بما أنها (( قصة )) يفترض في السياق السردي لاحداثها أن يسير على هذا النحو الدراماتيكي من وجهة نظري :
_ بعد التعارف المبدئي بينهما يلتقي بها / في حديقة عامة وطبعا هنا يكون هو قد انشغل بها عن صديقه ولم يعد الاثنان يلتقيان إلا في السكن وصار بطل القصة غامضا مع صديقه .
_ تتعمق العلاقة بين البطل والفتاة إلى حد أنه صار ينام معها في شقة يستأجرانها .
_ يشك صديقه في أمره وكثرة غيابه عنه تحت أعذار مختلفة غير مقنعة . ويبدأ في البحث والتقصي . ويستدل في بحثه على الشقة التي يسكن فيها صديقه مع صديقته .
...... وتتصاعد الأحداث إلى أن يكتشف البطل بطريق الصدفة أن صديقته مصابة بالإيدز
وهكذا تنقل القارئ بشكل تصاعدي باتجاه The End .
_ تستطيع أن تنهي القصة بنهاية مأساوية ( انتحار البطل مثلا ) أو نهاية سعيدة ( يفاجئ صديقه بأنه مسافر ... إلى أين ؟! _ إلى الله. ) وأحيانا بإمكانك أن تجعل نهايتها ( نهاية مفتوحة ) على أكثر من احتمال ممكن ان يتصوره القارئ وفق رأي حر مفتوح تتركه له . وهذا الأسلوب الأخير يصلح للقصص ذات الطابع المأساوي أو التي تحمل سمة " الأكشن ".
_ تجنب الأسلوب الوعظي في أي قصة ذات طابع أدبي تكتبها . فاكبر خطأ ممكن ان يقع فيه كاتب قصة ان ينهي قصته او روايته ب " خطبة وعظية " وللعلم هذا الأسلوب يستفز القارئ ويجعله ينفر من النص ومن كاتبه لأن الكاتب بهذه الطريقة يشعر بأنه جاهل أو غير ناضج ذهنيا أو " عيل صغير لا يفهم ما مكتوب ويحتاج الى تفهيم "
والصحيح في عالم الكتابة القصصية أن القارئ يفهم ما هو مكتوب أمامه إذا كان النص مترابطا وواضحا وفيه تلك النكهة الأدبية الحلوة المميزة. وهو من خلال الحوارات نفسها والسرد نفسه الذي يتخللها يفهم بالضبط ماذا يريد كاتب النص أن يوصل من افكار أو رسالة من خلال قصته . وأحيانا ليس شرطا أبدا أن تحمل القصة في نهايتها موعظة ما او نصيحة ؛ فيكفي أن تستشعر بجمالية أحداثها يكفي أن تجد فيها شيئا لامس بتأثر بالغ مشاعرك وجعلك تبكي وأنت تقرأها. ليس مطلوبا من الكاتب أن يكون واعظا دينيا في قصصه وإلا لفقد ما يكتب (( لونه القصصي الأدبي )) . اجعلني أولا وقبل كل شيء أشعر فعلا أن أحد أبطال القصة يشبهني تماما أو قريبا من طباعي وأنني موجود حقا في النص .
تقديري لك أخي.