كنت في أحد الايام في زيارة لأختي في منزلها وكنا جالسين نتقهوى فرن هاتف المنزل وذهب لترد عليه واذا بصوتها يعلو وتسب المتصل وتدعو عليه واغلقت الخط وعادت اليّ وعينها غارقة بالدمع سألتها سلامات وش فيك فلم تتمالك نفسها وبكت هدأت من روعها فهدت وذكرت لي القصة فقالت عندنا بالحي امراة عجوز عمرها تجاوز الثمانين تسكن وحيدة في بيتها الخرب القديم ليس معها احد وقد اصابها العمى ولايتولى امرها ويرعاها الا نحن نساء الحي نتناوب عليها قلت اليس لديها اولاد قالت بلى لها ولد وبنت ولكنهم عاقين ولا يصلونها بتانا قاطعين صلتها قطعا تاما . والذي اتصل الان يبدوا انه ابنها يسألني ويقول انا اشوفك تمري على ام فلان قلت نعم قال انا ابنها وهي امي مالك دخل فيهاولاتدخلي بيتها ولو رحتي لها ترى بدخل عليك رجل في بيتها وانتي لوحدك و.... وأخذ يهددها لو ذهبت اليها فردت عليه بئس الولد انت لاترحم امك ولاتريد الناس ان يرحموها ماهذا القلب والله سيفعل بك اولادك مافعلته بأمك واغلقت الخط في وجهه وعادت تحكي لي القصة.. بعد حوالي سنة جات السالفة وسألت اختي عن تلك العجوز فقلت ماتت فسألتها ان تصرف اولادها معها غريب قالت اختي ياحمد عندما ماتت العجوز أخبرتني جارتنا بقصتها وقالت لم اخبركم في حياتها حتى لاتشمتوا به أو تذكرونها بقصتا مع ابيها فتحزن وهي ماناقصها حزن . ان تلك العجوز كانت في خلاف مع ابيها وجاءها في ليلة ممطرة باردة لينام عندها في بيتها فرفضت ان تفتح له الباب وطردته فنام في مسجد الحي يعاني برد نجد الشديد الزمهرير
هذه قصتها فانظروا كيف عاقبها الله بأشد مماعاقبت به أبيها وقسوة قلبها على ابيها قيض الله لها أبناء أشد قسوة عليها من قسوتها على ابيها ( نعوذ بالله من ذلك ) لايرحمونها ولايريدون ان يرحمها غيرهم يريدونها تعاني أشد المعاناة
اخواني أخواتي اخفضوا لهما جناح الذل من الرحمة
رد مع اقتباس