https://up.h2adi.com/do.php?imgf=171586452030431.jpeg

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 7 من 8 الأولىالأولى ... 5678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 70 من 74

الموضوع: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'

  1. #61
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    (( الجـــــزء / الــــثــانـــي والعشــــــرين ))


    ليلـــــة مؤرقـــــة ) ) ) ) )!


    " لا قمرَ فيها ولا نجوم . . . . "


    ( ( ( ( ( ( عتَمة خانقة. . . . !


    ( ( ( وأنت وحيد في غرفتك البعيدة. . .

    إلا من قُميْر في طور الاحتضار ) ) )

    " غامراً لياليك بأضوائه الميّتة "




    ( سيــــف الرحبــــــي )





    بهدوء سألت:

    ( ليـــش..ويش السبب...ليش تبا تمنعني من اداء واجب )

    بعد نفس عميق قال :

    ( صدقيني ما منعتك الا لمصلحتك ..وعشانك يا عليا )

    سألته باستغراب :

    ( اللي هي...؟ انا ما جالسه افهم كلامك يا باسل..)

    قال بهدوء :

    ( حتى لو اقولك يا عليا..حالياً ما راح تفهميني...)

    قلت باصرار :

    ( طيب ..انت جربني ....؟؟!)

    عمي عبدالله اكمل طريقه للخارج بهدوء ، وقال من دون لا يلتفت لنا :

    ( عليا ننتظرك بالخارج..في حال غيرتي رأيك خبرينا برساله ولا اتصال..)

    وبعدها طلع......

    رجعت التفت نحو باسل بصمت...في انتظاره بدء حديثه

    عيوني لاحظت التوتر ، والتعب ، والضيق ..اللي كلها عوامل نفسيه سيئة..تعتلي ملامح باسل...وكأن أزمات العالم كلها تعترض دربه....


    ويش اللي تاعبنه لهذي الدرجه ...ويش اللي مضايق جدتي من صوبه...ويش اللي يبا يقوله ومتردد...؟؟


    انتظرت...لكن لما ما شفت منه اي بوادر للحديث...قلت :

    ( انا طالعه ..بروح معهم بيت عمي محمد ..)

    قال بجدية :

    ( عليا لا ..انا مقرر هالمساء ...)

    تنفس بعمق واردف :

    (هذا المساء ابا اجلس معك، بيننا كلام كثير لازم نناقشه بهدوء..وفي امور لازم اوضحها لك وفي المقابل اخذ رأيك فيها...)



    مع آخر حديثه ..صارت حبات العرق تتساقط من جبيني ..وانا احس بأنفاسي متلاحقه...


    قبضة يدي اشتدت على حقيبتي والجوال، كأني استمد منهم القوه...


    باسل جالس يهدم حالياً آخر لبنه متبقيه من جدار الصبر والتحمل اللي امتلكه...


    احترت بشده لما حسيت بآلآم تنهش قلبي ، هل هذي آلام مترافقه مع التردي اللي تشهده اوضاعي...؟


    ولا هذي آلام قلب حقيقيه .......!


    انا متأكده اني راح اخسر نفسي إلى الأبد......

    راح انهار انهيار من المحال ان اقوم من بعده....

    لأني ادري ويش اللي بخاطر باسل ، ادري ويش اللي يبا يسمعني اياه وياخذ شوري فيه.....


    لكن ، كيف ابا اتحمل باسل وهو يقول هالكلام ، كيف ابا اشهد انكساري قدامه ...


    لمصلحتي كل احاسيسي باتت تأمرني بالابتعاد ،لابد اتجنب باسل وكلام باسل....


    بإيدي المرتجفه شديت على حقيبتي اكثر حتى اهدي من رجفة ايديني المتزامنه مع رجفه اوصالي..

    وقلت بتوهان وتوتر وبلا شعور :

    ( ااا ....بروح الحين....ينتظروني هم...انا تأخرت....)


    وبخطوات سريعه ومجنونه بديت اركض ، حتى اختفي عن انظاره ، وألوذ بالفرار حتى اتجنب كل الأوجاع اللي راح يرسلها لي حديث باسل....




    بيت عمي محمد مكتظ بالحريم اللي جايات يسلمن على بدريه وامها...وآخر ما ينقصني هو الزحمه والإزعاج....


    جل امتناني لتواجد خالتي بالقرب مني ، تواجدها خفف عني الكثير... لأني ما ازال متلبسه بحالة الصدام اللي كان راح يصير بيني وبين باسل....

    ومخاوفي حيّــة وكأنها تعيش الآن كلمات باسل اللي هو أساساً ما نطقهن....


    استمريت اتبع خطوات خالتي ، وانا اسلم على الحريم اللي بالمجلس ، التقيت بوالدة بدريه ، لكن بدريه مو موجوده.....


    جلست بالقرب من خالتي في الكنب، وانا احاول آخذ نفس عميق ، حتى اوقف حالة الخفقان اللي تضرب اعماق صدري.....


    ( ويش فيك حبيبتي ...تعبانه...؟ لا يكون باسل ضايقك...ولا قالك شي..؟...)


    ( كان راح يقول يا خالتي....كان راح يقول ....)

    ( ويش يقول ..!!)

    وصلني صوت خالتي المستغرب....!

    حتى انتبهت اني كنت اتكلم بصوت عالي...


    رفعت ايدي ومسدت جبيني باضطراب ...

    ليش ما جالسه اهدأ، ويش صار فيني ...؟؟

    ولا ويش يبا يصير حتى هالتوتر مو راضي يفارقني...؟؟


    ( انتي ويش فيك ..؟؟؟)


    جاوبت بابتسامه هزيله :

    ( مافيني شي...يمكن ما ارتاح بالجمعات الكثيره..)

    ردت بعدم تصديق:

    ( يمكن...على العموم عبدالله راسل لي يقول خبري عليا تجي مجلس الرجال تسلم على محمد
    الظاهر محد هناك غريب....)

    بضيق سألتها :

    ( وانا كيف ابا ادل موقع المجلس، وانا اول مره اجي هنيه..)

    قالت بهدوء :

    ( عادي اسألي زوجة محمد، ولا حد من الشغالات اللي بالخارج ..)


    بتوتر واضطراب نهضت ، وطلعت للخارج وانا اسمع اصوات الحريم بدت تخف، دليل بعدي عن مجلس الحريم

    لمحت احدى العاملات لكن قبل لا أناديها اختفت من قدامي....!


    وقفت بحيره ...ويش اسوي ذلحين....!!




    ( تــبي شي...؟؟)


    التفتت لأواجه صاحبة الصوت........وسألتها :

    ( وين مجلس الرجال ..؟؟)

    قالت بتساؤل :

    ( مــن ........؟ علـــيا...؟؟؟)



    من هـــذي.....؟! وكيف عرفتني من صوتي لأني انا متغشيه...؟؟؟!

    رديت بهدوء :

    ( ايوه ...من انتي ...؟؟)


    وصلني صوت ضحكتها .....! ثم قالت :


    ( ذلحين صدقت يوم قالوا اني واجد متغيره .....انا بدريه..)

    يا الله ...ياالله...احس اني ذلحين راح يغمى علي ،

    هذي بدريه...لا يمكن مستحيل......!!!


    هذي مو بدريه ...بدريه شكلها مختلف ...اما هذي الشابه جميله ..جميله بشكل موجع.....


    من بشرتها السمراء العذبه...الى طولها ...الى كافة تقاسيمها الأنثويه..الى تألقها الواضح في زينتها ....!


    معقوله تكون بدريه ....وين بشرتها الشاحبه وملامحها الهزيله ....؟؟


    لدرجة اني لو اسوي مقارنه سريعه بين ملامحها المعاكسه لملامحي البيضاء الطفوليه الناعمه ....وبساطتي في زينتي...!

    فالأكيد ان كفتها راح ترجح....

    بعد صمتي الطويل ، تداركت الوضع وقلت لها :

    ( الحمدلله على سلامتك...)

    تقدمت مني وانا بمكاني وسلمت من قريب وردت :

    ( الله يسلمك...مشكورة..)

    ثم اردفت :

    ( تعالي ادلّك طريق المجلس....ابويه ينتظرك...)

    مشينا باتجاه المجلس في سكون ما تتخلله الا الصرخات اللي بداخلي...

    هل يبدأ قلبي بالنواح........؟

    هل رحلت تلك النقطه الصغيره من امل ..!

    هل تلاشت جميع المصابيح من طريقي وما بقى سوى الظلام...يااارب رحمتك ارجو يااارب...



    ( حياالله عليا...نورتي البيت بجيتك اليوم...)

    بابتسامه طفيفه... رديت :

    ( الله يحييك، النور نورك..الحمدلله اللي قوّم بدرية وخالتي ام بدريه بالسلامه )

    قال :

    ( الله يسلمك يا بنيتي..تعالي..تعالي مشتاق لك...هذيك الفتره لما كنت ارجع من السفر ، كلما جيت ازور الوالده احصلك طالعه للمركز ..)


    وتوالت الأحاديث...وتوالى اندماجي المصطنع....ما كنت اعرف اني امتلك هالقوه من الصبر...الا هالليله..!

    كيف قدرت امثل قدامهم الراحه، وعِـراك المشاعر بداخلي ما توقف لثانيه.....


    طلع عمي محمد...وعمي عبدالله كان سابقه بلحظات ..


    ولما جيت انا ابا انهض سمعت صرخة بدريه:

    ( دم ، من وين هالدم....)


    أي دم..؟؟ عن ويش تتكلم .....؟؟؟ سألتها باستغراب :


    ( وين ...؟؟ اي دم قصدك..؟؟)

    قالت :

    ( رجلك تنزف...ويش صاير لها...)

    انحنيت وناظرت في رجلي ....آآآه جرح الأمس بعده حي..!!!

    وينزف بسبب نزعي للضماد قبل لا اجي...

    لأني تضايقت منه هذا الصباح لما كنت بالمستشفى مع جدتي...فما حبيت اطلع وهو برجلي من جديد فنزعته..

    قلت بهدوء لبدريه :

    ( ماشي...جرح بسيط....)

    قالت باستغراب :

    ( ويش سببه ....شكله مو بسيط دامه ينزف كذا )


    تقدمت من الطاولة اللي بمنتصف المجلس..واخذت مناديل ورقيه ...ورجعت اجلس بالكنب

    خلعت حذائي..وبديت امسح الدم من الجرح....

    قالت بدريه باهتمام :

    ( بروح اجيب لك معقم ..وضماد تلفي به الجرح..)


