إفشال محاولة اقتحام مقر مجلس الوزراء -
صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد: قتل عشرة أشخاص على الأقل بينهم جندي وأصيب أكثر من 50 آخرين بجروح في اشتباكات عنيفة اندلعت بين متظاهرين مؤيدين للحوثي وقوات الأمن والجيش المكلّفة بحماية مجلس الوزراء، عندما توجّهت مسيرتهم أمس إلى مقرّ المبنى الذي يقع وسط العاصمة صنعاء والذي يجاور مبنى إذاعة صنعاء ويبعد مسافة قصيرة عن مقرّ مجلس النوّاب «البرلمان».
وقام المتظاهرون بنصب خيام اعتصام جديدة في أحد الشوارع المؤدية إلى مجلس الوزراء في خطوة تصعيدية جديدة من شأنها تعقيد الأزمة السياسية التي اندلعت على خلفية مطالبة الحوثيين بإسقاط حكومة الوفاق الوطني وإلغاء قرارها برفع الدعم عن المشتقات النفطية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ونفى مصدر أمني بوزارة الداخلية اليمنية ما تداولته بعض المواقع الإخبارية عن اقتحام مجلس الوزراء من قبل جماعة الحوثي.
وأوضح المصدر في بيان رسمي أن «جماعة الحوثي قامت بحشد مجاميع من عناصرها ومحاولة الدخول إلى المنطقة الأمنية الممنوع التجوّل فيها بالقرب من رئاسة الوزراء وحاولوا الدخول بالقوة لاقتحام المجلس، غير أن قوات الأمن المكلّفة بحراسة المجلس قامت بواجبها القانوني ومنعتهم من ذلك».
ودعا المصدر الأمني تلك المجاميع إلى «الالتزام بسلوكيات التظاهرات والمسيرات السلمية، بعيداً عن الاعتداء على المصالح والمنشآت العامة وعرقلة حركة سير المواطنين وإقلاق السكينة العامة»، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية «ستقوم بواجباتها الدستورية والقانونية في حفظ النظام وحراسة المؤسسات الحكومية والرسمية والحفاظ على الأمن والاستقرار».ودعا المصدر الأمني الجميع إلى «تغليب المصلحة الوطنية العليا على غيرها من المصالح الضيقة والأنانية والاستجابة لصوت العقل، وتجنيب الوطن مغبة الانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه».وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي دعا أنصاره في خطاب متلفز إلى الخروج الحاشد في مسيرة انطلاقاً من ساحة التغيير «مقابل جامعة صنعاء» في خطوة تصعيدية للضغط على الدولة ودفعها إلى الاستجابة لمطالبهم الثلاثة.
وحذّر الحوثي السلطة من حدوث انهيار سياسي وأمني واقتصادي إذا ما أصرّت على موقفها، ناصحاً إياها بمراجعة حساباتها.منوّها إلى استمرار المفاوضات مع السلطة في نفس الوقت الذي يستمر فيه النشاط الثوري.
وقال «لو يستمر هذا المسار السياسي الخاطئ والمعوّج كما هو عليه فالنتيجة خطيرة جداً، النتيجة نقولها عن قناعة ووعي ومعطيات مؤكّدة وصحيحة هي الانهيار».
وفيما يتعلّق بحادثة مقتل متظاهرين اثنين في أحداث شارع المطار وجرح العشرات، قال الحوثي «نحن لا يمكن أن نتغاضى عن الحادثة التي حصلت ولا أن ننساها، هم قدّموا لنا وعداً والتزاماً بمحاكمة الجناة فيها الذين باشروا عملية القتل.
أمام أي اعتداءات قادمة المسألة خطيرة جداً، إذا كانت قوى الفساد والاستبداد تريد أن تسلك هذا المسلك فإنني أحملها المسؤولية أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ عن كل ما يترتب على جرائمهم واعتداءاتهم بحق هذا الشعب، حينها يمكن أن نتّخذ خطوات متعددة وأن نسند هذا الشعب ولكل مقام بما يناسبه ولكل موقف بقدره.
لكن ليدركوا أنه لا يمكن أن نتفرّج عليهم وهم يقتلون، ولا يمكن أن نسمح بفرض معادلة جديدة في استباحة الدماء أو قتل الناس لا يمكن أبداً ذلك».
كما قتل عشرة مسلّحين ينتمون لتنظيم القاعدة وجرح آخرون، كما قتل جنديان وجرح ثلاثة آخرون، في هجوم استهدف نقطة عسكرية تابعة للواء 135 مشاة في مدخل «وادي سر» بمديرية القطن بمحافظة حضرموت «جنوب شرق اليمن» أمس . وأعلن مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الأولى أن عناصر إرهابية استهدفت النقطة بسيارة مفخّخة وتم التصدي لهم، وتدمير السيارة المفخّخة قبل وصولها إلى هدفها، ووقعت اشتباكات مع تلك العناصر الإرهابية ما أدّى إلى مصرع عشرة وجرح العديد منهم، فيما قتل جنديان وأصيب ثلاثة آخرون بجراح.
وأكّد المصدر أن أفراد القوات المسلّحة «سيظلون كما عهدهم شعبنا اليمني في يقظة عالية لتوجيه الضربات القاسية لعناصر الإرهاب والشر أينما وجدوا ولن يسمحوا لتلك العناصر بتحقيق مآربهم ومخطّطاتهم الإجرامية التي تستهدف الوطن وأمنه واستقراره».
رد مع اقتباس
