أيـلـول الحـنـيـن !!


بينما خريف أيلول يساقط بمطر الورق فارشا على الدروب للأقدام العابرة سجاد موسيقى اليباس الحلو بين البني والكستنائي والأصفر والوردي ؛ هو ذا الحنين يركض إليك على درب قاب قوسين أو أدنى منك . يركض يركض سعيدا وفي يده ذات الوردة التي أهداكها ذات صدفة بيوم كان يشبهك كثيرا بملامح ربيعه الفاتن .
ألهث وأنا أهزم آخر مسافة شوق نحوك . ألاقيك بنفس الوردة التي أرى صورتك الحلوة في كل بتلة من بتلاتها . لا أدري لحظتئذ أينا بادر بتحيتك : أأنا ؟! أم الوردة المتنفسة بعطر اللهفة ؟! أم أصابعي التي ضمت بياض ياسمين يدك ؟! أم نحن الاثنان إستبقا معا إلى ذات الوقفة التي تلاقت فيها كل مشاعرنا المخزونة في قلبينا منذ سنين ؟!
ما زلت كما أنت بكل ما كنت عليه قبل تلاويح مناديلنا بذاك الوداع المر الذي سح من غيمه الكثير من الدمع والكثير الكثير من الحزن ولوعة الفراق . جميلة وفيك مازالت ترقص طفولة قلبك الذي لا يشيب أبدا .
هل سنظل على وقفتنا هذه بعرض هذا النهار المرتاب ؟!
أدعوك لفنجان من شوق ورحيل في غيمة قهوة بوح وثرثرة وسيجارة . هلم بنا إلى ذاك المقهى .
أريد أن أكمل قراءتك من جديد . فإحك عما صار بعمرك في ظل غيابي . إحك يا حبيبتي دون توقف . فلن أمل أبدا من حديثك الشهي ولا من فصولك التي اشتقتها . فأنت الرواية الأجمل التي أحب ان أقرأها بعيون قلبي ولهفة ظمئي إلى أخبارك . وأنت أكثر من تتمغنط بها روحي عند حضورك البهي . وللوقت وأنت فيه معي دائما طعم الفرح وتبسامة الحضور وكل همس الياسمين ...... و ... اشتقتلك كتير ...
#####


لم يبق على السرير أي شيء منك.. لا رائحة عطرك الممزوج بدخان سجائري ، ولا لعاب قبلاتك الذي رسم حدود جسدي .. حتى قطرات الندى التي فاضت بها مساماتي كان جسمي قد شربها في الصباح .
لم يبق اي أثر منك إلا أنا . وأنا فقط بكل وحدتي وفراغي وغربتي التي تتوشحني منذ لحظة مغادرتك لي . جمر التوق سرعان ما استحال رمادا على بياض غيابك عني . البرد يقرص من جديد جسدي . أنام . بل الصحيح أحاول أن أنام . الفجر يسعل في سكك الحارات . أفتح النافذة . نافورة باحة البيت مازالت ساهرة وتعطي الليل رقصتها الشرقية الحالمة وحديثها الشهرزادي والكثير من الشعر . النوافير كالعشاق الليليين ؛ قلما تنام .
#####
أريحيني يا سيدتي من قلقي عليك
ومن حالة هذا الفقد اليومي
وبرد الوقت المتواصل
حين أجدني أهوي في قاع فراغي وأنا دون يديك
ماذا سأكتب هذا اليوم ؟!
لا أدري ..
وفيم أفكر وأنا أمام فضائي الأزرق ؟!
سؤال لعين محتال يستفزني ..
وأنا صامت ..
يتململ في عيني فراغ الصفحة ..
تتوقف فيَّ شرايين الأسطر وأوردة الحبر
تتوارى الصور . الألوان . وتطير عصافير اللغة. وتهرب مني خيول الشعر . وفي أعماقي يسكت كل صهيل للروح .
أهطل أوْ لا أهطل ..
ما أنا من يمسك بمصير الغيم وبرق الكلمات ومزاج الريح .
يتوقف نصف الأمر عليك !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
_____________________