يرى خبراء في شؤون الجماعات المسلحة أن تنظيم داعش يريد جر القوات العراقية وميليشيا «الحشد الشعبي» إلى معارك صادمة في حزام بغداد، من المحورين الشمالي والغربي، وذلك ليخفف الضغط عن الحزام الجنوبي الذي يعتبر الأهم، ولإعادة إحياء الاقتتال الطائفي.
وقال المحلل والكاتب السياسي ساهر عبدالله، لـ«البيان» إن ما يعرف بـ«حزام بغداد»، يتضمن امتدادات داخل قلب العاصمة، ولا سيما في الجناح الغربي الذي تسمى بعض مناطقه وأحيائه بأسماء مدن غربي العراق، مثل منطقة التكارتة ومنطقة الهيتاويين وغيرهما، ما يجعل الحزام متداخلاً مع الداخل.
إسقاط الثقة
وقال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، في صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»، إن داعش يريد إسقاط ثقة البيئة الشيعية بقوات الحشد الشعبي التي لم تحقق تقدماً يُذكر إلا في منطقتي العظيم وآمرلي، وبدعم خارجي.
ويفترض الهاشمي أن التكتيك التقليدي لهيئات الأركان العراقية في العمليات، شمالي وغربي العراق، قد يقود إلى مواجهة قريبة في كرخ بغداد، عن طريق إيقاظ خلايا نائمة، ببث روح الطائفية.
في غضون ذلك، يؤكد أحد قادة «الحشود الشعبية» في غربي العاصمة، وهو النائب محمد ناجي، أن أقرب نقطة يقترب فيها مسلحو تنظيم داعش من محيط العاصمة هي عند منطقة «إبراهيم بن علي» القريبة من ناحية الكرمة بالأنبار، بمسافة تبعد 20 كيلومتراً عن بغداد. ولا ينفي ناجي، وهو نائب عن منظمة بدر التي يتزعمها وزير النقل السابق هادي العامري..
وجود محاولات من تنظيم داعش لشن هجمات متعددة من ناحية الضابطية، شمالي بغداد، والمناطق المحاذية للأنبار في جنوبي العاصمة، لكنه يقول إن «المسلحين متمركزون في مواضعهم القديمة، كما لم يتحركوا من المناطق التي يسيطرون عليها منذ بداية الأزمة في شمال أبي غريب، غربي بغداد، عند ناحية الصقلاوية».
تضييق الخناق
وإلى الجنوب من بغداد، كشف رئيس اللجنة الأمنية في مجلس بابل فلاح الراضي عن أن القوات الأمنية والحشد الشعبي يضيقان الخناق على ناحية جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل والمحاذية للفلوجة.
ويقول الراضي إن الخطة العسكرية الأخيرة التي فرضتها القوات الأمنية على مسلحي جرف الصخر كانت بضرب طوق أمني محكم، وتوجيه ضربات دقيقة لأهداف المسلحين، فيما سيتم الانتقال إلى الخطوة الثالثة والأخيرة خلال الأيام المقبلة، وذلك بالهجوم على الناحية، وإعادة السيطرة عليها بشكل كامل.
رد مع اقتباس
