(آخر الملكات)

لا تـتركـيني للشـتا مـولاتي
ضـمّي فمي.. أو فارجعي سنـواتي

مني استقالت مُذْ عشقتك أحـرفي
فالحـالُ غير الحـالِ بـعد شـفاتي

حـتى شعـاراتي القـديمة أسقطتْ
وجـرحتُ آلافاً مـن الفتــياتِ

وخرجتُ من صمتِ السكوتِ معذبُ
بهـواي.. تختصـمُ السيوفُ بـذاتي

فتّشتُ عن وجهي.. كأي فـراشةٍ
عن بوحـي المعلولِ كالنَّسَماتِ

وقرأتُ في شفـتيك تشـريناً.. وفي
كفـيك مفـترقاً إلى الغَزواتِ

مـاذا تخبئُ لي السماءُ ؟.. ولم يزل
فمك الولـيد يعبّ من آهـاتي

إني أحـسّك إن ضممتِ قصائدي
وأراك قبـلك إن لبسـت سمـاتي

أنا شـاعرُ رغـم البكاءِ.. وإنمـا
لسـوى هـواك تشحّ بي دمـعاتي

لا أجتلي أضـغاثَ أحـلامٍ.. ولا
بفمي تروجُ بضـاعةَ الشبـهاتِ

سألـقن الأطـفالَ عشـقاً كـله
"نعـمُ".. سئـمتُ ثقافة *"اللاءاتِ"

عـيناك تـاريخ.. وثغـرك ثـروة
هي كل ما في الحسـنِ من ثرَواتِ

عـذراً إذا خاصـرتكِ وطناً على
ورقِ الخريطة.. لا تسـعه دواتي

أنا لا أقيـمُ كبـير وزنٍ للـرؤى
حسـبي الرؤى مشـدودةُ بلـهاتي

أنا لا أقـولُ الشِّعرَ في أنثى.. فـما
بيديَّ حـين تقـولني أبـياتي؟!

محبـوبتي.. سرقوا حليبَ صـغارنا
بغـياً.. ونحـن صدى بلا أصواتِ

في وسعـهم أن يجلـدوك.. وإنمـا
لن يرغمـوا بك أيُ.. أيُ حَـصاةِ

هـم لوثـوك.. ونحن نمضغُ شعرنا
ونقايـضُ الفصحى بمصطلحـاتِ

عاثت رياحُ المرجـفين بـنا.. فهل
في الشِّـعرِ أرغفة.. وطوق نجـاةِ؟

تالله إن لبـسوا عـباءات الـرؤى
ما فتَّ في عضـدِ المــرؤةِ عـاتِ

إن لم يكن للحـبرِ دورُ غـير أن
يجـلوك.. حسبُ الحـبرِ من مأساةِ

هـم دنسـوك.. ونحن بين مـناؤٍ
ومناضلٍ بخـناجرِ الكلــماتِ

لمحـوا بشـلالِ الحـريرِ أصـابعي
ثملى.. وفوق شفاهك بصـماتي

لمسـوك مُذْ عـصر النبـوةِ في دمي
انثى.. تشاركني فـمي وجـهاتي

لبست لي الشطآنَ.. والدفلى.. وما
ملكت يمينُ الصـيفِ من خيراتِ

يا قدسُ هل أدعـوكِ: أرملة العلا؟
أم رعـشتي؟ أم آخر الملـكاتِ؟

بل مهـد أولى القبـلتين.. و موئلاً
للمجدِ.. يسكنُ منك كل نـواةِ


( شعر: علي حميد العلوي )