رَيَّانُ!
للشاعر / زكريا الفاخري
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ في الجنة بابًا يُقال له: الرَّيَّان، يَدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرُهم، فإذا دخَلوا أُغلق فلم يَدخل منه أحد))؛ البخاري.

ريَّانُ.. يا شهرَ التُّقى ريَّانُ *** أبوابُهُ فُتِحَت لنا.. وجِنانُ
بنَهارهِ صامَ التُّقاة لربِّهم
*** وبلَيْلهِ قامَتْ له الأبدانُ
شهرُ الصَّلاةِ على الحبيبِ المصطفى
*** كَم يحلو في ذِكْرِ الحبيبِ لِسانُ
نَهرَ التِّلاوةِ كم روَيْتَ عِطاشَنا
*** عَذبًا وزمزمَ.. إنَّهُ القرآنُ
وتَضوَّعَتْ للذاكرينَ نفوسُهم
*** بالذِّكر.. يَصفو للمُحبِّ كِيَانُ
رمَضانُ يا شهرَ التَّواصل والإخا
*** كم يَحلو فيكَ الوَصلُ؛ يا رمضانُ
وتعطَّرَتْ بالحُبِّ منك قلوبُنا
*** واستبشرَتْ بِهِلالِك الأكوانُ
شهرُ البطولةِ كم سَقى تاريخَنا
*** غيمُ الصَّحابةِ.. هاطلٌ هتَّانُ
شهرُ الجهادِ.. فكَم عَلَتْ راياتُهُ
*** للمُسلِمينَ.. وكَمْ عَلاهُ سِنانُ
"بدرٌ" وما بدرٌ سِوى نصرٍ أتى
*** فاهتزَّ مِن تاج العِدا أركانُ
"فتحٌ بمكَّة" قادَهُ خيرُ الوَرى
*** الله أكبر.. قد هوَتْ أوثانُ
الذِّكرَياتُ تَفوحُ مِن أرجائهِ
*** كالمِسْكِ قد فاحَتْ به الأوطانُ
عشرٌ أواخِرُ.. كم يَتوقُ عِناقها
*** يعلو بحبِّ جَلالِها الإيمانُفيها
لَيالي القَدْر.. ألفٌ وَزنُها
*** فيها سَلامُ مَن اهتَدى وأمَانُ
يا ربِّ بلِّغني الصِّيامَ، وأمَّتي
*** فرَحٌ.. يَزفُّ سُرورَه الرَّحمَنُ
لِتَعودَ مِن بَعدِ الجراح.. عزيزةً
*** وتُغنَّى في أمجادِها الألحانُ