مدخل /
على ناصية الحلم ...يترجل الشوق ..يعبث بالشعور ..ويغرس الحنين مخالبه بصدري بلاهوادة وأنا ..كورقة خريفية تحملها الرياح .. ألمس اللاحدود ..ثم أعود لأول الحكاية.. أغزل الأمنيات.. وأزرع بذور الأمل ..أسقيها من دموع الذكريات ..أجمع أوراقي ومحبرتي .. ويبدأ الهذيان..


مهلا ايها الطيف العابر ..فالقلب ثمل بك .. حد لهفة الصحراء لانسكاب دموع السحاب ..حد شوق الازهار لعناق فراشات الربيع..عقيمة تلك الليالي التي لا تلد الا اطيافا تدس نفسها في جيوب ذاكرة مهترئة وبقايا اضغاث أحلام تراود نفسها ..علها تتحقق يوما ..مبتور يومي دونك دون انفاسك تحوم حولي ..دون كلمة (أبويه ) كم افتقد مناداتك بها .. لم أكن أعي- لحظتها- كم السعادة التي احتوت ايامي بوجودك..وأنا ارتشف فنجان قهوتي الصباحية معك وأمي ...وأنا استمع لأحاديثكما ..عن كل شي ..تلك التفاصيل الصغيرة التي مازالت تسكنني ..لم اكن أدرك حينها حجم الهدايا القدرية - التي منحت لي دون طلب - وكأنها حق مكتسب لي ..لن أخسره يوما !! ..حتى حل اليوم الذي لم احسب حسابه ..وهل كنت سأحسب حساب اليوم الذي افقدك فيه ..ان مجرد التفكير فيه كان يثير رعبي ..لكنه أتى ولم أكن مستعدة له ..أتى فجأه دون سابق انذار..دون أي علامات ..دون ان اكون بجانبك ..دون ان اراك حتى لأودعك ..مثخن هذا القلب بمواويل العتاب ..كيف وانا من أنا بالنسبة لك ..كيف تغمض جفنيك دون ان اكون اخر من رأيت ..كيف لي ان اعود بالزمن للوراء ..استجدي اللحظات دون فائدة..