الزبيدي .. رحل ورصاصة الحكاية في يده !!



في يوم الأربعاء 2018/03/07م غيب الموت القاص والروائي العماني أحمد الزبيدي عن عمر ناهز 72 عاما .
ولد الزبيدي عام 1945 في ظفار بجنوب السلطنة، وتنقل في فترة شبابه بين بعض البلدان العربية العريقة الثقافة والأدب مثل العراق*ومصر*وسوريا بقصد*الدراسة والتعلم وهو ما أصقل موهبته وفكره وساعد في تطوير أسلوبه القصصي المميز وفي إبداعه كروائي . يذكرني قلمه دائما بالكاتب العماني الكبير أبو الرواية العمانية المعاصرة المرحوم عبدالله الطائي . رغم أني آخذ على المرحوم الزبيدي ضيق الجغرافيا المكانية في رواياته واقتصار أحداثها تقريبا على الجنوب الظفاري وإن كنت في جانب ما أعذر توجهه هذا كون ما يتعلق بالتأريخ عن ظفار في راهنه المعاصر الممتد حتى حقبة بداية السبعينات من القرن العشرين الماضي يكاد يكون منسيا أو مغفولا عنه عن عمد في الأدبيات العمانية عامة وسردياتها بوجه خاص نظرا لحساسية التاريخ المعاصر والإشكاليات المتشابكة التي فيه في هذه المنطقة وبالأخص ما يتعلق بفترة حروب ظفار والمد الشيوعي هناك في فترة ما قبل السبعين .
كان أول اصدار أدبي لأحمد الزبيدي مجموعته القصصية التي بعنوان " إنتحار عبيد العماني "سنة 1985.





ومن أبرز وأروع مؤلفاته "إعدام الفراشة" عام 2008، و"أحوال القبائل عشية الانقلاب الإنجليزي في صلالة" عام 2008، و"سنوات النار" عام 2012، و"امرأة من ظفار" عام 2013. والإصدارات الأربعة الاخيرة هذه بالذات كثيرا ما قوبلت بالرفض الرسمي وتم منعها رغم المصداقية التي فيها .



آخر أعمال المرحوم أحمد الزبيدي كانت رواية "الانتماء.. النبي العماني يونس" وصدرت عن دار سؤال للنشر والتوزيع والترجمة في*بيروت بلبنان .
وشأنه شأن الكثيرين من الكتاب _ لم يحظ الزبيدي مع الأسف الشديد بذلك الاهتمام أو التقدير الأدبي الكافي له كأديب مبدع إلا بالنزر القليل والعابر رغم مسيرة عطائه .
ألف رحمة ونور عليه . اسأل الله له الجنة .
سعيد مصبح الغافري

الزبيدي ودع الدنيا وراح
ما ترك إلا معاطير الحبر
وأوراق من عمق النزيف
ونايات من آه وجراح
الزبيدي ظل مع قلمه وفي
ما لبس ثوب المجامل
ولا تمرغ بالوحل
مثل الوصولي والردي
قصد التمظهر والرباح
عاش شامخ ومات شامخ
بس يخساره كغيره
ما لقى التقدير حتى
يوم غامر بالكتابه
مثل جندي ف الكفاح
منقبض قلبي عليه
ليت فينا ظل عايش
ولا تركنا
ننتظر بعده صباح
إبكي يا غيم الجنوب
وللفقد إرسم قصيدة
واطلق رعودك صياح
ويا جهات الريح هبي
في عتم حزنك عليه
إرثي أوراقه وحبره
إرثي موته . والرحيل اللي صدمنا
في أنينك . في نواحك يا رياح
الزبيدي إن رحل
الرواية اللي كتبها
عالقه في ذهن ( إقرأ )
من بداية ( إنتحار )
لين آخر ( انتماء )
الزبيدي في بخور البان روحه
ما تهادى ف المكان
إلا من ذكراه فاح
شعر / سعيد مصبح الغافري
_____________________