    رفعت راسي لها ، ووجهت لها نظره مستغربه....!

    ليش تتحامل على نفسها وتجامل.....!

    انا ادري باللي في قلبها، لأن صدى كلماتها ما زال يتردد في اذني لحد اليوم....

    قالت بتعجب من نظراتي .! :

    ( ويش فيك...؟؟)

    رجعت امسح الجرح وقلت من دون لا التفت لها :


    ( مافي داعي لهالتمثيل...محد هنيه..وانا وانتي عارفين بعض زين....)

    ثم اردفت :

    ( اتقبل ان الشخص يعاملني بما يحمله في قلبه، اكثر من تقبلي لنفاقه امامي ..)


    سكتت للحظات ثم قالت :

    ( والمعنى ..؟)

    قلت لها بهدوء :


    ( ماشي...لكن لا تنسي اننا قد اجتمعنا من قبل وجمعتنا حوارات..وانتي ادرى بمحتواهن)


    تحركت بضيق ثم قالت :


    ( وانتي جاية تحاسبي انسانه مريضه على تصرف غير لائق صدر منها )


    بعدت المناديل بعد ما خف النزيف اللي بقدمي...وجاوبتها :

    ( كثير ناس يمرضوا ...لكنهم بالعاده ما يقولون اللي انتي قلتيه..)

    نهضت بدريه من الكنب...وقربت السله مني....ورميت المناديل فيها ..ثم رجعتها لمكانها

    ورجعت تجلس ....وقالت بإصرار :


    ( بالعكس...انا كنت معذورة لأني قلت لك هذاك الكلام .... لأني كنت مريضه...)


    قهرني برودها....مو كأنها بدريه القديمه ابداً....

    مو راضيه تعترف بخطأها السابق..ولا هي تصر عليه...لكن تعتبره كلام هي معذوره على انها قالته...!


    قلت لها بانفعال :

    ( ويش اللي غيرك...ما عدتي تشوفيني حجر عثره في حياتك...ما عدت انا عليا اللي بسببها انحرمتي من حياة زوجيه طبيعيه بصحبة باسل...ويش اللي تغير يا بدريه..؟)


    ثم اردفت بضحكة قهر :


    ( ولا خلاص ما صرت امثل اي تهديد بالنسبه لك ، صرتي تمتلكين باسل ، وصار من السهل انك تطلعيني خارج حياة باسل وقت ما تبين...بورقة ناجحه مثل حملك مثلاً ..... )


    حركت رأسها بنفي وقالت :

    ( كل اللي قلتيه ماله أي صحه ابداً....وانا ما تعالجت ومن الأساس ما فكرت بالحمل ....)


    قلت لها بتكذيب:

    ( والشهر الأخير اللي قضيتوه في امريكا..كنتوا تلعبوا فيه يعني ..؟)


    حركت اكتافها بلامبالاه وقالت :

    ( هذا موضوع خاص فيني ...ما لك اي دخل فيه...!)


    قمت من الكنب وقلت لها باستهزاء :


    ( مدري ويش هاللعبه اللي جالسه تلعبيها يا بدريه ...لكن صدقيني ما تدخل العقل، لأن كذبك مكشوف...)

    سكتت......!

    تقدمت ناحية الباب..ولما لمست يدي مقبض الباب ، وقبل لا افتحه وصلني صوتها :

    ( كنت اتعالج نفسياً )

    بحركه سريعه التفيت لمواجهتها وبعيوني تساؤل واستغراب ...

    قالت من جديد :

    ( عادي ويش فيها كنت اتعالج...انا سبق واقدمت على الانتحار..ولو اني ميته كنت راح اخلد بالنار....لذلك اكيد اني اعاني من مشكله نفسيه...علاجها اهم من اي شي ثاني ..)

    قلت لها :

    ( وباسل...والحمل...وحلفة جدتي....؟؟؟)

    قالت بلامبالاه :

    ( ما علي من كل هذولا.......اهم شي اني اهتم بنفسي...وبصحتي النفسيه..)


    لما مات الكلام من لساني...حركت لها رأسي بموافقه لصحة كلامها...

    اهم شي نفسها...! لكن كيف قدرت تضع نفسها بالمقدمه......لو انا مكانها بقدر اسوي كذا...؟؟


    لما جيت ابا اطلع من جديد وصلني صوتها لما قالت بتردد :

    ( عليا )

    التفتت لها ...واجبت :

    ( هلا )


    قالت بتوتر :


    ( احنا بنات عم ...واتمنى ان علاقتنا تتحسن مع مرور الوقت...وانا ادري انك راح تسافري قريب

    فاتمنى نكون على تواصل مثل اي بنات عم ...)



    اسافر قرييييب......!!!!

    انتسفت مرايا التفاؤل ، وتناثرت شظاياها مختلطه بشظايا قلبي،

    هذا هو سر اللين في حديث بدريه معي اليوم ، لأنها تشوفني على اني انسانه مسافره، بعيده عن اي
    حضور ممكن يعرقل مسير حياتها ....

    ما عدت امثل اي تحدي في حياتها....


    هربت من باسل خوفً من طرحه لموضوع سفري ودراستي وابعادي...

    لكن هالموضوع ملاحقني ....

    اتفقوا ضدي....واجمعوا على ابعادي ونفيي ، بأقسى صورة ممكن اتخيلها..

    ببساطه اطرد من ارضي....حتى اعيش وحيده ومهانه ومهجوره في بلاد الغرب....

    حتى لو كان في حضور عمي وخالتي، لكن الضربة اللي تلقتها مشاعري كفيله بجعلي اعيش وحده مريعه بداخلي..


    هذي حقيقة باسل اللي حبيته.....كنت مخدوعه فيه ..؟؟

    او ليش مخدوعه ، يمكن انه من الأساس كان يشفق علي..لكنه ذلحين ما عاد يقدر يتحمل خلاص.....



    بجزع ودموع مشبوبه التفت لبدريه وسألتها بصراخ :

    ( وين اعمامي ........وين راحوا....)

    ...............



    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


    •   Alt 

       

  2. #62
    عضو خاص الصورة الرمزية روح الحلا1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    قلوب أحبتي
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    4,507
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    لا تتوقفي نوارة
    تشوقنا وايد رحمينا هههههه
    جنتــي جنتك الفــردوس

  3. #63
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الحلا1 مشاهدة المشاركة
    لا تتوقفي نوارة
    تشوقنا وايد رحمينا هههههه

    صباح الخير يالغلا ان شاء الله بكمل وماراح اوقف

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  4. #64
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    (( الجــــزء / الثــــالـث والعشــرين ))




    تحترق على نار الموقدْ

    تودّعك نظرة , , , , ,

    وترحلْ . . . . . .

    في المطارات والمحطّات , , ,

    حيث العابرون إلى بلدانهم يتوزعون

    أفراداً , , , , , وجماعات


    يختفي الجميع. . . . . .

    . . . . . . . . . . . .


    <<. . . وتبقى تلك "النظرة"

    شاهدة اللحظة

    في انقراضها السريع . . .>>


    ( ســــيف الــرحبــــي )





    ( عليا انتظري ..لحظه....عليا ...)

    فتحت الباب بعنف والهستيريا تتصاعد في دمي صرخات بدريه خلفي ما هامتني هاللحظه



    خلاص ابا انهي كل شي......او على من اضحك انا....باسل هو اللي صنع النهاية ...



    اليوم مو لا زم يبقى للزعل مكان، ولا الحديث مع باسل راح يصلح أي شي بحياتي ..



    قبل لا اسمع منه الكلمه اللي متأكده اني ما قد سمعت اكره منها في حياتي..خليني انا اطلبها منه...



    مو انا قايله اني ما ارح ارتضي بالطعن هالمره، مو انا اللي واعده باسل اني راح ارتضي واوافق بطعن نفسي هالمره



    تعديت الباب بخطوات ، غير محسوبه وغير واعيه ، ومن بعدها صدمت في شخص قادم.....



    رفعت رأسي..ومن بين دموعي شفت عمي محمد ، بوجه مصدوم ومرتعب ..



    امسك ذراعي وقربني منه وقال بصوت حاد :


    ( ويش صاير هنيه ....)



    ثم التفت للورى وقال بصوت عالي:



    ( يا عيال لاحد منكم يجي للمجلس... )



    ومن بعدها رجع يلتفت لي وقال :


    ( ويش صاير...ليش هالصراخ...تكلمي ..!)


    ثم اردف بحده :


    ( قولي بدريه ضايقتك ، قالت لك شي...تكلمي لا تسكتي كذا )


    ثم التفت لبدريه وقال :


    ( اقسم بالله يا بدريه ، لو انك مزعله عليا ، وقايله لها شي ما يصير لك خير..)


    وصلني صوتها المتأثر :


    ( والله ما قلت لها شي يزعل يا ابويه ..حتى اسألها ..)



    قلت له برجاء حار وسط دموعي واناتي :



    ( طلبتك يا عمي ..انت بموقع ابويه اليوم...)


    ثم اردفت بنحيب :

    ( طلبتك لا تردني ....)


    قال وهو ياخذ نفس :


    ( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...ادخلي معي داخل المجلس )


    مرت لحظات ما يقطع صمتها الا ضجيج شهقات تصدر مني بين اللحظه والثانيه ...عمي محمد ما قال حرف..


    جالس على الكنب جنبي...ومنتظرني لما اهدأ


    ( ويش صاير ....!) سأل عمي عبدالله وهو داخل


    رد عليه عمي محمد بضيق :


    ( لا تنشدني عن شي.... ..)


    بعد نوبة البكاء، وبعد ما خفت وتيرة الشهقات الحابسه للأنفاس...جمعت ايديني فوق بعض حتى استمد بعض القوة وابدد التوتر ....


    وبديت اتكلم :

    ( انا ....ابا......)


    لا يمكن والله ما اقدر ....ما اقدر اتخيل اني بعيده ليوم واحد عن باسل...ما اقدر اتخيل اني راح انفصل عنه، قلبي يألمني من مجرد التخيل.....ياارب صبرني....ياارب...


    قال عمي عبدالله :


    ( ويش صاير يا عليا...ويش اللي مزعلك كذا ...)


    اخذت نفس عميق، وقلت بارتجاف :


    ( ابا اتطلق من باسل...)


    شهقات اصدرت من الجميع ..وحوقله تبعتها من لسان عمي محمد .....


    لكن الإنفعال الأشد كان صادر من ضربة قويه على الباب...


