يؤسفني كثيرا...
أن أجد شخصا يعالج قضية اجتماعية أخلاقية، رسالته تتضمن غرس هدف أخلاقي في المجتمع،ولكن محتواها غير أخلاقي، وهنا أقصد بالمحتوى العبارات أو المفردات التي يستخدمها هذا الموجّه في رسالته.
أنا لست ضدّ الشخص الذي يوضح وضع المجتمع وقضاياه، ويحاول حلها برسالة تحمل توجيها ونصيحة، لأننا نعيش في مجتمع تربطه رابطة دين واحد؛ ولذلك فإن الدين النصيحة قلنا لمن: ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين _ وهنا ركز في آخر كلمة حسب ما جاء في الحديث الشريف _ ( وعامتهم).
ولكن أنا لست مع من يستخدم في رسالته الأخلاقية مفردات مخلّة بأخلاق المجتمع المسلم؛
لماذا؟

١. كون رسالتك تحمل معنى التوجيه والنصيحة، معنى ذلك أن دافعك الأول والأخير في توجيهها محبة الخير للآخرين وكراهة أن يصيبهم شرا.
السؤال الآن:
هل تعتقد أن مفرداتك الغير أخلاقية في رسالتك ستبعد الشر عن من يتلقاها؟
للعلم أن المتلقي ليس فقط من تعرفهم ويعرفونك، وإنما مجتمع متكامل بكل فئاته من صغيره إلى كبيره.

٢. كونك شخص واحد تكلم بمفردة غير مهذبة، فإن غدا ستنتشر هذه الكلمة مع هذا وذاك، وستصبح بعد غد كلمة عادية والتلفظ بها أمر اعتيادي، وما يعتاد عليه الإنسان يصبح يلازمه؛ ولهذا فإن هذه الكلمة ستصبح متوارثة من جيل إلى آخر، وهنا أنت تفقد مجتمعك اليوم من رسالة كانت لابد أن تنهض بالمجتمع لا أن تفقد جيلا وتورث أجيالا تحمل مع المشكلة السابقة مشكلة أخرى.

٣. أعتقد أن بعض القضايا الاجتماعية وخاصة الحساسة منها، لا نحتاج إلى التعمق فيها عند توضيحها؛ وذلك حتى لا ننقاد إلى استخدام مفردات خارجه عن الحد الأخلاقي، وهنا أريد أن يدرك* الذين يتكلمون في هذا النوع من القضايا، أن المسلم الناصح من صفاته أن يكون رفيق شفيق راغب في الستر، لا أن يكون في كلامه بذيء.

٤. من المتعارف عليه بل هذا أمر واجب، أن الناصح الذي ينصح بشيء ويريد الناس أن تستجيب لكلامه، يجب عليه أولا أن يكون عاملا بما يأمر الناس به، وأنتم في رسائلكم تلك تأمرون الناس بشيء أخلاقي وتستخدمون حاجة غير أخلاقية وهي المفردات التي ما شاء الله تجمّل رسائلكم، أليس هذا من باب التعارض؟! ، وتريدون الناس أن* تستجيب لكم !

عذرا.. فإن حل المشكلات المجتمعية الأخلاقية ليست كما يتوقع البعض بالطريقة الغير أخلاقية التي اعتاد عليها، وإنما بالرسالة الهادفة التي يجملها القول الحسن.