(سراب)
أنا اللي بعت نـزفي للمسا واجـتاحني غيَّه
وحـاصرني السـواد أشياء ملّت تنزف أسبابي
وأنا وجهي عَصَف كلّ الشوارع روحهْ وجيَّه
رفض صمت السكوت اللي يريق الملح باهدابي
كثر ما تشـحّ بي نفسي.. وينثرني الصبح فيَّه
كثر ما يمضّني برد الشتات ولو ضحك نابي
وكلما عاث بي عصف الظما مات الحكي بيَّه
على جمر الشفاه.. وغصّ ذنب الريح بـكتابي
أبي أتساقط بكل الفصول.. وأصـدق النيَّه
مناتي أغـتصب كل الـيباس بـشفِّة تـرابي
يبعثـرني السراب بـدنيتي واجـاذب الفيَّه
عـطش عـيَّت تجـاعيده تهيم بـعتمة ثيابي
تخـطني السنين.. وذاب شمـع الوقت بيديَّه
وأنـا في ذاكـرة هـالرملْ طفلٍ أطعن حرابي
زمٍن كسَّـر محطاته.. ضمير الطين.. والضيَّه
طـعن آخر دفاي.. وساقته أقـدامه لـ بابي
وأنا رغم السراب بداخلي.. رغم الطرق ذيٍَّه
أبـبخس هـالعمر لحـظه تدقّ طبول أحبابي
* * * * *
شعر: علي حميد العلوي