    رفعت رأسي....وسقطت عيوني على عيونه....


    سعير اشتد بداخلي من نظراته ، نظرة الانكسار اللي بعيونه ، ما غابت عني ، حدتها مثل خنجر يطعن بقلبي مؤلمه لأبعد حدود...



    انا ويش قلت ...ليتني صابرة وساكته ولا اشوفه كذا...


    ويش الموقف اللي حطيت نفسي وباسل فيه ....


    يا الله ليتني ما غلطت...ليتني ما جيت على سيرة الطلاق ...


    غمضت عيوني بأسى لما سمعته يقول بحده :



    ( كنت حاس انه هذا اللي راح يصير يا عليا ...غباء وجهل وتسرع ..قلت لك لا تروحي قبل لا نتفاهم ، قلت لك اصبري وخلينا نتكلم ...لكنك متسرعه ، متسرعه ...وما تختلفي عن غيرك....)


    ثم اردف بنفس الحده :


    ( يا خساره ...والله كنت احسبك اكبر من كذا، عاقله، متزنه .. ...لكن مثلك مثل غيرك ...مثلك مثل غيرك.....)


    يلومني......!! يطلب مني وزن تصرفاتي.....!!

    لكن بويش اوزنها،،،كيف ابا اراعيها يا باسل...وانا عقلي مات مذبوح على ايد عواطفي لك ....


    عقلي انتهى من اجتمعت فيك، حتى ما عاد له اي وجود...صرت انا ومشاعري وبس يا باسل.....



    قال عمي عبدالله :

    ( استهدي بالله يا ابويه استهدي بالله....تعوذ من ابليس...)



    لكن وين يلامس الهدوء باسل هالليله....قهر الرجال اللي لأول مره اشوفه...شي مرعب..



    حده وتوحش......ما يشابه لإنهيار النساء...احنا دموعنا تخفف عنا....!


    نحيبنا يفتّر من نار الحرقة والألم اللي تشتعل فينا...



    لكن الرجال كيانهم بأكمله يستعر .....حتى يتحولون لكتلة من لهب......



    قال باسل وهو يلتفت ناحية بدريه :

    ( ما اختلفتي عن بنت عمك..اللي بعد عشرة عمر ، وتضحيات وسنين من العذاب ..)


    ضحك بقهر واكمل :


    (اكتشفت انها ما عادت تبا تواصل زواجنا........والسبب أنه صار يذكرها بماضيها المشؤوم.....

    ولأجل روحها الجديده تتهنى ما همها السنين اللي ضاعت من عمري وانا اراكض وراها

    من مستشفى لآخر، ومن دوله لثانيه ، ولا همها عملي اللي تركته عشانها..

    فقط اهتمت بسعادتها ، وكل ما يوفر لها الراحه والاستقرار النفسي..... )



    بدريه التزمت الصمت ، ونظراتها توجهت للأسفل....


    اما عمي محمد فقال بأسى وحزن :


    ( امسحها بوجهي يا باسل...ما عليك منها ...جاهله ولا تعرف ويش تقول او تعمل ...)



    بدريه من دون لا تتكلم ، حركت رأسها بنفي لحديث عمي محمد .....



    باسل ما زال واقف....تقدم للأمام ..وقال بجدية :


    ( لا يا عمي ....انا وبدريه انتهينا ....خلها تشوف حياتها الجديده والله يهنيها ....ما عاد لي فيها خاطر لا كزوجه ولا أم لعيالي مستقبلاً...)



    قال عمي عبدالله بصوت عالي :


    ( باسل لا تستعجل ...انت متضايق ...لا تقول شي باكر تندم عليه ..)


    رد عليه باسل بضحكة قهر ثم قال:


    ( ماشي بحياتي يا ابويه يستاهل اني اندم عليه ، بنات عمي ومثل ما تشوف من مشكله الى ثانيه...ومن عثره الى اخرى ...

    الشيب غزا راسي يا ابويه وانا الولد ما عندي ، اشوف ربعي عيالهم طولهم

    اما انا فحياتي ما تُعرف هل هي حياة متزوج ولا حياة عزّابي ... )


    ثم اردف بجديه :

    ( لكن هالمعاناة ما راح تستمر ،ابا انهيها خلاص.... )


    التفت لجهة عمي محمد وقال له :


    ( السموحه منك عمي ، ما كنت بيوم مرخص بنت عمي وانت تدري ، لكن هذا طلبها بنفسها،

    والحمدلله اولاً واخيراً هذا مكتوب ربي ، وربي مو كاتب تجمعنا ذريه انا وبدريه ...


    بدريه طالق وورقة طلاقها راح توصلكم اول ما انهي الإجرائات..)


    الهواء انحبس من المجلس....الأكسجين نفذ...يا ثقــل كلمة الطلاق ،

    وقع كلمة الطلاق ما يفرق عن سماع وفاة شخص....


    ركزت عيوني على بدريه اللي طلعت مباشره بعد جملة باسل...

    هل هذا سر برودها ، ما عادت تبا حياة تربطها بباسل....؟؟ كذا بهذي السهوله يا بدريه ....


    بعد عشق سنين...بعد ما كدتي تقتلي نفسك لأجل باسل....تطلبي الطلاق منه وتطلقي وتنتهي حياتكم بفراق ابدي....


    حسيت بتفاهة في هالموقف، لولا خوفي من انهم يفهموني خطأ ..كنت راح اضحك ..مو فرح للموقف...لا ..!


    ولكني اسخر من غرابتنا احنا البشر...دائماً نواجه المواقف بنظرة ابديه مطلقه..


    ما نترك أي فسحه حتى يعمرها الأمل والتفاؤل.....!



    ندور حول حلقات التملك والزهد المتضاده باستهتار

    والنتيجة حلقة فارغه من اللاشيء نتيجة عدم التعقل....!



    ليش....؟ هو انتي تحسبين ان هذا الوصف ما ينطبق عليك يا عليا....؟


    انتي ما حلّقتي بجناح التملك خلال الشهور الماضيه بحبك للاستحواذ على باسل...!!!


    واليوم مو جالسة تحلقين بالجناح الآخر وهو الزهد .....؟

    انتي ما زهدتي في باسل ونفيتيه بصورة ابديه عبر طلبك للطلاق.......؟



    اصابتني قشعريره من حديث مشاعري لي......!


    لكن لا انا ما زهدت في باسل...ولا راح ازهد فيه....


    مشاعري تجاهه ترفرف حولي بكامل حيويتها ....ولكن طلبي هو مجرد.....؟



    صدمه ، اندفاع، قهر ، ...اغمضت عيوني بألم ..

    ويا خوفي يكون غلطه..وثمنها اكبر من اني اقدر على إيفائها ......



    شعوري تجاه طلاق باسل وبدريه ما جلب لقلبي أي مشاعر من الراحه،


    بالعكس زادت مخاوفي ذلحين...لأني ما ادري ويش ما زال في جعبة باسل.......



    ملامح الأب الضعيف المنكسر الخاطر لا يمكن تبعد عن اوصاف عمي محمد لكنه رغم ألمه قال :


    ( وجهك ابيض يا ولدي ، بالأمس ما بدر منك الا كل خير،

    واليوم لا يكلف الله نفساً الا وسعها ، يمكن في طلاقكم الخيره لكم اثنينكم ....)



    باسل تقدم وقبّل رأس عمي محمد باحترام.....لكن قبل لا يروح عمي محمد شده له وهمس له بصوت خافت...



    لما تصوبت نظرات باسل لجهتي...حركت رأسي برفض.....


    لا يا باسل ....لا تدرسني بهذي النظرات ،

    ماني بحمل طلاق وانا بهالعمر....


    ما عليك من اللي طلبته لا تاخذه بالحسبان ،

    لأني ما اقدر اعيش على خيالك وطيفك في وحدتي.....


    اعترف اني مو بقوة بدريه في تحملها لموقف مثل هذا بدون لا تنهار ...ولا يوم راح اكون..


    بدريه حالها مختلف عني...بدريه معها سند بحياتها ،

    تمتلك اب ، تمتلك ام ، بدريه معها اخوان هم سند لها بالحياه ...لكن انا من معي....!


    انا قبلت في باسل وحبيته وهو متزوج بدريه ولا اهتمت مشاعري بأنه متزوج...


    انا تعلقت فيه حتى يوم اني شفت جلافته اللي ابداً ما كنت متعوده عليها بحياتي....


    انا صبرت ايام سفره ، تحاملت على نفسي وانا اشوف اهتمامه في بدريه المريضه،


    صبرت وانا اشوف فصول متنوعه من المصاعب اللي قليل يتحملها ، لكني تجاوزتها..


    وجزائي أكبر من ان يكون هو الطلاق يا باسل....


    نطق باستهزاء :


    ( ويش عندها بنت العم الصغيره من شكاوى، ويش ناقده علي انتي الثانيه ...؟


    لا تكوني تبي مطلق الحريه في حياتك.... تبي الطلاق حتى تسرحي على كيفك...


    لا يا عليا لا تحلمي بالطلاق ، ما راح اطلقك...وان كان مو تمسكاً فيك ، و لكنك بنت عمي وفي وجهي ،

    وبصراحه انا ما عادني اثق في احد)



    صدمة لمشاعري الصادقه ضربة تلقتها من انسان له وسع بالغ من الحضور بين اضلاع القلب..



    انا متأكده ان وجهي ما بقى فيه لون لأن الدم انسحب ليرتكز في رأسي مسبب هاله من الضغط النابض بالألم...



    انا اكبر من كذا يا باسل....كلامك هو اجرام بحقي...


    لكن هل يُلام الرجل المقهور على بذاءة قوله في ساعة مثل هذي الساعه.....؟؟ واللهب ما زال يحيط بجوانبه ...؟؟؟






    ......


    امام عتبات الدرج المؤدي للطابق الثالث وقفت بتوتر ...باسل كان متقدمني في مسيره..



    لكنه لما لاحظ اني ما جالسه اصعد الدرج وراه وقف، والتفت لي وقال :


    ( ليش واقفـــه..؟)


    باسل اليوم مختلف ، البرود المختلط بقسوة يذكرني برعبي منه خلال لقاءاتنا الأولى ..


    وبشكل متعمد حارمني اي نظرة لطف ، حنان، ممكن انها تهدئ بالي،

    وتخفف من الارتجاف المرافق لي في هذي الليله...



    ضوق عيونه وقال بحده :


    ( كملي مسيرك وراي يا عليا، كمليه...)


