وطن الجمالِ تزينُ تاجكَ أنجمُ
ما زلتَ غضًا والدنا تتصـرّمُ
ما زلتَ منذ الغيبِ فكرة جنةٍ
في الأرض لا تبلى ولا تتهرَّمُ
هل عاش آدم ها هنا؟ هل زارها؟
هل ذاق عشقكَ فهْو فيك متيّم؟
يسـري بكِ السحر الحلال، فلا عصا
(موسى) تفكُّ جمالَهُ أو طلسمُ
أشعلتَ نار الحبِّ في ارواحنا
بردًا سلامًا بالضمائرِ تُضـرمُ
يا موطنَ الأحرار، يا أرض النقا
حيثُ الحضارةُ والنضارةُ توأمُ
***
خمسون عامًا يا عمان مجيدةٌ
وحليف مجدِك نهضةٌ وتقدمُ
عزٌّ أشادَ أساسَه (قابوس) من
قِدمٍ، فأكمله المعظمُ (هيثمُ)
فإذا الجبالُ حدائقٌ، وإذا الصخور
نمارقٌ، وإذا الصحارى منجمُ
وأضأتِ يا أرض السلام بشعلةٍ
من حكمة، والكونٌ ليلٌ معتمُ
يسـري الإخاء بكِ، فلا لمذاهبٍ
تُقصـي، فكلٌّ في رِحابكِ مسلمُ
يا جنة الشعراء حيث تشـرّبتْ
بالشعر أرضكِ فالنخيلُ مُنغّمُ
وهنا (الفراهيديُّ) يصنع مجدهُ
و(الباهلانيْ) و(الإمامُ) المُلهَمُ
يتنفسون الشعرَ حتى لو سرى
طيبُ اللبانِ فبالقصيدِ يُتمتمُ
***
خمسون مّرتْ والمكائدُ مُرةٌ
خمسون عامًا والطريقُ مُلغّمُ
وعمانُ تمضـي للأمامِ يقودُها
رُبّانها، والبحرُ طامٍ مُظلمُ
فيضمُّها بر الأمان بحكمةٍ
هي إرثُ آباءٍ، ونهجٌ أقومُ
سيري عمانُ فأينما تمضـي يكنْ
فتحٌ وبُشـرٌ وانتصارٌ أعظمُ
خمسونَ عطرًا كالخزامى طيبُها
فاحت، فكلُ الكونُ منها يبسمُ
***
وطنَ الأصالةِ إنني بكَ مغرمُ
وأكادُ أثملُ من هواك وأحلُمُ
بك يا ربيع الذكريات مشاعرٌ
أودعتُها فتكاد فيكَ تُبرعِمُ
هذي المشاعر في غرامك أعينٌ
هذي القصائد حينَ أنظمها فمُ
وأكادُ أجزمُ أن في قلبي لها
ركنٌ، تمرُّ به الدما وتسلّمُ
ما سرُّ هذا الحب؟ ما أسبابُهُ؟
ماذا سيفعلُ بي؟ إلهي أعلمُ




للشاعر السعودي/إبراهيم بوشفيع