قصة رائعه اخي نديم
مالا ياتي بالقوة ياتي الدهاء والمكر
جزيل الشكر والتقدير لك على الطرح
أمام قرية هيل من ولاية سمائل يوجد جبل صغير ، منفصل عن بقية الجبال، يسمى ( قرن الجارية )، وكلمة الجارية هنا يقصد بها ( فتاة )..
جاء إلى القرية بيدار ( فلاح ) غريب عن الدار أي عماني ولكن ليس من القرية ولا من القرى المجاورة لها، فعاش الغريب وتزوج واستوطن في قرية هيل ..
ذات يوم قُتِلَ هذا الغريب، إذ قتله جار له من أهالي القرية، فلم يقم أحد بالثأر له ( وهي عاده قديمة من عادات الجاهلية التي كانت متبقية في عمان )، لسببين رئيسيين الأول عدم وجود أقارب له في تلك القرية، والثاني أن زوجته أنجبت فتاة له وليس الذكر كالأنثى والإناث لا يثأرن عادة ..
ترعرعت الجارية في القرية يتيمة الأب، وكانت أمها توحي لها إن والدها مات موته طبيعية، ولما كبرت الفتاة ، وبلغت مبلغ الجواري، صارت تجلب مع فتيات القرية الحطب والماء.. وبدأت كلما قدمت عليهن يتهامسن، لتسمع منهن كلمة ( جت بنت المظلوم ).. حتى تأكدت بأنهن يقصدنها ..
سألت الفتاة والدتها عن سر ( بنت المظلوم )، ولماذا والدها مظلوم؟ وما نوع الظلم الذي لحق به ؟ ومن الظالم ؟ ولماذا يطلق الاسم عليها؟.. حاولت الأم التنصل من أسئلة ابنتها ، إلا أن الفتاة أصرت على أمها إصراراً، وأقسمت عليها مراراً، حتى أقرت لها بخبر مقتل والدها، وإن كلمة مظلوم تعني أيضاً الذي لم يؤخذ ثأره، وأخبرتها بالقاتل، ولكن الثأر لوالدها لم يتم لان والدها ليس من هذه القرية وليس له أخ أو عم أو إبن عم أو ابن ليثأر له .. فطلبت الأم من ابنتها الصبر والنسيان ، فتظاهرت الفتاة بعدم الاهتمام، إلا إنها بنت نيتها على الانتقام والثأر لأبيها ..
أخذت الفتاة تنصب الشباك لقاتل والدها، وتفكر في أقرب السبل وأسهلها لجذبه والانتقام منه، فراحت تلاحقة بنظراتها إذا التقيا في طريق ( تبتسم )، فظلت تلاحقه وتلتقطه بروح الفتاة المرحة الفاتنة، حتى نسى ذلك الرجل أن والد هذه الفتاة ضحيته بالأمس، وربما تناسى أو ظن انها أنثى لا تعلم عن الماضي شئ ، وليس لها ولي أمر ، فراح يراودها ويتودد إليها ، وهي تواعده ولا تأتيه وتعتذر بعذر ، ولربما لا تجد عذرا فلا تعتذر .. ثم بدأت تواعده وتفي، لكنها تجعل اللقاء سريعا إذ أنها تخجل حينا وتعتذر بالتقاليد حينا، وكذلك تدعي انتظار أمها لها ونحو ذلك من الأعذار ..
أتفق الاثنان أخيراً على موعد لقاء خارج القرية ، في مكان يسمى كف الصياد ، ويقال كف اختصارا لكلمة كهف ، إذ إن الكهف في صفحة قرن هيل الذي أطلق عليه فيما بعد اسم قرن الجارية ، ونسب الكهف إلى الصياد لأن الصيادين ورعاه الغنم كانوا يطلعون هذا الجبل إلى الكهف للراحة والجو البارد .. وقد اتفقا على اللقاء تحت الجبل على أن يصعدا إلى كف الصياد معاً..
خرجت الفتاة مبكرا في ذلك اليوم على غير العاده، متلهفة إلى اللقاء الذي اشتاقت إليه ، كما خرج هو وتم اللقاء قبل الموعد ، في مكان فسيح تحت الجبل، حيث تتكاثر الأشجار .. حاول الموعود الإمساك بالفتاة فأخذت تجري، وتتظاهر بالهرب وتطلق ضحكاتها الصاخبة ، فيركض خلفها الرجل ، فإذا دنا منها صرخت وركضت لتهيب به وتشجعه ، وتنادية إذا ابتعدا عن بعضهما، قائلة :" يا كبير السن لا تستطيع الجري مثلي".. فيجيبها بأنه شباب.. وإذا شعرت بابتعاده قللت سرعتها أو تظاهرت بالسقوط، فإذا دنا قفزت وجرت كأنها الغزالة، ويركض هو خلفها كجمل عليه حمل، وظلا يركضان حتى شعرت بأنه منهك من التعب ..