    واردف بسخريه :


    (لا تخافي مو جايبك هنيه عشان اذبحك..)


    بصوت ضعيف جاوبته :

    ( اعرف انك جايبني عشان تراويني الأوراق...)



    بصوت اتعبه واثقله الندم اردفت :



    ( بس خلاص والله سمعتك وعرفت...)



    وبدموع متناثره واسى مساره فظيع في نفسي قلت :


    ( أنا آسفه....ما تخيلت ان قصدك كذا...حسبتك تبا ترتاح مني وتبعدني ...)



    نزل من الدرج باتجاهي....ومسك ايدي بقوه ...وقال :



    ( بعد ما صغرتيني بعيونهم يا عليا جاية تتأسفي...اسفك ما يعنيلي شي ذلحين..)



    كرهت نفسي على ما بدر مني تجاهه...تمنيت لو ما رحت بيت عمي محمد هالليله....



    كان راح يكون الفرق شاسع ، كنت راح اتجنب كل
    هالخناجر اللي تطعن بقلبي.....



    ادري ان باسل ذلحين يبا ينتقم مني لطلبي الطلاق....


    ولاتهامي له قدام اعمامي بأنه يبا يسجلني بالجامعه اللي يحاضر فيها عمي عبدالله حتى يرتاح من مسؤوليتي.....

    ولكل ما صدر مني من كلام جرح مشاعره كرجل...



    بمحاولة تخلص من قبضته وببكاء قلت :


    ( مابا اصعد...مابا...الله يخليك باسل لا تعذبني اكثر ...كافي اللي سمعته.....)



    ما اتعب نفسه بجدالي..ثنى ايديه حول جسدي ورفع جسدي على كتفه...


    بنحيب ورعب صرخت :


    ( باسل لا ..لا ...الله يخليك ..ما اقدر...)



    لكنه ما اهتم في رجائي...ولا صرخاتي الجزعه ...واصل خطواته الى جناحه حيث مكتبه...



    اغلق الباب بيده الحره....ونزلني على الأرض..وجذب يدي واكمل خطواته ...


    جلس على الكرسي امام طاولة المكتب ، وانا واقفه جنبه...

    بعيون ارهقتها الدموع، وصدر اتعبته تبعات البكاء....

    وكفي الصغير مقيد بقبضته القويه...



    فتح احد الأدراج ، واخرج ذات الملف اللي تصفحته هذا الصباح ...


    قلّب الأوراق ، ثم فجأة توقف...التفت لي وقال بابتسامه :



    ( تدرين لو انك قريتي هالورقه كنتي راح تجنبين نفسك وتجنبيني كل هالمهازل...)



    نزع الورقة من وسط الملف وقربها من وجهي وقال بأمر :

    ( اقريــها يا عليــا )


    جامعة فينكس، جامعه امريكية عريقة ومعتمده ..تقدم ميزة التعليم الافتراضي عن بعد،

    كل ما تحتاجه هو فقط اجتياز التوفل.....!



    رجعت عيوني لباسل بعد ما انهيت قرائتي لمجمل ما ورد في الورقه.....



    رجع سحب ورقه بختم رسمي من احد الأدراج

    ومثل سابقتها قربها لي حتى اقرأها...



    ورقة اعتماد لباسل صادره من ادارة مستشفى الجامعه بمسقط من أجل عمله هناك...!


    ملامحي تسائلت باستغراب....باسل راح يرجع للطب ..لكنه راح يترك صلاله.......؟؟؟!!!


    وكأنه فهم استغرابي لأنه جاوب :


    ( هذا اللي كنت مخطط انه يصير يا عليا، نستقر بمسقط ...اشتغل بمستشفى الجامعه..


    تواصلي تعليمك عن بعد بالمجال اللي تبيه، وبشرط انه يوفر لك فرصة ، اذا حبيتي تشتغلي في احد القطاعات العامه المحترمه ....)



    ثم اردف :


    ( على فكره، ولا يوم فكرت في حرمانك من تعليمك يا عليا ، لكني كنت متأكد أنه هذي السنه

    كنتي محتاجه لتعليم شرعي، والتزام ديني اكثر من حاجتك للعلوم الدنيويه...

    لذلك كان من المفترض تأجيل دراستك ...حتى تحصلي على حقك من التربية الدينية والعلوم الشرعيه ...

    حتى تستوعبي بنفسك البعد الديني اللي كنتي تعيشيه في السابق ، ومن بعدها تملكي زمام الأمور بنفسك

    ....واعطيك حريتك...)


    تربية ومن ثم حريه .......!! يعني ويش ...؟؟؟؟



    سألت برعب :


    ( يعني ...قصدك....طلاق...؟؟)


    قال بتمتمه :


    ( انتي خليتي كل الجوانب الإيجابيه بحديثي...وما ركزتي الا على السلبي...آآه من الحريم..

    انتو كائنات غريبه ...كيف الواحد يقدر يفهمكم...؟؟)

    ثم قال بجديه :

    ( مو انتي اللي طلبتي الطلاق...ويش اللي مخوفنك منه ذلحين...)

    يعني بالفعل في باله الطلاق ، وهذا هو قصده ..


    نقلته السريعه في الكلام من قسوه الى لين الى حده لها تأثير سيء جداً ...

    كأني انتقل من جو ساخن الى جو بارد ومن ثم اعود الى جو ساخن ..بصورة مسقمه .....


    خصوصاً ان الطنين اللي برأسي ما خفت حدته

    إلى الآن ....ببساطه اعتقد ان احداث اليوم اكبر مني..


    الأرض تميد...بزلزلة ظاهريه....وحسيه كذلك......!


    عدلت وقفتي وانا احاول اتماسك واحافظ على ثباتي

    وانا اشوف كل شي بالأرض يتحرك...

    حتى باسل صار يتحرك.......؟؟!


    ليش كذا....هذا هو الزلزال....؟؟؟؟؟؟


    صرخة باسل بإسمي رنّت بأذني بحدة مزعجه ومؤلمه ومتضخمه في رأسي.....


    سحبت ايدي من يده ورفعتها لأذني في محاوله لحجب كل صوت مزعج يتردد

    .......


    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  5. #65
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    (( الجـــــزء / الــــرابـــع والعشــــرين ))




    أيها الجبل "الأخضر" . . . . . . :


    يا جبل " الكور" وجبل "شمس". . . :


    ويا جبال "ظفار" الشمّاء . . . .

    التي تتناسل في أحشائها النمور :


    أيتها الجبال العُمانية .. .. .. .. :


    توائم الأحقاب


    وقرّة عين الأزليّة


    منذ أزمان وأزمان


    ونحن نصعد إليك


    لكننا لا نصل !

    لكننا لا نصل !

    لكننا لا نصل !

    .. .. .. .. .. .. .. ..


    ( ســــيف الــــرحـــبي )




    تمتمت بضيق :


    ( ذلحين حد يترك أجواء الخريف بصلاله ، ويجي لمسقط لمقابل الحر والرطوبه..!)



    رد بنرفزة :


    ( يا كثر إزعاجك ، اسكتي خليني اركز فشغلي...)


    ثم اردف :


    ( روحي ذاكري، تعلمي، اقضي وقتك بشي يساعدك على اجتياز التوفل بدل هالإزعاج )


    رديت بتعالي :


    ( ما يحتاج ....لأني متأكده وضامنه نجاحي )


    وبعدها اضفت باعتراف:


    ( اصلاً ما يصير طول وقتي اذاكر ..راح انفجر..!!
    يكفي طول الصبح وانا مقابله الكتب والنت..)


    نزل الأوراق اللي بيده على الطاوله بضيق ورجع لجهاز اللاب توب وقال :


    ( عــليا ..تراني مو فاضي ولا رايق لك )


    وانت متى روقت هذي الأيام ...! باضطراب من هالحال السائد طلعت من الصاله...

    وتوجهت لغرفتي ....

    ..


    إلى اليوم وباسل زعلان مني .....حتى بعد مرور قرابة اسبوع ، الضيق باين في ملامحه...

    وبنظراته دايم صاد عني ، وكلامه معي قليل ........

    يعني لازم يحسسني بغلطي من خلال هالصد ...!


    غادرنا صلاله قبل عدة ايام وجينا لمسقط ...

    في جو من عدم الارتياح والمعارضه من جدتي ..واعمامي ....لكنهم علناً ابدوا تفهمهم ...



    جدتي رفضت اقتراح باسل بالسفر معنا بعد عودتها للبيت ..

    وفضلت البقاء بصحبة عمي عبدالله وخالتي ..

    اللي اعطوا انفسهم اجازه مفتوحه .. بدون أي التزام بالعمل .. الى أجل غير معلوم ..!!




    بعد استقرارنا في بيت عمي عبدالله بالخوير، بدأ باسل دوامه الرسمي من أول الصباح ويرجع آخر الظهر..

    وطوال هذي الفتره ..اقضيها بروحي..ما بين تصفح الانترنت الى قراءة أي شي تطاله يدي...!


    وبعد عودت باسل من عمله .. نادراً ما يتكلم معي الا في حال انا بديت الحوار......!


    في بعض الأوقات صدوده يقطع قلبي لشظايا ،

    لكن في اوقات أخرى احط له العذر انه بعده مجروح من كلامي...


    ليش ...هو الحريم بس اللي عندهم مشاعر ، ويتضايقون ويزعلون ...؟؟!


    كذلك اللي مصبرني الضغوطات الممارسة عليه من ادارة المستشفى .. بسبب السنوات اللي توقف خلالهن عن مزاولة عمله ....

    ما بين تعب وارهاق من الدوام يرجع المساء للبحوث..وللكتب...


    وأحياناً إذا ما له خاطر يطلع ..المسكين يضطر لطبخ العشاء لي وله....!



    تجولت في غرفتي كطقس من الطقوس اليوميه ..بدون أي هدف...!


    طلعت من الغرفة مروراً بالصاله ....


    لكن لما لمحني باسل صرخ من مكانه :


    ( ياااربي ....ما كملتي خمس دقايق من رحتي....)!



    اوووف ويش هالمزاج النحس اللي صايبه ...!


    رديت بقهر :


    ( تطمن ما جايه اجلس هنيه .....رايحه المطبخ اطبخ..!)



    قال بضحكة قهر :


    ( والله اللي يسمع كلمة اطبخ يصدق ....وآخرتها نصفى على شاهي وقهوه وحلويات جاهزه ..!)



