في لحظة انتشاء .. أو سعادة غامرة .. في لحظة خيبة أو صدمة .. في لحظة ضبابية ملتبسة جداً .. حين نخلد للنوم مثلاً .. قد تفاجأنا الأفكار .. يشتعل الدماغ كفتيل .. فنجد عقولنا وقد انخرطت في ضجيج مبهم .. مربك .. ربما، متعب .. لكن لحظة.. إعلم يا صديقي حينها أن اللحظة الفرصة قد حانت!!!

لا تقلق ولا تضطرب فلا ريب أن ذلك هو مخاض لولادة حقيقية تكاد تتبلور في دماغك .. تتشكل رويداً رويداً .. تريد أن تخرج ،، تريد منك أن تخرجها .. ولكن لتخرجها يجب أن تقبض عليها أولاً.. ولا يمكنك ذلك إلا إذا توافر لك شيئين .. قلم وورقة .. قلم وورقة .. هما الشيئين الوحيدين القادرين على إخراج تلك الولادة المترفه في تشكلها الأول .. صدقني يا صديقي .. في مثل هذه اللحظة .. لن يكون مولودك كأي مولود جاء عن استعداد ودراسة وترقب متعب .. إذ أن هذه اللحظة الفجأة هي هبه حقيقية من الله.. إن أصطدتها فتأكد بأنك قد اصطدت شيئاً ثميناً ستحبه وسنحبه معك وجاءك بلا تعب - كثير كهبة النفط في دول الخليج "مثلا" ..
فمثل هذه الولادات التي تأتي بلا موعد هي ولادات لا تتكرر كثيراً إلا لحس باذخ الرهافة.. أمّا النص الذي سيبزغ منها فهو نص تكون أنت من كتبته ولكن بوحي خفي@@ إنه وحي الإبداع الخفي.. فهنيئاً لك .. لكن مهلاً

ماذا أفعل إن لم تتوافر لي أدوات القبضة على الفكرة الشاردة؟
عندها يا صديقي .. لن تكفي كل كلمات التعزية في نعي فقيد رحل دون أن يتشكل أصلا .. إذا عليك يا عزيزي،، أن تحتفظ دوماً بدفتر منمق يفتح شهيتك على الكتابة .. وقلم حلوووو .. قلم يسيل حبراً بلا تعقيد ولا مناكفة .. فيكفيك يا صديقي مناكفة تلك الفكرة ومحاولة القبض عليها والتركيز كثيراً على ذلك .. فكن مستعدًا جيدًا فأروع الروائع أتت على حين غره .. كن مستعداً إن باغتتك الفكرة في غرفتك .. أو في سيارتك .. في نزهتك الصباحية .. أو عند حديثك مع أحدهم .. حال سفرك وتذكرك للأحباب .. حال استعادتك لذكرى موقف لم تكن تستحق أن توضع فيه أو حبيب طوته الليالي المالحة .. يا صديقي، لا تنسى أن تكون عاقلاً إذا،، فإن باغتتك الفكرة في السيارة فحاول القبض عليها وقف جانباً في مأمن ثم أكتب حتى ولو رؤوس أقلام لفكرتك لحين عودتك إن نقطة أرتكاز .. على الطاولة أو على السرير رتب أفكارك،، اشحذها أكثر .. لأن كل فكرة ومهما بدت عظيمة فإنها تحتاج إلى صقل .. كطفلك الضعيف الذي سترعاه ليكون رجلاً أو أنثى رائعة تشرفك حين يقوى عودها وتكبر وتكبر أنت!