�� مـاذا لـو عـدنـا ؟



ماذا لو ينفرط شعور القلب بذي اللحظة ويقول :
اشتقتك ؟
ماذا لو أفتح شباك عصافير حنيني المحبوسة في صدري من يوم غيابك عني ؟
ماذا لو حملتها النسمات إليك وحطت برفيف الأجنحة المشتاقة قربك ؟
ماذا لو عدت إلى السطر الأول للحب وصرخت كطفل مولود للتو : أحبك ؟
ماذا لو أن الله يعيد إلينا أول درب سرنا وأول فل ممزوج بالدفء ضم يدينا ؟
وأول ذرذرة من سكر شفتيك على سمعي :
- كلمني عنك ..
ماذا لو أنَّـا عند البحر الآن وبحماس يدي هاتين أزنر خصرك ثم إلى الأعلى أرفعك وأتركك سابحة كالنورس في الجو ؟
ماذا لو تـنـفـلُّ ضفائر شعرك ويستيقظ فيها جنون الرقص مع الريح وأنت بسكرة ضحكتك النشوى ؟
ماذا لو ما كان وكان يعود هنا فأرى " كلودا " (1) تعبر بالصدفة شاطئ هذا العشق العلني وتصيح برفيق معها :
(( شو بدك أكتر من هيك ؟! ))
ماذا لو أنَّـا اليوم بنفس العاشرة مساء ؟ وغيوم العطر الهامس تهطل من فستانك ناعمة ولها ألوان الليلك .
ماذا لو أبصر قامتك الولهى أمامي وذاك التوق الظامئ في عينيك يومئ باللهفة :
خذني بحضنك ....
ماذا لو حقا يرجع ذاك الوقت الحلو ونحن بمقهانا نرتشف نبيذ مشاعرنا وكلام الأعين المتزاحم ببريق النظرات السكرى ؟
ماذا .... ماذا .... ماذا .....
تتجاذبني أمواج شتى لصور الممكن واللا ممكن ..
هل من أمل في رجعتنا حقا ؟!
هل من قطرة ضوء تسقط في ظلمة حاضرنا المطفأ هذا ؟!
هل من شيء منا يعود ؟
هل من بعث ؟
هل من يوم قيامة بصراط نمشيه إلى الفردوس المفقود ؟
قولي يا محياي وموتي
قولي بربك ...
بقلمي / سعيد مصبح الغافري ______________________

(1) كلودا الشمالي ، فنانة لبنانية معروفة