    رديت عليه :

    ( عادي انا دوري المغرب اسوي شاهي وقهوه ..وانت دورك تسوي العشاء)



    قال بقهر :


    ( دوري ودورك...! عزالله فلحنا.....روحي روحي سوي اللي تبا تسويه وخليني اركز في شغلي)



    صديت عنه بقهر ...انا ما كلمته من الأساس ..كنت مارّه بدربي..لكن هو اللي تسبب فيني وعصب نفسه من لاشيء، ومن بعدها طردني ..!!!!!



    مزاج باسل صاير لا يطااااق......!



    سألته وانا احط صينية القهوة على سطح الطاولة :


    ( الليله بنطلع ...؟؟؟)


    قال وهو يترك اللاب توب من يده :


    ( لا...مشغول ..وتعبان ما اقدر اسوق في زحمة الصيف وفي هالحر ..)



    قلت له بتذكر وانا امد له فنجان القهوة :


    ( طيب .. في كثير من اغراض المطبخ مخلصه ...وانت قايل بنروح اليوم السوبرماركت..!)



    قال بتذكر :


    ( اوووه صحيح ...خلاص لما بروح اصلي بمر السوبرماركت ..)



    لا يمكن تفوتني فرصة الطلعه ...انا احسب واعد على هذي الفرصة وبالأخير تفلت مني ...!

    لا وألف لا ..


    قلت برفض :


    ( أنا بروح معك...بس خلاااص مليت من هالخنقة ...من لما جينا مسقط ما طلعت ..؟؟)



    رد بلامبالاه أعرف أنها تعني لا ولكن بطريقة غير مباشره :


    ( يصير خير...)



    مافي إلا حل واحد، سحبت العباية وحقيبتي وحطيتهن فالصاله عشان قبل لا يروح يصلي ، يشوفهن قدام عيونه واكسر خاطره ...ويقتنع بذهابي معه ...!


    شفته يحرك رأسه بعدم رضا...ومن بعدها ابتسم ابتسامه خفيفه...

    رفرف لها قلبي...واخيراً ، ما بغينا نشوفها ........!



    بالسوبرماركت همست له :

    ( نبا على العشاء باستا بالدجاج مع الفطر...)


    قال بهدوء :


    ( انزين اخذي مكوناتها ....)


    مكوناتها...! وانا ويش عرفني بمكوناتها...!!!


    جاوبته بتردد :


    ( ما اذكرهن ...بس بشوف من النت )


    قال بأمر :


    ( لا تطلعي جوالك قدام العالم ..ما احب هالحركات )



    بديت اتذكر مذاقها ، و قلت بتذكر :

    ( اكيد باستا اول شي ، ودجاج ومشروم واكيد جبن..وحاجه بيضاء مدري اما كريمه ولا صلصه جاهزه
    ولا ويش بالضبط...ومدري اذا شي ناقص بعد...)



    قال بقهر :

    ( وهذي من بيطبخها ان شاء الله ...؟؟؟؟ ..)


    ثم اردف :
    ( اخذي مقاديرك وخلصينا ...وسويها بروحك لما بنوصل البيت ...اما انا بآخذ لي أحلى مندي من المطعم )


    قلت باستنكار :

    ( مندي...! واحنا ويش متغدين العصر ؟؟!!! ...)



    ...

    قربنا ننتهي من تسوقنا لشراء حاجيات البيت ...من مؤونه للفطور والعشاء ...اما الغداء في الغالب يجيبه باسل وهو جاي من الدوام ..



    وقف باسل جنب الثلاجات يختار المشروبات وانا ابعد عنه بخطوات قليله واقفه جنب عربة التسوق ....



    ( دكتور باسل....ههه...ويش الحظ الحلو اللي خلانا نلتقي فيك ....)


    سرت القشعريرة بكامل جسمي...وأنا اسمع الصوت الأنثوي الناعم

    يرحب ويضحك وما باقي الا يتغزل بالدكتـــــــور باســـــل...!


    تجمدت في مكاني اراقب العرض اللي يقدمنه البنتين اللي قدامي...!


    باسل التفت لهم باستغراب في وجهه لكنه ما نطق...


    قالت الثانية اللي جنبها بنفس نوعية الصوت :


    ( آآه أكيد ما عرفتنا ...أنا حنان ...وهذي كلثم ..ممرضات ....ومعك في نفس القسم دكتور...)


    ثم اختمت حديثها بضحكه ..... لو افكر لمليون سنة ما راح احصل لها سبب...!!!!


    وتوالت أحاديثهن الغزليه:

    ( ماشاء الله عليك دكتور باسل باين عليك انك مجتهد ومخلص في عملك من اول حضورك ...)


    ولعبت صاحبتها بالكلمات حتى تصنع جمله بنفس المعنى .....


    وانا واقفه اتابع بصمت خارجي...وايدي ماسكه العربه بكل قهر...


    اما دااخلي فهو اعصار من نار ......وكلي رغبة بتفتيت هالمخلوقتين اللي قدامي...!



    نفسي افهم ويش الفايدة من الشيلات اللي يلبسنهن ...؟

    اذا كانت مقدمة الشعر والخصل الأماميه كلها ظاهره....


    اما ما تبقى من الشيلة فهو معرض للإنزلاق بين الثانيه والأخرى لأنه موضوع بآخر الرأس..!!!!


    أما الوجه.....فحدث ولا حرج من الماكياج ...وعطورهن جريييمه ...!!



    ( ساكن هنيه دكتور ...بالخوير...؟)


    لااااا ....وصلت فيهن يسألن عن مكان سكنه ...؟؟


    ويش هالوقاحه ....؟؟؟ ويش هالجراءة هذي ...؟؟



    الأمور وصلت لحد لا يمكن السكوت عنه .....!!!


    قلت من بين اسناني وانا بمكاني :



    ( ان شاء الله ساكن بجزر الواق واق انتي وهي ويش لكن فيه ......؟؟ هااه ما تخبرني عن هالعروض الرخيصه التافهه ويش المغزى منها ....)




    قالت وحده منهن بانفعال :


    ( وانتي من .......وويش لك من دخل ...؟؟)



    قلت لها وانا اقترب ..:


    ( انا زوجة الدكتور باسل....لكن انتي وهي من...؟ وبأي صفه تتمادن بالكلام مع رجل غريب عنكن)



    قالت صديقتها بدفاع :


    ( عادي احنا ما تمادينا ...لأنه تجمعنا بالدكتور باسل زمالة عمل ..فجينا نسلم بما اننا زملاء واصدقاء )




    رديت عليها باستهزاء :


    ( اووووه ويش هالتطورات اول مره اعرف انه الصداقات الافلاطونيه صارت تطبق معنا اسمحيلي ما كنت اعرف هالشي من قبل.....!!! )



    هنا استيقظ باسل من سباته...وقبل لا يشتد الموضوع اكثر ..

    قال وايده على ذراعي..... :


    ( هيا عليا .........خلينا نمشي....)



    من طلعنا من السوبرماركت الى ان وصلنا للسياره وانا في حالة جهاد مع أعصابي


    مع كل دقيقه تمر احاول أكتم غضبي ، وأهدي أعصابي .. .. ..


    ولكن من دون فــائده...!



    الغيرة أتلفت أعصابي ، وبكل دقيقه تجي يصبح حالي أسوء من سابقتها...



    بالأخير الغيرة افلتت لساني وقلت :



    ( باسل ....ليش ما تعزم حنان وكلثم..مسكينات ودهن بصداقه افلاطونيه ..!

    وعاد شكلهن حصلنك انت الشخص الوحيد اللي عاطنهن وجه في المستشفى ..

    عشان كذا ما صدقن يشوفنك بالسوبرماركت .....)



    لا رد....!!



    اردفت بقهر :


    ( بصراحه مع هذاك الماكياج وهذيك الخصل المصبوغه ....... شكلهن شي....)



    لا رد.....!!



    اضفت بضحكه قهر :


    ( عاد ما يحتاج اقولك ...انت من صدمتك فقدت القدره على النطق...اسحرنك بالأصوات الناعمه والكلام الحلو ...)



    لا رد....!



    صمته صار يجلب المرض لروحي....!



    وجهت له سؤال :


    ( وانت صدق ما تعرف اسمائهن وما تذكرهن...؟ ولا اصطناع يعني انك مسوي نفسك ثقيل)



    لا رد....!!!!!!!!



    بكل قهر ضربت بقبضة يدي بقوة في مقعد السيارة ...


    قلت له بغضب :


    ( أنا أسألك ليش ما تجاوب ...؟؟؟)


    قال ببرود :


    ( ششششش مابا اسمع ولا كلمه !)



    حارمني من أي كلمة تطمئن روحي... ...!

    بس خلاص يا باسل ...كاافي زعل ...ما اقدر اتحمل اكثر من كذا....


    رأسي بدا يثقل .....و صوت الطنين المزعج يعلى بأذني ....انفاسي بدت تتقارب

    والرجفه تنشط مع كل لحظه.....


    هديت نفسي...وحاولت آخذ نفس عميق...


    مابا أحداث الليله المشؤومه اللي طلبت فيها الطلاق تتكرر....


    انخفاض بضغط الدم....اسقطني بين يدين باسل كالميته ....

    عجز عن ايقاظي...واسرع بي الى المستشفى ....قبل لا يفتك بي انخفاض الضغط..


    ومع العلاج و المحلول المغذي رجع لي الوعي بشكل تدريجي.....


    ما زلت اذكر غضب الطبيب المناوب ..وجداله مع باسل ....وارجاعه سبب انخفاض ضغط دمي للظروف النفسية السيئة
    ..وفي الحقيقه هو ما كذب...


    ...

    وصلنا البيت ...فكيت غشوتي ...وحررت الشيله ...وبديت آخذ انفاس عميقه مهدئه ....

    مابا اسقط ...ولا ابا اروح للمستشفى...يالله تصبرني .....


    اخذت حقيبتي...ورجعت حملت كيسين بيدي..وباسل احضر الباقي وراي...



    وقفت بالقرب من طاولة المطبخ...حاولت ارفع الأكياس واحطهم فوقها. ..لكن ايديني ما طاوعوني بالارتفاع ...


    شهيق عميق....ثم زفير بواسطه الانف وراح اعدي....



    صوت ارتطام الأكياس بالأرضيه.......كان راح يلحقه صوت سقوطي...

    لو ما حمتني ايدين باسل من السقوط على الأرض بسبب تخاذل رجليني...


    بعدته عني لأني ما ازال بوعيي وان كانوا رجليني ضعاف....



    قلت له :


    ( بعـــد عني ....ابا أجلس .....)