فأتجهت به إلى الجبل حيث كف الصياد وتقول له :" سابقني إن كنت شاباً "، فكانت تجري حملها شبابها ورغبتها في الثأر لوالدها .. أما قاتل والدها لم يشعر بذلك ، وكان يركض لهدف آخر ويندفع بكل ما به من قوه ، ويصارع التعب الذي ألم به.. تظاهرت بأنها مرهقه لا تقوى على الحراك ولا المقاومة، ولن تستطيع الوصول إلى كف الصياد إلا إذا حملها بين يديه، فيزيده ذلك حماساً فيضاعف جهده، أملا في الوصول إليها قبل أن تستريح ..
سبقت الفتاة الرجل إلى الكهف ، وجلست فيه.. وهو كهف ضيق لا يتسع إلى أكثر من شخصين ، فنادته : " إذا لم تصل قبل أن أستعيد نشاطي فإنني سأصعد إلى قمه الجبل، ولن تراني بعد اليوم ، فقالت انا رزمانة ( مرهقة جداً )".. فأندفع بكل قوته ووصل إلى الكهف، وهو لا يكاد يرى من شده التعب والعناء ، وما كاد يكون منها على مدى تناول اليد ، حتى وكزته برجلها فانقلبت يداه من الصخور ، فتردى بين جنبات الجبل ( القرن )، فكالت عليه الجارية ( الفتاة ) بالحجارة ، وهو يتقلب ويستغيث، وظلت الفتاة تفتك به حتى فارق الحياة ..
اتجهت الفتاة بعد ذلك إلى القرية جرياً، وقد توسطت السماء الشمس ، معلنه ثأرها لأبيها من القاتل ، وإنها لم تعد إبنة المظلوم ، وأن والدها لم يمت ( أي أنه إذا مات الرجل ولم يترك رجالا من ابنائه يقومون مقامه أو على مستواه من النبل والشجاعة والأخلاق يقال إنه مات )، وربما أن الفتاة قالت إن أباها لم يمت تعني أنها ثأرت له فكأنها إبنه وليست ابنته ..
* بتصرف من كتاب ( البصراوان والعماني لعيسى بن حمد الشعيلي )
الخلاصة :
كثير من الاحيان المرأه تفوق الرجل في حكمتها ، فما بال ان كان الامر يتعلق بوالديها ، فلا تستهين بإمرأة فقد تقف وقفه لا يستطيع الرجل مجاراتها ، والدنيا دوارة وكل ما تقدمه ستجده يعود إليك في يومٍ من الايام ، فأحرص على زرع الثمر في كل دربٌ تسلكه ، فلا تعلم أي بابً ستفتح لك الخير حينها .. وأبواب الخير كثيرة لا تحتاج منك سوى اختيار أي الأبواب ستناسبك ..وتأكد بأن الضارب ينسى ولكن المضروب يستحيل عليه النسيان .. فكن دائماً نبراس يضيئ دروب من حولك ..
صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف
قصة رائعه اخي نديم
مالا ياتي بالقوة ياتي الدهاء والمكر
جزيل الشكر والتقدير لك على الطرح
.
الدعاء هو البر الحقيقي الذي لا يخالطه رياء..
هو صلة العبد بربه دون وسيط وهو النافع الشافع للميت
أسعدوا موتاكم بالدعاء
اللهم أرحم فقيد الوطن .والدنا قابوس وأجعله ممن يقول :
(ياليت اهلي يعلمون ما أنا به من النعيم)
اللهم أمين..اللهم أمين ..اللهم أمين
قصة رائعة جدا
عجبني ذكاء البنت كيف أخذت بثأر أبيها
بارك الله فيك عالانتقاء
ربي ان كان هناك حاسد يكره ان يراني سعيدة ف ارزقہ سعادة تنسيہ امري
ومن كَانَ سَبب لِسعَادتِي ولَو لِلحّظَه اللهُم اسِعدَه طُولَ العُمر ...
المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات
هلا فيك نديم ..
سبحان الله فعلا بعض النساء ماشاء الله عليهن
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت مساءاتك ..
( نص يستحق التثبيت والنجوم الخمس)
ملاحظه :
تضاف القصه في مكتبة النصوص المميزه
التعديل الأخير تم بواسطة رايق البال ; 06-02-2017 الساعة 10:38 PM
نحن ..
لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..أفعالهم ..
هي من تتولى ذلك..!
سلمت يمناك اخي
انتقاء جميل وتواجد اجمل
دمت في حفظ الرحمن ورعايته
- اللهم اغفر لى و لوالدى,
و لأصحاب الحقوق على,
و لمن لهم فضل على ,
و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.
صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف
صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف
صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف
هلا فيك استااذي..
قصه رائعه جدا جدا
لك الشكر استااذي على الاختيار الاكثر من رائع
تحياتي،،
( سيجعل الله بعد عُسرٍ يُسرا )
تتلاشى المستحيلات عند قوله تعالى
«إن الله على كل شيء قدير »