صرخة موظف

سمو الحرف


موظف لا زال عظمه طريا في مؤسسته يشعر بان نهاره طويل جدا ... أطول من اليوم بأكمله وهو خائف جدا ان يصحو الفراغ في راسه وتنهش ذئاب ذاكرته أحلامه المؤجلة ..

حديث هو على ساحة العمل تعبث بسهوله الهادئة اعاصير النغزات .. تلاحقه وجوه من سبقوه في تلك المؤسسة ... و ألسنة العتب تمتد له بن بخناجرها ... أنت لا زلت جديد هنا. و راتبك يقترب من رواتبنا ... نحن كنا في بداياتنا نعمل على الأرض وأنت جئت والمكتب ينتظرك .... و يسمع ذلك الموظف المسكين عبارة (حسبي الله كم ظلمونا ) حتى خيل له بأنه قد سرق لقمة العيش منهم .



كان يخشى ذلك الموظف حديث التعيين قبل أن يوفقه الله بتلك الوظيفه .... أن يكون عالة على أسرته ومجتمعه ... واليوم قد أشعروه بأنه عالة على مؤسسته وموظفيها ..


أحلام الطالب الخريج كثيرة جدا ... يعاهد ربه أنه إن توظف سوف يعمل بجهد و يتقن في عمله ... و أن يحمل وطنه على ظهره ...وان لا يكون مقصر ومتهاون في عمله ... ثم يتوظف و تعلق تلك الوعود على حبل المشنقه ... كل من هم حوله متذمرون ... والكل يتقن دور المظلوم ... وأنه كان وكان وكان و إن الموظفين الجدد هم الأطفال المدللين عند الحكومة ..

يحاول ذلك الموظف أن يتعلم ويطور من نفسه ... ولكن كل المعلومات تأتيه بالتقطير ... لأنه عيبا أن يكون متقن في عمله ويجب عليه مع كل معامله أن يلقي فروض الطاعه على الموظف صاحب الخبره وٱلا سوف تلعنه ألهة المكاتب واللوبي المسيطر هناك .

يسيطر السكون عليه و يتسلق جسده الكسل واللامبالاة ... ويتبخر ما قد تعلمه ... أجيال وراء أجيال يتوارثون الكسل ... و وزارة الخدمة المدنية. خارج التغطيه ... فقط نرى أنجازاتها في الصحف و في مؤسساتنا كوادر تهدم وعقول تعطل وأمراض وظيفية مسرطنة منتشره أصابت حتى الجدران .


تقييم وظيفي أول معاييره هو (أنت صديقي والبقية في الصف الأخير ) دورات تأتي ولكن تمهل عزيزي فالأقدم هو الأحق ..وإن فازت صدفة أحدى الموظفات الجدد بفرصة تدريبية ... بدأت الألسن تعزف سمفونية الطعن في الشرف ... هنيئا لنا تحطيم الكوادر الشابه ... كل هذا إكراما لبعض الموظفين القدامى ... هيا لنصفق يا خدمتنا المدنية... إبتهاجا لأن التجمد يسكن دماء مؤسساتنا ... و لا تسألوا عن الإجادة في العمل ما دامت العادة والتعود هي المنطق والنظام الذي تمشي عليه مؤسساتنا ...
نتكلم عن الفساد ونحن نمسك بيد الفساد و نقبلها .. صرنا لا نعي هل مؤسساتنا على قلب واحد ام أن الحسد والكره مسيطر عليها ...و هل التميز في العمل الذي تطمح اليه حكومتنا هو بأن أفتح باب السيارة لمسؤولي ... ام أن أصب له القهوة ... ام لأكون مبدع في العمل علي بأن أسابق أنفاسي لمصافحته عندما يحضر !

التميز هو بأن لا أقول (لا) وأن أعطل فكري حتى يرضى علي مسؤولي و أكون من المقربين له ليتم أختياري لأي ورشة عمل ولأي أجتماع ! ...


تمتلك مؤسساتنا عقول إدارية ولكن ليست قيادية والدليل ان الموظف سيكون في خير و نعمة من الله ما دامه ينتج و يعمل و إن قدر الله له ظرف و لم يعد بنفس الإنتاجية تبدأ السكاكين تعد له ... تمتصون دماء الموظفين في عز إنتاجهم ولا تشعرون بهم في حالة ضعفهم وتقولون إن المؤسسات على قلب واحد ؟. بالفعل هي على قلب واحد ولكن ذلك القلب لا يسع للجميع !.


مؤسسات تهتم بالقشور و تضخمها مع قليل من الرتوش لتجذب الأنظار و تنال مغازلة العامة ... و بين جدران تلك المؤسسات صوت موظف يئن و أخر محبط ... ويحا لك يا من أخترعت علب المكياج جعلت من مؤسساتنا تهتم بالمظهر و تترك الجوهر ...


العاقل سوف يمر على كلامي بتأمل وتريث و محدودي الفكر سوف يتفلسفون لأن الكلام قد أصابهم في مقتل .. و يتركون المشكلة عالقة ... مٱسي كثر في مؤسساتنا و للأسف أننا نخجل من التطرق لها ... و قد تكون حجة البعض منا (نحن في نعمة من الله و أحسن من غيرنا ) ... حتى تبقى مؤسساتنا تتوارث الأفكار السلبية لنبني أجيال وظيفية هشة بمعنى الكلمة ...

✨✨✨✨✨✨

للنقاش��
ما هي العقبات التي واجهتها في محيط عملك ؟


برأيك كيف نطور المورد البشري المهم لأي مؤسسة ؟




�� تقبلوا فائق الود ��