    ما رد ..ولا ابتعد ....ايده ارتفعت لوجهي ..ونظره تركز على عيوني ..

    حتى يتأكد من زوغان عيوني المصاحب للإغماء لكني بعدت وجهي بأكمله عن قبضته..


    لما شاف عنادي ...ثنى ايديه حول جسمي و رفعني ...


    قلت له بضعف وتنفس مضطرب :

    ( باسل لا تضايقني...اتركني... ..)



    قال بهدوء :

    ( اهدي اهدي ......ما عليك باس......)



    مددني على الكنب...وجمع المخدات تحت رجليني....وراح...


    وين راح وتركني ....ناديته بجزع ......... بس ما رد


    بعد لحظات حسيت بمنشفه رطبه تستقر اعلى جبيني ...


    ( انا هنيه ...ما رحت بعيد...اهدي واخذي نفس عميق...وحاولي تسترخي..)



    قلت باضطراب :


    ( مافيني شي....)


    قال وهو ياخذ معصم يدي في يده ويتأكد من النبض:


    ( اذا لسانك يبا يكذب...عيونك ونبض وحواسك كلهن صادقات..)



    رديت بارتجاف :


    ( لا توديني المستشفى مابا اروح...ابر المحلول المغذي لما الحين مشوهات يدي..)



    رجع ايده لوجهي وتأكد من عيوني ...وبعدها مدد كفه على وجهي..وقال :


    ( لا تضايقي نفسك عشان شي ما يسوى يا عليا...

    ضغط الدم مو زين يكون مختل وانتي بعدك
    صغيره ...اذا ما تحكمتي فيه من ذلحين راح يصير ملازم لك طول العمر )


    قلت بإتهام وشفاه مرتجفه :


    ( كله منك انت......)



    قال بعد ما اخذ نفس عميق :



    ( بويش ضايقتك انا ...الممرضات اللي بالسوبرماركت اول مره اشوفهن، وان كانن يشتغلن بنفس القسم اللي انا فيه ..فهذا ما يعني شي، وكلامهن التافه حول الصداقه ما يعنيلي شي..وبروحك شفتيني ما رديت عليهن...)


    غمضت عيوني للحظات...وبعدها من دون تفكير

    سألته بشكل مفاجئ :


    ( باسل انت كرهتني....ما قدرت تسامحني على اللي قلته ...لحد اليوم بعدك متضايق مني ...انا مو قادره اتحمل هالحال ...تعبت من الضيق اللي ملازمك ... )


    نهض من جنبي وقال بجديه :


    ( الأسبوع الماضي تضمّن أحداث وجدالات وقرارات كثيره يا عليا ، وهذي كلها لا بد تترك أثرها على أي شخص بموقعي.....)


    ثم أردف :


    ( صحيح اني متضايق من كلامك ،

    لكن هذا ما يعني الكلمه القاسيه اللي استخدمتيها بحديثك .. تطمني يا عليا عمر الكراهيه ما كانت الكلمه الصحيحه اللي توصف اللي احمله لك...العكس تماماً....)


    انهى حديثه ..واتجه للمطبخ....


    مثل من يفكر بحل لغز ..كذا كانت حواسي في حالة استيقاظ ..

    ما بين تذكر كلمات باسل في البدايه .......ومن ثم تنتقل الى مرحلة تحليلها...

    ومن بعدها تحط الرحال لتستقر بين حنايا القلب...!


    عكس الكراهيه لا يمكن ان يكون الا المحبه......اسعدت قلبي حتى ولو بكلمات بسيطه..

    لأن أفعالك دائماً تثبت الكثير....لكن لا مفر من النطق يا باسل....لأن لقلوب النساء ابصار واسماع

    ما تكل و لا تهـــدأ إلا عند اسناد القول بالفعل والفعل بالقول.. .. .. !




    شكرت باسل بعد ما اخذت منه وعاء الشوربه اللي تحوي كمية مضاعفة من الملح لتعيد التوازن لضغط دمي....

    قال وهو يجلس :

    ( اوووف نسينا كتب الطبخ ...كنت ناوي آخذهن قبل لا ننتهي من تسوقنا )


    سألت وانا اعرف الجواب :


    ( لمن تاخذهن ...؟؟)


    رد بجديه :


    ( وهذا سؤال ..؟؟ لك انتي اكيد...لا يكون تبيني انا اللي اخدمك...صدق الحريم ماحد يعطيهن وجه..!)


    قلت باستياء :


    ( لا مو كذا ...لكن قدّم على عامله ..لأني ما اعرف اطبخ ..!)


    قال :


    ( وين تجلس الشغاله..الطابق اللي فوق حق ابويه ...ومستحيل اجيبها بقسمنا تضايقنا بوجودها ...)



    ثم اردف :


    ( اما انتي مصيرك راح تتعلمي الطبخ ...والكتب ما تقصر ...اما من تحملي .. يصير خير بعدها )



    لدرء التوتر والحرج قلت :


    ( باسل تقدر باكر الصباح توديني السيب...؟؟)


    رد باستغراب :


    ( السيب..؟؟؟؟ ويش يوديك للسيب...؟؟؟)


    رديت بهدوء :


    ( مفكره آخذ عامله بالأجره من مكتب ..هنيه موجود رقمهم بالجريده...واخليها تساعدني في تنظيف الشقه ..ومن بعدها احصر الأشياء المهمه ..واتخلص من الباقي...)



    واضفت بحزن :


    ( حال الشقه كان مأسآوي .....)


    سكت لفتره طويله ....وسلط نظراته لوجهي....


    ثم قال باستفسار متردد :


    ( من بعد وفاتهم ...ما قد احد دخلها ...ظلت لسنين مهجورة صحيح ...لحد هذيك الليله اللي امسيتي فيها..؟؟)


    رديت بإختصار :


    ( صحيح....)



    قال بهدوء :


    ( هروب من الأحزان...؟؟؟)


    حطيت وعاء الشوربه في الطاوله وقلت بنرفزه :


    ( ويش لزوم هالكلام ذلحين ...)


    قال بإصرار :


    ( تذكريهم ...ولا نسيتيهم ....؟؟)


    قلت بصرخه :


    ( باسل خلاص...)


    رفعت ايديني لأذني وقلت باتهام :


    (اصلاً انت ما ترتاح الا لما تشوف دموعي ....)


    واضفت بوجع وانا ابعد يده الممتده لي:


    ( بروحي تعبانه ...وانت تزيدني ..)


    سحب جسدي بأكمله له..وارخى رأسي على صدره....


    وكفه تتحرك بلطف على ظهري وقال :


    ( لا ..انا ما ارتاح لما أشوف دموعك..لكن الهروب من الواقع، والهروب من الذكريات،وهروبك من المواجهه خطأ..

    وهذي الصفه ما احب انها تكون فيك يا عليا... لازم

    تتعلمي الاعتدال لا التسرع ولا الهروب راح يزرع بداخلك الراحه النفسيه ...)



    مشاعري ما اختارتك عبث يا باسل .. .. قلبي ما خانّي لما ضمّك بين حناياه...



    وصلني صوته المتذمر :


    ( وضاع علي المندي......كله بسبب حنان وكلثم ..!)


    وانا ضاعت علي الباستا .. ما عاد لي خاطر فيها

    لحظه...لحظه ... باسل قال حنان وكلثم ..طارت عيوني ....!!

    نهضت بعنف من بين ذراعيه وقلت له من بين أسناني :


    ( وحافظ أسمائهن بــــعد ...)


    ما رد سوى بضحكه تردد دويها بأركان الصاله .....




    ....

    لليوم الثالث على التوالي نتوجه من الخوير إلى السيب ، ونقطع المسافه الطويله والمرهقه بين المنطقتين.... في رحلة ذهاب واياب يوميه .....

    فتح باسل باب الشقة ودخل ..


    ومن بعده دخلت انا والعامله اللي تساعدني في تنظيف الشقه ...وفرز محتوياتها ...من أشياء تذكاريه رؤية البعض منها جلب ذكريات حلوه لقلبي. ...



    تأكد باسل مثل كل يوم من كل جزء بالشقه حتى دورات المياه ..خوفاً من انه احد يكون بالمكان...!


    وقبل لا يطلع اعطاني جمله من التوصيات اليوميه ....

    جوالك خليه جنبك...لا تجهدي نفسك فوق طاقتك...

    اذا حسيتي بأي تعب اتصلي فيني مباشره ...

    انتبهي للعامله ولا تثقي فيها واجد...ولا تفتحي الباب لأحد..

    واخيراً طلع مثل كل يوم ...وملامح عدم الارتياح على محياه وان كان كاتمها..



    كنت بغرفتي القديمه ...منهمكه في جمع بقايا من أشيائي وذكرياتي لما كنت طفله ....

    وفجأه أيقظتني صوت طرقات باب الشقه...


    رجعت لساعتي اتأكد من الوقت باستغراب ....

    الساعه ما جات ثنتين ...وباسل بالعاده يتأخر

    ما يوصل بهالوقت....


    لما سمعت صوت فتح الباب رميت اللي بيدي ...ونهضت بفزع .....طلعت من الغرفه باتجاه الصاله

    وكلي غضب من هالمساعده اللي معي ..

    سبق ونبهتها وباسل بعد بأنها مو مخوله تفتح الباب لأي احد...

    باسل قبل لا يوصل يتصل وانا بنفسي افتح له الباب....


    وقفت بمنتصف الصاله بتجمد لما شفت مهند واقف قدام الباب....


    الرعب افقدني أي قدره على النطق والحركه ...حتى تنفسي وقف..



    ( مين انته .....روح ...آووت )


    بعد ما فتحتي له الباب صار روح آوت ....


    ( عليا وين رحتي وتركتيني ....) قالها مهند بصوت ضعيف


    صوته..شكله ...اضطرابه...عوامل غير مطمئنه...زادت الرعب في قلبي...


    حالة مهند العقليه بالسابق كانت متأرجحه.....لكنها اليوم مو مستقره ابداً بحسب هيئته العامه....



    قضت العامله على بقايا الاطمئنان من قلبي لما وجهت حديثها لي :


    ( مدام اتصل في زوج مال انته ...هذا نفر حرامي ....)


    انتفض مهند من جملتها وقال بعنف :


    ( مو تقول هذي ...مو قصدها بزوجش ...)


    ثم اردف بحده :


    ( عليا انتي تزوجتي شخص غيري)



    وقتها عرفت أن الجنون اللي ما قد اظهره مهند قدامي في السابق ... راح يظهر اليوم بأكمله ....

