تصدى فلسطينيون أمس للإرهابي الصهيوني باروخ مارزيل الذي اقتحم برفقة مجموعة من المستوطنين مدينة الخليل، في وقت أحرق المستوطنون مسجداً في بلدة قريبة من مدينة بيت لحم جنوب الضفة.
ووقعت صدامات بين أهالي الخليل والمستوطنين الذين تدخلت قوات الاحتلال إلى جانبهم، ما أدى إلى إصابة عدد من الشبان الفلسطينيين. وقالت مصادر عبرية إن مارزيل لم يتعرض للضرب كما أشيع ولكنه تعرض للشتائم من عدد من الفلسطينيين أثناء قيامه بجولة عدائية في المدينة.
يشار إلى أن أمس صادف الذكرى الـ21 للمذبحة التي أقدم على ارتكابها الإرهابي باروخ غولدشتاين في الحرم الإبراهيمي الشريف في العام 1994، وسقط فيها 29 شهيداً من المصلين الفلسطينيين أثناء صلاة الفجر في رمضان.
ويأتي اقتحام الإرهابي باروخ مارزيل لمدينة الخليل والتجول بين الفلسطينيين كإجراء استفزازي للفلسطينيين في هذه الذكرى، خاصة أنه ممن أيدوا إقامة نصب تذكاري للإرهابي غولدشتاين منفذ المجزرة. في الأثناء، ذكرت مصادر فلسطينية أن مستوطنين أضرموا فجر أمس النيران في مسجد الهدى في قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن رئيس المجلس القروي للجبعة نعمان حمدان القول إن «مستوطنين قاموا قرابة الرابعة فجراً بإشعال النيران في مسجد الهدى، حيث أتت على جزء منه قبل تدخل مجموعة من العمال كانوا يهمون بالتوجه لمكان عملهم، حيث تم إخماد الحريق الذي ألحق أضرارا بجزء من الأثاث وبواجهات المسجد الداخلية». وأشار حمدان إلى أن القرية تعرضت في الآونة الأخيرة إلى مضايقات جمة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.
حرق وشعارات
وقال شهود عيان إن المصلين تفاجأوا عند توجههم لأداء صلاة الفجر باندلاع النيران في المسجد، وخط شعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين وتدعو للانتقام منهم وقتلهم. وأضاف الشهود ان المصلين تمكنوا من السيطرة على الحريق قبل أن يلتهم جميع أجزاء المسجد.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية جريمة إحراق مسجد الهدى وكتابة شعارات عنصرية، وحملت في بيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الهجمة العنصرية، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وقالت وزارة الخارجية إن «جريمة إحراق المسجد تأتي في سياق هجمة من اليهود المتطرفين والعنصريين تستهدف المساجد ودور العبادة الإسلامية والمسيحية في محاولة إسرائيلية رسمية مدروسة لإثارة النعرات الطائفية». واعتبرت أن هذه الممارسات «تستهدف تكريس مفهوم الحرب الدينية في فلسطين، بهدف إخفاء الطابع الاحتلالي الاستعماري لوجود الاحتلال في فلسطين».
منسوب التطرف
ورأت أن استمرار الانتهاكات بحق المقدسات «يأتي تعبيراً عن ارتفاع مستوى التطرف العنيف في المجتمع الإسرائيلي الذي يسعى جاهداً للاستنجاد بتطرف مماثل ومقابل لإعطاء شرعية لوجوده وتبرير مفاهيمه وأساليب عمله وأهدافه».
وحملت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه «الهجمة العنصرية والفاشية»، مطالبة بتحرك دولي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني كمقدمة لا بد منها لمنحه الحق في تقرير المصير.
من جهتها، اعتبرت حركة «حماس» أن جريمة إحراق المسجد «تمثل صورة من صور الإرهاب الإسرائيلي الذي تمارسه حكومة إسرائيل وعصابات المستوطنين». ودعت الحركة إلى «حراك عربي وإسلامي في مواجهة الاستهداف الإسرائيلي لدور العبادة في فلسطين».
وندد قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش في بيان له بالجريمة محملاً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عنها.
وقال إن «استمرار هذه السياسة العنصرية ضد مساجد فلسطين وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك هو أمر خطير سيؤدي إلى انتقال الصراع بشكل متدحرج وخطير إلى حرب دينية لا يمكن السيطرة عليها أو التكهن بنتائجها».
ودعا الهباش جميع المؤسسات الدولية المعنية بالسلام وبحقوق الإنسان، أن «تعمل على رصد ومتابعة جرائم المستوطنين ضد المقدسات الإسلامية وأن تمنع استمرار حدوثها». وشهدت الضفة الغربية في عدة مناسبات حوادث حرق لمساجد وحقول زراعية ومنازل وكتابة شعارات عنصرية على جدرانها.
ماراثون تهويدي
تعتزم وزارة السياحة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس تنظيم «ماراثون القدس» التهويدي في 13 مارس المقبل، بمشاركة 25 ألف متسابق إسرائيلي و2200 شخص من عدة دول أجنبية. وأطلق رئيس بلدية الاحتلال نير بركات حملة دعا فيها الى أوسع مشاركة في الماراثون وإنجاحه.
وتعمل وزارة السياحة الإسرائيلية على مشاركة 60 طاقماً إعلامياً عالمياً لتغطية أحداث الماراثون الذي يمر في عدة مسارات أغلبها قرب معالم إسلامية عربية تاريخية بالبلدة القديمة، وخاصة منطقة «ماميلا»، أسوار القدس القديمة، وباب العمود ومسارات أخرى. القدس المحتلة - صفا
رد مع اقتباس
،
