بفضل صاحب الجلاله سلطان البلاد المفدى تم تخصيص يوم (17) من أكتوبر من كل عام يوما للمرأة العمانية






حظيت المرأة العمانية منذ انطلاقة النهضة المباركة بعناية ورعاية فائقة، وتكريم متميز من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- ، إذ فتحت أمامها فرص كاملة للتعليم بكل مراحله ومستوياته والعمل في مختلف المجالات والمشاركة في مسيرة البناء الوطني، وقد تجسد ذلك على نحو واضح منذ تولى حضرة صاحب الجلالة الحكم عام 1970م من خلال الرؤية الحضارية لباني نهضة عمان الحديثة التي ترتكز على الثقة الكاملة في قدرات المواطن العماني من ناحية والعمل على الاستفادة القصوى من الموارد البشرية العمانية من ناحية أخرى. وقد أشار جلالته - حفظه الله ورعاه- في بداية تولية الحكم إلى حاجة البلاد لكل عناصر المجتمع دون تفرقة، وذلك في أول خطاب لجلالته يوم27/7/1970م بمناسبة وصول جلالته إلى مسقط لأول مرة حيث قال " إن الحكومة والشعب كالجسد الواحد إذا لم يقم عضو منه بواجبه اختلت بقية الأجزاء في ذلك الجسد " ولأهمية هذه الجملة فقد كررها جلالته في خطابه يوم 9أغسطس عام 1970 مرة أخرى.

أما فيما يخص المرأة فقد أكد جلالته اهتمامه بدورها حين قال "ولم يغب عن بالنا تعليم الفتاة وهي نصف المجتمع". فالفضل الأول لحصول المرأة في سلطنة عمان على الحقوق التي تتمتع بها الآن يعود إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه- فهو الذي شجعها بمجرد توليه الحكم في الثالث والعشرين من شهر(يوليو) 1970 على الخروج من عزلتها والمشاركة في بناء البلاد حتى لا يظل نصف المجتمع مشلولا. وثانيا إلى الرجال الذين شجعوا المرأة أيضا على الخروج للحياة العامة والعمل في مختلف الوظائف والمهن كما يعود الفضل الثالث والأخير إلى المرأة التي استطاعت المشاركة في بناء وتنمية مجتمعها وممارسة الحقوق التي منحت لها وترجمتها من مجرد نصوص قانونية إلى واقع ملموس، وبينما يواصل جلالته - حفظه الله تشجيعة للمرأة حتى ترسخ وجودها اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، إجتهدت المرأة العمانية في الإستفادة من هذه الفرصة فبدأت تخرج للحياة العامة وفتحت أمامها أبواب التعليم والعمل مستفيدة من ثقة القيادة السامية فيها والمجتمع بأكمله. فاختلفت صورة المرأة اليوم عنها بالأمس، إذ نجدها اليوم في كل المواقع بعد أن نالت على التعليم حتى مراحلة العليا وحصلت على الوظائف بمختلف مستوياتها وبنسبه متكـافئة مـع الرجل، وذلك انطلاقاً من أن الإستثمار البشري والنهوض بقدرات المواطن العماني وتعليمه وتدريبه هو السبيل الأمثل لتحقيق الرخاء والتقدم في مسيرة النهضة المباركة.

فاستطاعت المرأة العمانية خلال فترة المسيرة أن تثبت قدراتها العلمية وكفأتها العملية لتبرهن جدارتها بالثقة التي منحت لها من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والمجتمع العماني وتعتبر الخطوات التي قطعتها المرأة العمانية في السنوات الماضية وما حققته من إنجازات أكبر دليل على أن المرأة العمانية مصدر ثقة لما منحت إليه. فأصبحت كالنحلة لم تكتف بامتصاص رحيق زهرة واحدة بل أخذت تبحث دائما عن الجديد والمفيد الذي يثري لها عالمها وتبني به مجتمعها وأسرتها فعملت تارة كمتطوعة وأخرى كمكملة لدور الرجل فكونت لنفسها كيانا مستقلاً قادرا على إدارة أعمال كبيرة بمفردها . ولم تتوقف المرأة العمانية عند هذا الحد بل حصلت على مراكز جديدة وأحرزت نجاحات عديدة في المجتمع.

للمرأة العمانية دور حيوي يمثل نصف المجتمع في عملية التنمية الوطنية ليس فقط من خلال المشاركة بالعمل والجهد في هذا المجال أو ذاك، ولكن أيضا من خلال الدور الاجتماعي الحيوي الذي تقوم به المرأة العمانية كأم وربة منزل في إعداد الأجيال العمانية وزرع القيم والتقاليد العمانية الأصيلة فيها والإسهام كذلك في ترشيد وزيادة الادخار والاستغلال الأفضل للموارد المتاحة لها في إطار الأسرة العمانية