ما اشبه اليوم بالبارحة :
غير أن التباين فيما بينهما ...
وهو واقع الكثير منا ...
بالأمس _ ونحن صغارا _ كنا نتمنى من السنون الرحيل ...
كي نكبر ... ونكون شبابا نعتمد على أنفسنا ... ونخرج كيفما نشاء ...
واليوم :
ونحن نرفل بثوب الشباب ... نتمنى لو تدور عجلة الحياة دورة معاكسة ...
لنجد أنفسنا في مراتع الطفولة ... وفي روضة البراءة ...
هو حال بني آدم الذي لا يُعجبه شيء !
ولم أجد أدق لوصف هذا الحال ...
كوصف عباس محمود العقاد حينما قال :
صغيرٌ يطلبُ الكِبرا ... وشيخٌ ود لو صَغُرا
وخالٍ يشتهي عملا ً... وذو عملٍ به ضَجِرا
ورب المال في تعب ... وفي تعب من افتقرا
وذو الأولاد مهمومٌ ... وطالبهم قد انفطرا
ومن فقد الجمال شكي ... وقد يشكو الذي بُهِرا
ويشقى المرء منهزما ... ولا يرتاح منتصرا
ويبغى المجد في لهفٍ ... فإن يظفر به فترا
شُكاةٌ مالها حَكَمٌ ... سوى الخصمين إن حضرا
فهل حاروا مع الأقدار ... أم هم حيروا القدرا ؟!