يروى أن الشيخ راشد بن سيف بن سعيد اللمكي _رحمه الله تعالى _، كان يدرس طلابه، فجاءه رجل في أمر، فخرج الشيخ عن طلابه قليلا ليقضي أمر الرجل، فلما رجع وجد تلميذه نور الدين السالمي منعزلا عن أقرانه في زاوية يقرأ كتابا، فناداه :"أنت يا ولد ماذا تفعل هناك ❓"
فرد نور الدين السالمي قائلا :"اقرأ هذا الكتاب "،فأخذ الشيخ الكتاب فوجده في أصول الفقه، فاستصعب الأمر على تلميذه ،وهو في مقتبل العمر ،وبداية تعلمه، فقال له : وما عساك أن تفهم من هذا الكتاب
فأجاب نور الدين :يا شيخي هذا الكتاب مكتوب باللغة العربية، وأنا أعرف القراءة، وأفهم ما فيه، فتعجب الشيخ من جرأته وجوابه، وقال له : "طيب،اقرأ واشرح لي ما فهمت "،فقام نور الدين السالمي يقرأ فيفند المعاني ويفصلها بأحسن بيان، فتعجب الشيخ من توقد ذكائه، وعمق فهمه، فكان كلما جاءه زائر، قال له :"ذلك الفتى _يقصد الإمام نور الدين السالمي _ جاء يتعلم مني النحو، فتعلمت منه أصول الفقه ".
بتصرف من النميــر ج٥.