[في مهب الأسى]
أتيتُ متيّماً بك.. والهـوى قدرُ
و نـارُ الحبِ لا تبقي ولا تذرُ
أتيتُ.. رؤاك دفءُ ملؤ أخيلتي
هواك قبيلتي و القوسُ و الوَترُ
أتيتُ معذّب بعروبتي.. فلـما
لمـا فكَّت ضفائرها لمن عبروا؟
فـأحفادُ الصحابةِ هجَّروا دمَهم
لأوربا.. فهل أغرى بهم عُمرُ؟
أترضعهم حليبَ العـزِّ ثانـيةً
عـروبتُنا.. أم الأثداءُ تعتذرُ؟
أغازلُ خبزك القمحي فيٍ لغـتي
فمجرورُ..ومنصوبُ..ومنكسرُ
بأعـمدةِ الجريدةِ أمتي صلبتْ
بلا عمرٍ.. وما أدراك ما عمرُ!
فـبغدادُ تفـتّش بين أوردتي
عن امراءةٍ تقاسم كحلها الغجرُ
و غـزةُ طفلة حزنى.. يساومها
على قرصِ الدواءِ الرومُ و التترُ
تُعلِّـمنا بـأن العود ممـتنعاً
بحـزمته.. وإن تفـرده ينكسرُ
من القطعانِ يغري الذئبَ قاصيةُُ
ويأنفُ إذ بـأمرِ الجـمعِ تأتمرُ
أقـدسي زوجت للرملِ قبتَها
أم العرب الألي بقبابها كفروا؟
سنابلُ شعـرها الأموي راقصة
على مرأى من الريحِ التي أمروا
على أبناءِ جلـدتنا لهـا عتبُ
دمشقُ.. وقد ينؤ بغصنه الثَّمرُ
دمشقُ.. أيستعيد الشِّعرُ قامتَه
إذا فقدَ الوقوفَ؟ أتغني النُذرُ؟
إذا احتُكرت أصابعنا فما يبقى
من الشِّعر المؤثّلِ حين يُحتكرُ؟
يواسينا المحيطُ الأطلسي فمتى
لحزنِ الجارِ بحـرُ العرْبِ ينفطرُ؟
(شعر: علي حميد العلوي)