثقه والحب يغمر القلوب الطيبه والصافيه بغض النظر عن ديانتها ..
زانت ايامكم ..
انتهى .. بقلمي
اخوكم / رايق البال
الصدمه ..! / بقلمي 15-11-2017
بالجميع ..
من جديد نلتقي وقصه اخرى بقلمي اتمنى ان تنال اعجابكم ..
لما كنت بالاول الثانوي كان بالصف معنا واحد من الشباب كثير مهتم بالدراسه والمذاكره لدرجة لما تكون معنا حصه للرياضه هو الوحيد اللي مايرضى يروح يلعب معنا ويستغل الوقت بالمذاكره والتحضير للدرس القادم واحيان يطلب الغاء حصة الرياضه على اعتبار انها مهدره للوقت اما انا وبعض شلة الانس اللي معي ولا على بالنا سالفة المذاكره ههههه ..
صاحبنا هذا مثلما ذكرت جدّي كثير ونادر يبتسم ويشاركنا اما احنا ماشاء الله علينا عين العدو بارده علينا طبعا ههههه ..
بكل امانه كان اشطر طالب بالصف ودايم يناقش الاساتذه ودرجاته ممتازه مو مثلنا احنا يادوب نسبة النجاح بس وبالغصب بعد ..
كنت متزعّم بعض الشله اللي بالصف واللي طبعا مثلي لا مذاكره ولاشي وعاطين الدنيا طاف ..
مرت الايام والاشهر وبدت الامتحانات النهائيه ..
اختفى صاحبنا نهائيا عنا اثناء الاجازه وكان يسهر للفجر ومايطلع من البيت وكل كتبه حاطنها قدامه وكل شوي يراجع كتاب ..
اما انا وشلة الانس يادوب نقرا الكتاب دقايق والعصر بالملعب وبالليل ندور فيلم على قنوات ( ام بي سي ) نسهر عليه ههههه ..
كنا متوقعين نجاحه وبتفوق بعد وبنفس الوقت عارفين انفسنا استحاله نوصل لو لنصف درجاته ونسبة نجاحه ..
بدت الاختبارات واحنا مثلما كنا عليه وهو زاد وكثّف من المراجعه والسهر على الكتب ..
انتهت الاختبارات وطبعا الجميع متوقع النتايج وخاصه اللي تخص صاحبنا لأن الكل عارف الجهد اللي كان يبذله ..
بس اللي حصل كان صدمه للجميع ..
طلعت نتائج الاختبارات وكلنا نجحنا وان كان نجاحنا يعني مو ذاك الزود بس المهم نجحنا ههههه اما صاحبنا كان معه دور ثاني في مادتين ..!
انصدم واحنا معاه انصدمنا والله لأن من الصعب توقع هالشي له على ذيك المراجعه منه اللي كلنا نعرفها ..
حصل له انهيار عصبي وكان يردد كيف هذولا نجحوا وانا لا ؟ نفسي اعرف كيف هالشي صار..!؟
الحين انا الكل يعرف كيف كنت حارم نفسي من كثير اشياء ومركز تركيز على المذاكره وهذولا اللي عاطين الدنيا طاف ينجحوا وانا ارسب بمادتين ..!!؟
بكل صراحه معه حق لأن بالفعل شي لايمكن استيعابه ..
للأسف الشديد بالصف الثاني الثانوي افترقنا لأني رحت لمدرسه اخرى وان كان التواصل لازال ولله الحمد مع معظم من كنا ندرس معهم واحيان لما نلتقي به نجلس نقوله شفت كيف الدنيا احنا ننجح وانت تاخذ دور ثاني خليك مثلنا افضل صدقنا ههههه طبعا كان يعصب علينا لأنه جديته اللي اكثر من اللازم لازالت تفرض نفسها على شخصيته ..
انتهى ..
بقلمي ..
اخوكم / رايق البال
وكان لقاءا مرعبا ودرسا قاسيا له / بقلمي ( قصه واقعيه ) 5/2/2018
هلا بالجميع ..
عوده اخرى لقلمي وقصه تبعد عن النهج الكوميدي الذي تعودته ..
