تُعد عملية التردد الحراري من التقنيات الحديثة التي أحدثت نقلة نوعية في علاج العديد من الحالات المرضية المزمنة، خاصة تلك المرتبطة بآلام الأعصاب والمفاصل والعمود الفقري. يعتمد هذا النوع من العمليات على استخدام موجات حرارية دقيقة تُوجه إلى الأعصاب المسببة للألم بهدف تعطيل إشاراته بشكل مؤقت أو دائم، دون الحاجة إلى تدخل جراحي كبير. ومع ازدياد الإقبال على هذه التقنية في السنوات الأخيرة، أصبح السؤال عن سعر عملية التردد الحراري في مصر من أكثر الأسئلة تداولاً بين المرضى والمهتمين بالعلاج غير الجراحي.
من المهم في البداية توضيح أن تكلفة أي عملية طبية لا يمكن اختزالها في رقم واحد، إذ تتأثر بمجموعة من العوامل المتشابكة. فـ سعر عملية التردد الحراري في مصر يختلف من حالة إلى أخرى بحسب طبيعة المرض ومكان تطبيق العملية، سواء كان في العمود الفقري، أو المفاصل، أو الأعصاب الطرفية. كذلك يلعب نوع الجهاز المستخدم وخبرة الطبيب دوراً أساسياً في تحديد التكلفة النهائية، إلى جانب مستوى المستشفى أو المركز الطبي الذي تُجرى فيه العملية.
تتنوع تطبيقات التردد الحراري لتشمل علاج حالات الانزلاق الغضروفي المزمن، وآلام مفاصل الركبة والكتف، ومتلازمة العصب الخامس، والآلام الناتجة عن تضيق الفقرات أو التهاب المفاصل. هذا التنوع في الاستخدام يجعل من الصعب وضع سعر موحد، لأن الإجراءات تختلف في مدتها وتعقيدها وعدد النقاط العصبية التي يتم التعامل معها. فعلى سبيل المثال، الحالات التي تحتاج إلى أكثر من نقطة معالجة عادةً ما تكون أكثر تكلفة من الحالات البسيطة.
من الجوانب التي تؤثر أيضاً على التكلفة، نوع التردد الحراري المستخدم؛ فهناك نوعان رئيسيان: التردد الحراري النابض (Pulsed RF) والتردد الحراري المستمر (Continuous RF). الأول يُستخدم غالباً لتخفيف الألم دون تدمير العصب نهائياً، بينما الثاني يستهدف تعطيل العصب بشكل دائم، وكل منهما يتطلب تجهيزات وأجهزة مختلفة، ما ينعكس بطبيعة الحال على التكلفة.
إضافة إلى ذلك، تُعد مهارة الطبيب وخبرته عاملاً محورياً في نجاح العملية وفي تحديد تكلفتها. فالأطباء المتخصصون في علاج الألم والذين يمتلكون خبرة واسعة في هذا المجال غالباً ما تكون أجورهم أعلى، لكنهم في المقابل يوفرون مستوى أمان ودقة أكبر أثناء الإجراء. كما أن بعض المستشفيات تعتمد على أجهزة متطورة تُحدث فرقاً في النتائج وتزيد من كفاءة العملية، وهو ما قد يرفع من السعر بشكل نسبي.
ولا يمكن إغفال أن المكان الجغرافي له دور أيضاً، فالمراكز الطبية في القاهرة أو المدن الكبرى تميل إلى فرض أسعار أعلى نسبياً مقارنة بالمناطق الأقل ازدحاماً أو المحافظات البعيدة، نتيجة اختلاف تكاليف التشغيل والخدمات.
في النهاية، يمكن القول إن التردد الحراري يُمثل خياراً علاجياً متطوراً وفعّالاً للعديد من المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة، خاصة لمن يرغبون في تجنب العمليات الجراحية المفتوحة. ورغم أن سعر عملية التردد الحراري في مصر قد يختلف تبعاً للعوامل السابقة، فإن قيمته العلاجية تظل عالية لما يقدمه من راحة سريعة وتقليل للآلام وتحسين لنوعية الحياة. لذا يُنصح دائماً بمناقشة الطبيب المعالج حول تفاصيل الإجراء وتقييم الحالة بشكل دقيق لتحديد التكلفة المناسبة وخطة العلاج الأكثر ملاءمة.