https://up.h2adi.com/do.php?imgf=171586452030431.jpeg

قائمة المستخدمين المشار إليهم

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: عمان في موازين الخليج!

  1. #1
    عضو ماسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    3,673
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    عمان في موازين الخليج!

    قد يكون أقرب توصيف لها أنها سويسرا العرب، بلاد تعودت العيش في الظل من دون صخب، ولذلك لا يعرف عنها الكثيرون إلا القليل، إنها سلطنة عمان التي احتمت بالحياد وأجادته منذ عقود.


    بدأت شخصية سلطنة عمان المميزة تتشكل منذ أن تولى السلطان قابوس بن سعيد الحكم عام 1970. اختلفت عن شقيقاتها ليس فقط في تسميتها الفريدة، ولا بتاريخها البحري العريق وامتداداتها التي تواصلت لقرون في جزر الساحل الإفريقي الشرقي وخاصة في زنجبار، التي كانت لفترة من الوقت عاصمة للسلطنة، بل وأيضا في الإمساك بالعصا من المنتصف، وهو نهج نجحت مسقط في ترسيخه وفرضه.

    واحتفظت عُمان على مر العقود بالوقوف على مسافة واحدة من جيرانها. وحاولت بإصرار أن تحتفظ بـ"شعرة معاوية" مع الجميع، وأن لا يكون لها أعداء، وتعودت أن تتخذ مواقفها بناء على حساباتها الخاصة، ولم يكن ذلك هينا في منطقة شهدت ولا تزال استقطابات حادة وتقلبات عنيفة وحروب مدمرة. وقد سارت بين الألغام في هذا الطريق المنفرد على الرغم من أنها عضو مؤسس في مجلس التعاون الخليجي.

    سلطنة عُمان كانت ارتبطت بعلاقات وثيقة مع إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، واستعانت بها في إخماد التمرد في ظفار، فيما سعت آنذاك دول عربية راديكالية إلى دعم "ثوار ظفار" ضد ما يصفونه بـ"النظام الرجعي المرتبط بالاستعمار البريطاني". ذلك التمرد تمكنت مسقط من القضاء عليه نهائيا عام 1975.

    ولم تثر سياسات مسقط غضب الدول العربية "الثورية" فحسب، بل وامتعاض الدول المحافظة، لاسيما جاراتها في العديد من المناسبات الكبرى، فهي لاحقا لم تعاد نظام الخميني، وأقامت علاقات وثيقة مع طهران، احتفظت بمتانتها على الرغم من الأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة.

    تجلى ذلك أثناء الحرب العراقية الإيرانية، التي اتخذت السلطنة خلالها موقفا مناقضا لجاراتها اللاتي وقفن خلف العراق في تلك الحرب المدمرة التي تواصلت نحو 8 سنوات، ولم تكن "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن استثناء إذ وقفت عُمان جانبا، وهي لم تكن من الدول الخليجية التي سحبت سفراءها من الدوحة في أوج الأزمة مع قطر في مارس عام 2014.

    كما أن مسقط، وإن نأت عن أن تكون طرفا في صراعات المنطقة، حاولت في الوقت نفسه أن تكون وسيطا في العديد من القضايا البينية والأخرى بين دول الخليج وإيران.

    ويبدو أن دول الخليج صارت تتعامل مع نهج عمان بتسامح أكبر، وذلك نتيجة للفوائد المحسوسة من لعبها دور الوسيط وخاصة مع إيران. هذا الدور استفادت منه حتى الولايات المتحدة إذ نجحت مسقط في تحرير ثلاثة أمريكيين اعتقلوا في إيران عام 2011 لدخولهم البلاد بطريقة غير شرعية، وفعلت نفس الشيء مع أمريكيين وسعوديين ومن جنسيات أخرى كانوا معتقلين في صنعاء في أكثر من مناسبة.

    وذهبت مسقط عام 2013 بعيدا في سياستها المستقلة التي يمكن وصفها بأنها تسير في الغالب ضد التيار، وتجلى ذلك في توقيعها اتفاقية دفاع مشترك مع إيران، وهي بهذه الخطوة تبدو كما لو أنها وازنت مواثيقها الدفاعية مع شركائها في مجلس التعاون بأخرى مع الشط المقابل.