قصه قد تبدو غريبه ومرعبه في نفس الوقت ولكنها واقعيه وحدثت منذ فتره طويله كما رواها لنا عمي رحمه الله ..
لدنيا مزرعه صعيره في احدى مناطق ولايتي وبهالمزرعه كان جدي رحمه الله قام ببناء مسجد صغير بها ليصلي فيه اصحاب المزارع القريبه من مزرعتنا وايضا بعض سكان الحاره الذين بيوتهم قريبه من المزرعه ..
بين مزرعتنا وبقية المزارع سكك تفصل بين كل مزرعه واخرى وهالسكك طبعا طويله اما من ناحية العرض تقريبا عرضها متر ونص او مترين بالكثير ..
لما تدخل المزرعه كان المسجد يكون مباشرة بعد الباب على ايدك اليمين وبالقرب منه ثور كبير الحجم يملكه جدي ومربوط بنخله قريبه من المسجد ..
عندما يأتي الناس للصلاه كان ذلك الثور يجلس كالعاده بكل هدوء إلا شخص واحد عندما يأتي للصلاه فجأه تعتري ذلك الثور حالة هيجان قويه ويبدأ بالرفس والنفخ ونطح النخله بكل قوته وينظر للرجل بشراسه وكأنه يرغب في ان يفك أسره بأقصى سرعه ليقضي عليه ..
ذلك الامر الغريب استرعى عناية الكل اذ أن جميع من يأتوا للصلاه ويدخلوا المسجد او يخرجوا منه بعد تأديتهم الصلاه يكون ذلك الثور في قمة هدوءه ماعدا ذلك الرجل عندما يأتي يحدث لذلك الثور ما اسلفت ذكره سواء جاء بمفرده او مع بعض الاشخاص ..
الوضع كان غريب جدا لهم ولم يعرفوا سببا منطقيا ذلك ..
ظل الوضع على هذا الحال لفتره طويله حتى أتى يوم وبينما ذلك الرجل يمشي في اتجاه المسجد ليصلي وعندما وصل منتصف السكه والثور طبعا كالعاده يشاهده فجأه قص الحبل المربوط به بالنخله وخرج مسرعا من باب المزرعه واصبحا وجها لوجه بالسكه وفي نفس اللحظه خرج المصلين من المسجد وشاهدوا ذلك الموقف المرعب والمخيف وكلا منهم لايعرف كيف يتصرف ..
الرجل وقف مواجها للثور بكل هدوء لأنه ايقن ليس لديه مجال للهروب او الرجوع للخلف بعدما اصبح في منتصف السكه ولا يمكنه القفز لجدار المزرعه الثانيه او مزرعتنا ..
الثور ينظر للرجل وهو امامه كفرصة ثمينه يبدو انه انتظرها طويلا ..
بعد ثواني من تبادل النظرات انطلق الثور بأقصى سرعته بإتجاه الرجل الذي كان صامدا في وقفته وينتظره بكل رباطة جأش وعندما اقترب منه لينطحه بكل قوته امسك الرجل في نفس اللحظه بكل قوته بقرني الثور وهو ينزلهما للأسفل بعنف مما جعل فم واسنان الثور يرتطمون بالارض بقوه وظل ممسكا بهما لفتره طويله ولم يفلت له حتى تأكد ان قوى الثورخارت نهائيا ..
الموقف كان مرعب وجدا مخيف وغريب في نفس الوقت ومن الصعب وصفه ..
بعدما ادرك الرجل ان الثور خارت قواه ولايستطيع النهوض تركه ودخل يصلي وخرج وكأنه لم يحدث شيئ ..
يقول عمي رحمه الله بعد تلك الحادثه كنا نشاهد ذلك الثور عندما يرى ذلك الرجل قادما للصلاه ينظر للأسفل ولايرفع بصره عليه ويجلس بكل هدوء وانكسار الى ان يخرج من المسجد..!
هل كان ذلك خوفا منه ام خجلا مما حصل له ؟ ام كان ذلك انكسار ام ماذا بالضبط ..!؟ بكل امانه وصدق لست ادري ..
طابت مساءاتكم ..
انتهى ..
بقلمي ..
اخوكم / رايق البال