/


تلك الامكنة الباهته التي تبتلعُ فيها كل الخطوات إلا تلك القادمة إليكَ من زمن حسبته آجلا وها هو قد عُجّلَ، تراهن على ما تبقى لديكَ فتُقلّب بكلتا يداك كرة من الوقت مطاطية تطيلها بمقدار ما تظنه باقياً وترخيها حيناً بمقدار ظنٍ آخر..
وتلك الأجساد البالية إلا من جسدك الذي يُملي عليك آلامه فتملي على مسامعه آهات وأنّات لعلك بها تمسد وجعاً فتمتطي صهوة ما تبقى لديك من الوقت على أملٍ او ابتهال وأنى لكَ ذلك،،
أنى لكَ مع تلك الساعات البائسة التي تُجابَهُ فيها ضجيج الأصوات مع انسلاخ بريق الالوان من داخلك أن يخلق لك شيء من أمل.. تنظر إلى هذا الصخب الذي عكر صفو مدائنكَ والذي قطّع سلسلة المعاني بقبضةٍ من صمت، ترمق إلى الإندفاع المفاجئ للحزن.. إلى هذا السيل العارم وهو يجرف كائنات الحياة التي تحاول ان تتشبث في عينيك..

إنه صراع من العيار الثقيل ذاكَ الذي يضع لك نقطة في نهاية كل لحظة من حولك ويضع لك نقطة في نهاية كل جملة تأبى أن تكتمل من حرفك.. إنه الصراع الاخر ذاك الذي يحاول ان يلتقطه حرفك وحرفي وأنى له أن يكتمل إلا بآهٍ ..

أجدتِ البوح عزيزتي
بارك الله مسعاكِ وخفف الله حِمل كل هموم
دمتِ بخير