    وزادت على ذلك بإجراء تدريبات بحرية مشتركة مع إيران في مضيق هرمز في مناسبتين عامي 2013 – 2015، ما يشير إلى أن مسقط لا تخفي أنها ترى في طهران حليفا عسكريا وشريكا اقتصاديا بغض النظر عن موقف شركائها في مجلس التعاون الخليجي.

    بطبيعة الحال، يمكن لأي كان أن يصف سلطنة عمان بما يشاء مدحا أو ذما، بحسب منطلقاته وتوجهاته وانتماءاته أو أي دوافع أخرى، لكن من المهم الالتفات إلى أن السلطنة دولة مسالمة تسعى بأسلوب خاص إلى الحفاظ على مصالحها، ودورها في إمساك العصا من المنتصف له الكثير من الإيجابيات والفوائد على البلاد وجيرانها، فهي منطقة قريبة محايدة يمكن من خلالها إيجاد مخرج تفاوضي وحل إشكاليات معقدة في أصعب الأوقات، وهي مناسبات غير قليلة في المنطقة.

    لقد مرت الكثير من المياه تحت الجسر، ولم تعد لغة الأمس صالحة لليوم، ويسري ذلك أيضا على تصنيفات سياسية تقليدية شائعة عن الأنظمة في المنطقة، وهي لا تعدو من حيث الجوهر عن كونها أحكاما قطعية ترتبط بمواقف أيديولوجية جامدة أو عاطفية متقدة.

    ومن المناسب لتوضيح هذه الفكرة سرد الواقعة التالية، كان الزعيم الليبي معمر القذافي يعادي بعنف سياسات سلطنة عمان "الرجعية"، وكان يطلق على عُمان اسما غير لائق، ويدعو سلطانها بـ"كابوس"، لكن حين قتل القذافي عام 2011، وطويت صفحته ونظامه نهائيا، استضافت مسقط أسرته ومنحتها ملجأ آمنا، من دون أن يكون لها أي مصلحة آنية أو طويلة الأجل.

    وهكذا استفاد الجميع من عُمان ومن نهجها الخاص، بما في ذلك أعداء الأمس، أولئك الذين رحلوا عن الدنيا ولم يكونوا ينتظرون أي خير، عام أو خاص، من دولة في الظل تسير بمفردها بحسابات ذاتية وبعقل بارد وبمنطق خال من العواطف الجامحة.
    https://arabic.rt.com/news/834283-%D...9%D8%B1%D8%A8/
    اتق الأحمق أن تصحبه إنما الأحمق كالثوب الخلق كلما رقعت منه جانبا صفقته الريح وهنا فانخرق

    •   Alt 

       

  2. #2
    عضو نشيط الصورة الرمزية BLUEBIRD1978
    تاريخ التسجيل
    May 2016
    الدولة
    أرض الغبيراء
    المشاركات
    894
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    نتمنى من الاشقاء والاصدقاء جميعا ان يقتدوا بنهج السلطنة المعتدل والمحايد
    وان يتعلموا فنون السياسة من الحكمة القابوسية
    حفظ الله عمان وقائدها وشعبها
    وادام الله نعمة الامن علينا وعلى العالم بأسره
    من أقوال سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة: " ﻻ مستقبل في العالم إﻻ للإسلام السمح الوسط وإن طال الزمان وتمادى الطغيان" المصدر كتاب اﻹستبداد مظاهره ومواجهته.

  3. #3
    عضو ماسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    3,673
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BLUEBIRD1978 مشاهدة المشاركة
    نتمنى من الاشقاء والاصدقاء جميعا ان يقتدوا بنهج السلطنة المعتدل والمحايد
    وان يتعلموا فنون السياسة من الحكمة القابوسية
    حفظ الله عمان وقائدها وشعبها
    وادام الله نعمة الامن علينا وعلى العالم بأسره
    و نار لو نفخت بها أضاءت ... ولكن انت تنفخ في رماد
    لقد اسمعت لو ناديت حيّا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
    اتق الأحمق أن تصحبه إنما الأحمق كالثوب الخلق كلما رقعت منه جانبا صفقته الريح وهنا فانخرق

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م