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  6. #66
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    (( الجــــزء الخـــامـــس والعــــشرين)) " الأخير"




    "بين الوجود والعَدم"


    خيط ضباب شفيف


    لا يكاد يُرى


    بين الحياة والموت


    بين المتعة والألم


    بين الفرح ونقيضه


    عليك أن تدفع جسدك المثْخن


    بقفزة صُنعت من هبوبِ عاصفةٍ


    إلى أغوار البحر


    وستأخذك أمواجه


    إلى ديارها الحنونة




    (( ابــــن عُمــان : ســـيف الـــرحبــي ))





    قال بتكرار :



    ( تزوجتي شخص ثاني غيري يا عليا )



    من ثم اضاف بحده :



    ( يعني انتي خاينه.....يعني انتي ما تهتمي فيني...وانتي كذابه )



    ثم صرخ بجنون :


    (انتي كذابه وخاينه يا عليا ...)



    وقال بصوت كأنه يأكد لنفسه صحة هالكلام :



    ( ايوه انتي كذابه وخاينه ..انا ما بخليش ترتاحي لأنش ما تستاهلي ..لأنش كذبتي علي)



    القيت نظره على مهند ...ملابسه غير متناسقه...شعره وهيئته غير مرتبه بالمره...ايدينه في حركه مستمره..


    مع صرخاته وكلامه وتوهمه كلها امور اكدت لي ان حالته النفسيه تدهورت بصورة اكبر من السابق...



    بشفقه وبألم فكرت ليش اهله ما يهتموا فيه..ليش مخلنّه ضايع بهالحال وهو احوج ما يكون للعلاج والمداراه...



    بلطف حاولت اهدي اعصابه واجنب نفسي الخطر :



    ( بس انا ما كذبت عليك يا مهند....انا سافرت لأهلي ...وحصلتهم قدهم عاقدين علي انا و ولد عمي)



    قال بغضب :



    ( لا تكذبي ..انا اعرفش خاينه ..واي شي راح تقوليه كذب ..واصلاً انا ما اصدقش الحين )



    لازم اواصل حديثي معه...احاول اهدي جنونه، ومن جهه ثانيه من اجل ان الوقت يمر حتى موعد وصول باسل
    واتمنى انه ما يتأخر اليوم ....



    قلت بمحاولة جذب شفقته :


    ( والله ما اكذب ..هذا اللي صار ..)


    سأل بصوت اقل حده عن سابقه :


    ( يعني انتي مو موافقه ...؟؟)


    وقبل لا افكر بجواب قال بنبره طفوليه :


    ( تعالي معي البيت وانا بنقذش منهم..وبخلي ابويه يبعدهم عنش)


    القيت نظره على مساعدتي ، كانت واقفه قدام الباب ..مستعده للهروب لو صار أي طارئ


    لكن نظراتها تقول انها ما زالت متردده ومستغربه وهي تسمع الحوار....!!


    تقدُم خطوات مهند باتجاهي ايقظت حواسي ..وجددت الاضطراب اللي هدأت وتيرته قبل لحظات ...


    تلقائياً رجعت للورى ...بخوف وخطوات متردده...


    لما طال صمتي بالنسبه لمهند .. قال بإختبار وهو يتقدم نحوي :


    ( اذا صادقه تعالي معي ...بناخذ تاكسي ..وبنروح بيت اهلي بالعامرات ..)


    دقات قلبي بدت تتسارع قلت بارتجاف :


    ( طيب ابروح معك بس انتظر شوي ..ذلحين انا مشغوله )



    قال بصراخ :


    ( تحسبيني مجنون .....انا مو مجنون ...تسمعيني انا مو مجنون ...تبين زوجش اللي وصلش يرجع وياخذش معه ..انا شفته امس لما جا اخذش ....وانا فاهمش الحين تبين تخدعيني من جديد..ما يكفي اللي سويتيه )



    عند هاللحظه ومع هالصراخ الحاد اللي يشق سكون المكان لقوته وحدته ...العامله اطلقت رجلينها للريح وهربت .......


    مهند اسرع بخطواته لجهتي ...


    قلت بصراخ :


    ( مهند لا تقرب...مهند لا....)


    صرختي قطعت كلامي لما شفته ناوي يقترب اكثر ....


    رجعت خطوة للوراء ومن بعدها التفت رجليني وبديت اركض نحو غرفتي اللي كنت قبل دقايق جالسه بمأمن فيها ...


    اسرعت بإتجاهها ...دخلت وسحبت الباب واغلقته بعنف وبقوه وانا اعد كل ثانيه ...خوفاً من وصول يد مهند للباب..


    لحسن الحظ ان الباب مزود بمزلاج لقفله ...لأن المفاتيح كلها كانت في الصاله ......


    بيدي المرتجفه احكمت اغلاق المزلاج ..واستمعت لضربات مهند بعد ثواني قليله فقط من قفلي للباب...



    قبل لا استرد هدوئي..واخفف من وتيرة تنفسي العالي ..

    لجأت لجوالي اللي كان جنبي تماشياً مع توصيات باسل...


    بأصابعي المرتجفه ضغطت على شاشة الجوال في بحث عن رقم باسل ..وما ان وصلت اصابعي لرقمه ..حتى اجريت اتصال له....



    اول ما رفعت الجوال لأذني وصلني صوت باسل ..


    مثل من كان حاس بالخطر سأل قبل حتى لا يسلم :


    ( عليا ..خير ..صاير شي...؟؟)


    بصوت مرتجف رديت عليه :


    ( باسل...مهند هنيه...مهند بالشقه ..وهو مجنون ..هي فتحت له الباب قبل لا اقول لها ..وذلحين راحت وتركتني ...)



    كنت في ردي له اقاوم الارتجافه اللي تحاول تشل لساني عن النطق..

    وفي ذات الوقت كنت ابا اوصل اكبر قدر من المعلومات لباسل ....

    لكني حسيت بالعجز لما قال باسل بحده :


    ( من مهند ومن اللي راح ...ويش تقولي انتي ..)


    رديت عليه بصراخ يماثل صراخه :


    ( باسل تـــعال ذلــحين )


    وفصلت المكالمه..ما اقدر انطق اكثر من كذا، ضربات مهند وركلاته على الباب ما وقفت وصراخه وجنونه ما قد توقف لدقيقه...


    جلست بجانب بوكسات الاغراض، والجزع ملازمني....


    لكن أعصابي المنفعله حرضت هرمون الأدرينالين على افرازه في دمي...حتى بث استجابه شامله بحواسي ..وخلاني متيقظه اكثر....



    ....

    بعد فتره سمعت اصوات عاليه لضربات ..تلاها صراخ مهند ....

    لكن صوت التهديد والوعيد اللي ينطق به باسل كان اقوى.........

    لاااااا تو الأمور تتضح لي..


    نهضت من مكاني ..توجهت للباب وفتحت المزلاج بحركه سريعه ....


    باسل راح يضرب مهند .. راح يذبحه ...باسل ما يعرف ان مهند مريض نفسي...


    وقفت قدام باب الغرفة وانا اشوف مهند ملقي على الأرض وباسل بكل عنف يوجه له ضربات..


    اقتربت اكثر وصرخت في باسل :


    ( باسل اتركه ..اتركه ..راح تذبحه ...حرام عليك ..تراه مو بعقله ..)


    لكنه حتى ما التفت لجهتي ..وواصل هجومه على مهند ...


    راح يذبحه ..وكل الأمور ما راح تكون في صالح باسل...


    لأن مهند عنده عذره وهو انه مريض نفسي...

    وبالأخير باسل راح يتلبس قضيه في غنى عنها وبسببي انا ...



    اقتربت منه ناديته ..لكنه ما استجاب لي ...ايديني امتدت لكتفه ..حتى يحس فيني

    بديت اسحب ذراعه ...وفي لحظه التقت عيوني بالعيون الناريه المتقده صرخ :


    ( روحي داخل بســـــرعه )



    قلت له بصراخ :


    ( اتركه من يدك ...انت تبا تذبحه ..تراه مجنون مو صاحي ..مريض نفسي ..مرفوع عنه القلم

    افهمني ..لو يصير له شي انت راح تكون الغلطان ...)



    اضفت بصراخ :

    ( مهند كان هو واهله ساكنين جنب بيتنا السابق بالعامرات ..)


    اكملت بإنهاك :


    ( حرام لا تضربه اكثر ...لأنه مو بوعيه ...)


    .....



    بعد ظهر طويل...ومناقشات طويلة ما بين رجال الأمن وباسل ووالد مهند ..


    انتهت الأمور بمصالحه ..قبل لا توصل للإدعاء العام وتصير قضيه ....


    والمضحك في الموضوع ان باسل بعد ما ضرب مهند المسكين يرجع يتأكد من جروح مهند ويتفحصها خوفً من وجود كسور..


    وبالأخير وصّى والد مهند بالاهتمام بالجروح والضربات ووصف له العلاج المناسب من الصيدليه..


    واكيد اعطاه محاضرة عن ضرورة الاهتمام بصحة ولدهم النفسية ، وضرورة اخذه للعلاج..وما خلت النصيحه من بعض التهديدات ..!



    على نهاية العصر القيت نظرة وداع أخيره على الشقه ....قراري الأخير حسسني بالراحه


    وهو اني ابيع الشقه المسجله بإسمي ..واستغل المبلغ في صدقه جاريه عن اهلي ..لأني ما عدت بحاجه للتواجد فيها من جديد...



    ...



    رجعت رأسي على مقعد السياره...وتنفست بعمق ، الأمان بعد الصدام هذا حالي.....!



    قرائتي لأذكاري..وتحصّني بالمعوذات وآية الكرسي هذا الصباح أمور رافقتها في سرائي

    ورافقتني في الضراء....


    لو حياتنا كلها كانت كذا بهذي الصورة ...نصدق الله في توكلنا واستعانتنا به...


    نصبر في الشدائد ..وفي داخلنا متيقنين بأن الله معنا ..ومآلنا الى خير..لأصبحنا بألف خير...


    ( بويش سرحانه ...؟؟؟)


    وصلني سؤال باسل المستغرب لصمتي ...


    جاوبته بهدوء :


    ( في اللي احبه ..!!)



    ضحكت بداخلي وانا اشوف ابتسامته بعرض وجهه وهو يقول :


    ( اوووه هذا غزل..شكراًً....)


    قلت له بضحكه :


    ( بس انا ما اقصدك انت ..على ويش تشكرني ..؟؟!)



