-
خاطر
هندسة الوعي المجتمعي
شاهدت مقطع لأحد الأشخاص يشرح فيه كيف تمكن الإعلام في أمريكا من إقناع الشعب الأمريكي بتقبل زواج المثليين والخطوات التي انتهجها الإعلام في ذلك بدون مخاطبة المنطق أو العقل أو المشاعر أو حتى إجراء مقابلات ومناقشات عن الموضوع ولكن بالتكرار في وسائل الإعلام المختلفة بأن الشذوذ هو وضع طبيعي وحالة عادية وأن المعارضين لهذه الفكرة هم أصحاب عقل ضيق وناس متعصبين وسيئين وحث المشاهير على التشجيع على تقبل الشذوذ والمثلية إلى ان جعلوا الشعب الأمريكي الذي كان بنسبة 60% معارض لزواج المثليين يقبل هذه الفكرة ويرحب بها أيضا!
ما أود التنويه له إلى أن الإعلام العالمي يقوم بنفس الأمر فيما يتعلق بالمساواة وحقوق المرأة وحرية التعبير وغيرها، يريد أن يجعل الناس ينصهرون في حضارة واحدة فقط ويتركون ثقافاتهم ودينهم وعاداتهم لأنه يصور هؤلاء المحافظين عليها بالمتخلفين والمتعصبين والرجعيين والأغبياء كذلك، يريد أن يلهي الناس عن قضايا مهمة في العالم ويشغلهم بأنفسهم، يصورون المرأة على أنها مسلوبة الحقوق ومظلومة من قبل المجتمع ويجب أن تكشف شعرها حتى تعطى حقوقها!! أي منطق هذا! ولكن الكثيرون يتقبلون هذا الرأي ويعتقدون بأنه الصحيح! والأشد والأمر هو حرية التعبير وإن كانت تسير في الطريق الخاطئ وتكون ضد الدين والأعراف والأخلاق والقيم، وظهر لنا كتاب ومثقفين وحقوقيين غريبي الأطوار والأفكار والسلوكيات يلمزون المجتمع بالجهل والحكومة بالقمعية والتعسفية ويحقرون المنجزات وينتقدون فقط ولا يعملون أي شيء آخر، هذا ما انتجه الإعلام العالمي لنا، ولا أبالغ عندما أقول بأن الثورات العربية الفاشلة بكل ما للكلمة من معنى جاءت نتيجة عمل دؤوب ومضني من قبل الإعلام العربي والعالمي لزيادة سخط الناس ضد حكوماتهم وكانت هذه النتيجة وهذا الواقع المرير.
على الإنسان أن يعلم خبايا الأمور وما يراد منه في وما يحاك في الخفاء ويتيقن بأن الوسطية هي الحل فلا ينجرف في النقد والتشاؤم ولا يبالغ في التفاؤل بل يكون في الوسط، يقدر ويثمن أعمال الحكومة له ويعمل على إصلاح الأخطاء وينتقد النقد البناء، أهم شي لا ينجرف وراء مدعي الدفاع عن الحرية والثقافة.
-