    نظراته اتركت الطريق والتفت لي وقال بغضب :


    ( اذا ما تقصديني انا ... من تقصدي غيري يعني ..؟)



    جاوبته بصدق :



    ( باللي احبه اكثر منك ...ربي...!)


    هز رأسه ..وقال بابتسامه :


    ( انا اشهد انك لعبتي بأعصابي يا عليا ..)


    قلت له بتأكد :


    ( من شدة توغلي فيها ..؟؟؟)


    ريح قلبي لما قال بصدق :


    ( لا تسألي السؤال وانتي ضامنه الإجابه ..)





    بعد ما عدينا مسافات سألته باستغراب ..وانا اشوفه يسلك طريق مختلف عن طريق البيت :


    ( هذا مو طريق البيت ..؟؟؟ وين بنروح ..)


    رفع حاجبه وقال :


    ( مكان تحبيه ...لكن غريبه انك مو ذاكره الطريق...!!)


    حاولت اتذكر هذا الطريق......لوين يوصل.....مكان انا احبه..!!


    بابتسامه كامله صرخت بفرحه :


    ( شاطئ العذيبه ..)


    رد بابتسامه :


    ( زين انك تذكرتي ..حسبالي فقدتي ذاكرتك ..)




    رديت بلؤم :


    ( هو بصراحه ..بسببك انت كل شي جايز يصير ..!)


    انتظرت صرخة غضبه ..لكن ماشي...!!


    تفحصته بنظراتي المستغربه .....حصلته يبتسم وكأني قايله فيه معلقه من المديح..!!





    .....

    باسل كان ينزل غدانا المتأخر من السياره...نزلت باتجاه الشاطئ وقابلتني الرياح اللطيفه بشوق....تنفست بعمق من الهواء البحري النقي...



    رفعت رأسي لجهة الغرب...منظر الشمس وهي تغرب فائق الجمال.. ..



    حسيت بحركه جنبي ..والتفت لباسل الواقف ونظراته متجه لنفس منظر الغروب..


    سألت بهدوء :


    ( منظر خيالي صح...؟!!)


    حرك رأسه بإيجاب ....



    تميل الشمسُ تدريجياً ،

    حتى تختفي خلف الغابة،

    تستلُ أشعتها الصفراء،

    من جذوع الأشجار المتعانقة ،

    ومن الأوراق والجذور،

    لتترك سلالة الليل وأطفاله ،

    تحتل الأمكنة والحيوات...

    تأخذ زادها من ذكريات النهار


    وتسافر في غروبها الأزلي...

    (ســيف الرحــبي)






    .........




    صحت باضطراب :


    ( خااااالتي ..الحقي علي ..)


    جات وملامحها مرعوبه :


    ( ويش صار...؟؟ )


    قلت لها برعب :



    ( شوفي الماكياج ..قلت لك من البدايه ما يناسبني هالنوع .. )



    ثم اردفت بنبرة مشابهه للبكاء :


    ( شكلي صاير شبح مو عروسه ..والله ان باسل يتمسخر علي )




    خالتي امسكت ضحكتها وقالت :



    ( مو مهم باسل ..اهم شي تكوني مواكبة للموضه بعيون الحريم )



    قلت لها بقهر :



    ( لا والله ...انتي ما تعرفي باسل ...لو شافني حاطه ماكياج بلون قوي شوي قال ويش هالرعب،
    لو يشوفني الليله ويش راح يقول ..!!)



    خالتي اطلقت ضحكتها ..ثم قالت :


    ( ما راح يقول شي..كل عروسه بعيون عريسها احلى شي ..)



    قلت بتهديد :


    ( هالخبيرة لا حد يناديها في المصابحه ( الصباحيه ) بروحي بحط ماكياجي ، يكفي هاللعب اللي لعبته في وجهي الليله ...)



    قالت بابتسامه :


    ( اللي تبيه بيصير .....يالله مزون وبنات عمك كل العرايس جاهزين ينتظروك انتي حتى تبدأ الزفه ...)



    اخذت نفس عميق ...رائحة الماكياج سببت لي غثيان..

    وآخر شي ابيه يصير هو اني اقضي ليلة عرسي استفرغ...

    يكفي غثيان الصباح اللي ما يفارقني ..!!



    القيت نظره على نفسي قدام الجامه ، قلبت وجهي يمين شمال ..

    يمكن تبان شوي من ملامحي المغطاه تحت اطنان الماكياج ...

    لكن ماشي فايده ..!



    بالقاعه العائليه للأفراح انضميت لبقية العرايس ...
    بنات عمي احمد كانوا هاديين..


    اما مزون البسمه شاقه وجهها ...!


    عمتي هاجر المسكينه تعبت وهي كل شوي تجي وتقول لها :



    ( مزون ارجوك لا تفضحينا قدام العالم ..حسسيني انك مستحيه ..لو ما تقدري اصطنعي..!)


    ردت عليها بضحكه :


    ( لا والله ليش اخفي فرحتي ...بعدين يا امي خلااص الشؤون التربويه يعطونك اعفاء عن مهامك لأني قدني صرت عروسه ..وانتو مو مسؤولين عني خلاص..)



    عمتي هزت رأسها بيأس ورددت :


    ( الله يعينه ..الله يقويه ..الله يصبره )


    سألتها مزون باستغراب :


    ( منهو يا امي هذا اللي الله يصبره ويقويه ويعينه )


    ردت عليها بقهر :


    ( عزام من غيره ...المسكين ..الله يعينه على ما ابتلاه )



    ردت عليها مزون بضحكه:



    ( عادي عادي ..مقبوله يا امي..ترى من اليوم صرنا صاحبات لأن كلنا متزوجات يعني نشترك بنقطه عشان نبني صداقتنا عليها... )


    ضربتها هنادي بكوعها :


    ( ويش دخل يا غبيه ...هذي امك ..)


    ردت عليها بتعالي :

    ( انتي ويش يدريك ..نسيتي ويش يقولوا بالمركز ..أمك لو صارت عجوز لازم تصاحبيها )



    شهقت عمتي هاجر وقالت :


    ( ذلحين أنا عجوز ..صدق انك ما تستحي ..)


    قربت وحده من الحريم تبارك قالت مزون بتدارك للوضع:


    ( الله يبارك فيك يا امي الله يبارك فيك ...)


    ثم اردفت بضحكه قدام الحرمه :



    ( هذي الوالده المسكينه من فرحتها بي ..تدور دورتين وترجع تبارك لي..!!)



    كان من بين الحضور زوجة عمي محمد وزوجات عيالهم ..واختها ..الكل كان حاضر حتى بدريه..


    حضورها فاجئني...لكنها سلمت علي بصورة طبيعيه جداً ..وباركت لي متمنيه لي حياة سعيده..


    ...


    بالأخير بعد انتهاء مراسيم الزفاف...اتجهنا للبيت انا و باسل ...وجدتي كانت بصحبة عمي عبدالله وخالتي...


    اتجهنا لجناحنا المستقل بالطابق الثالث بعد ما تم تجديد أثاثه وديكوره بالكامل...


    خلعت عبايتي وشيلتي بتعب وارهاق من هاليوم الطويل والموتر...


    صعقتني صرخة باسل :


    ( بسم الله الرحمن الرحيم ...من انتي ...)


    كنت ما بين حالتين اما اني اضحك بشكل غير مسيطر عليه ..ولا اعصب من موقفه في ليلة زفافنا..!


    كتمت ضحكتي ووقفت في مكاني وايديني بخصري ووجهت له نظرات حاده..


    عدّل موقفه بكلام أسوء من صرخته :


    ( الحين الحريم شافنك وانتي بهالشكل ..!!!)


    ثم اردف :


    ( يعني مو لشي...لكن حرمة باسل يعني....)


    قبل لا يزيد قلت له من بين اسناني :


    ( هذا اجمل غزل ممكن تسمعه أي عروسه بليلة زفافها ..!)



    طنّش وقال بتعجب :


    ( متأكده ان هذا اللي بوجهك ماكياج ..؟؟ ويروح عادي ..ولا راح يبقى لأيام..!)



    انتفخت شراييني بغضب من استهزاءه

    تركته هو وسؤاله بلا رد..


    توجهت للدرج ..وسحبت ملابسي ....


    قال بتدارك :


    ( اوووه زعلت عروستي بليلة العرس ...ويش يراضيها علينا ذلحين )



    قلت له بتمتمه :


    ( عرووس اللي يسمع يصدق...! )


    ثم اردفت بتذكر وقلت له من بين اسناني :



    ( احنا مو متفقين نكتم سالفة الحمل لحد ما ينتهي العرس ....؟؟!)


    رد:


    ( ايوه صحيح ...)


    قلت له بقهر :


    ( وخالتي بالله كيف عرفت...لما بغيت اتعثر بسبب الفستان صرخت وقالت لي انتبهي لعمرك انتي حامل ...؟؟)


    قال بتمثيل بريء:


    ( انا ما خبرت حد إلا أبويه و أمي غاليه !)


    قلت بغضب :


    ( احنا مو متفقين اني انا اللي اخبر جدتي ويش هالخيانه )



    ثم اردفت بتهديد:

    ( بنشوف من اللي يخبرك بشي مره ثانيه )


    قال بضحكه :


    ( اما هذي عجيبة تبا تخبي حملك على دكتور )


    رديت عليه :

    ( دكتور على الفاضي..لو فيك خير عطيتني حل لتعب الحمل والغثيان ..)


    ضحك ثم قال :


    ( انا وعيالي مالنا حل كلنا متعبين ..مالك إلا الصبر يا عليا..)










    النهـــــــــايــة.

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  7. #67
    قصة رائعة أعجبت فيها كثيرا وصرت أقرأها عدة مرات
    يعطيك العافية

  8. #68
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى النسيم2 مشاهدة المشاركة
    قصة رائعة أعجبت فيها كثيرا وصرت أقرأها عدة مرات
    يعطيك العافية

    تسلمين مرورج الاروع يالغلا ربي يعطيج العافيه

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  9. #69
    عضو خاص الصورة الرمزية روح الحلا1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    قلوب أحبتي
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    4,507
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    تسلمين نوارة
    ربي يعطيك العافية..
    جنتــي جنتك الفــردوس

  10. #70
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الحلا1 مشاهدة المشاركة
    تسلمين نوارة
    ربي يعطيك العافية..


    ربي يسلمج يالغلا ومشكوره ع المرور

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


صفحة 7 من 8 الأولىالأولى ... 5678 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م