لا شيء من الحقيقةِ .
أيّها العابرونَ :
هذا ليلٌ
هذهِ شُرفتي
لا تُطلُّ عليكم .
نسيرُ يا من تمرُونَ أمامي
وأعبرُ إلى قلبي ،
/
لو تعكسُ المرآةُ نفسها
-هكذا تكون مرآةً -،
أو تعكسُ لا أحد .
نحنُ امتدادٌ لصوتِ الرّيحِ
لشجرةٍ تركت غابةً حتى تسيرَ في صفوفنا وحين نحترق ؛ تقُول : الحُبّ ..الحُب .
أُريدُ أن أصل، فالموتُ لن ينسَ يومًا أنَ الطريقَ إلى الحقيقةِ مليءٌ ، الطريق إلى الحقيقةِ بقاءٌ .
الجهاتُ أمامي هكذا قررتُ ألَّا ألتفت .
مرّت فراشةٌ ، مرّ أبي
- هل مرّ في ديارنا موتٌ أو حياة ؟
- الحياةُ لا تمُرّ ، تنظر إلينا من شُرفتي
لكن، نحنُ نمُرّ .
/
الموتُ يتسكعُ في الخارج
لذا، لا يعُودُ جدّي الذي ذهبَ ليبحثَ عن الله ذات صباح .
قُل لي يا الله: هل وجدك جدي ؟ أم أنه لا يزالَ يبحثُ عنك في العالمِ الآخرِ .
فكرتُ ثم فكرت
ثم توقفتُ عند صورةٍ دُون حائطٍ قبيح
هذا هو جدي .
ناديتُ يا قريتنا، قُلتُ : قريتنا
ولم أجد من جواب، المباني لا تُجيب، بحثتُ
عن أصغرِ شجرةٍ قُرب منزلنا.
قُلتُ شجرة
فرأيتُ كُرسيًا وفأسًا
وبكيت ..
ثم.... ذهبت .
أنا لا أُريدُ هذه الأرضَ
لو أنتعلُ ضوءًا وأعبرَ السماء
قُلتُ، فصارت كل أفكاري كحطامِ الزجاج !
غادرني الضوءَ وبقيتُ فكرةً مُظلمةً ..
-لكن لا تبحث عن سماء- .
نظرتُ إلى أُمّي لأرتُب ملامحي، أريد أن أكتبَ شعرًا أرسله إلى هناك
لا أعلم أين..
-لكن هناك-
/
مُذ قررتُ ذلك وصوتي يُغادرني،
صوتي صارَ سحابًا، ثم مطرًا ثم ... انتظرتُ أن يهطلَ المطر
قالوا : هذه مدينةٌ كبيرةٌ لا يكفيها المطر
صليتُ لصوتي ؛
هطلَ المطر
غنّى عصفورٌ قُربَ شُرفتي، ثم غادر .
الشُرفةُ، المارّةُ،
أبي/ صورة جدي
السماءُ والأرض والضوء
الفوضى !
قُلت الحقيقة
قال الصدى:
الشُرفةُ،
المارّةُ،
أبي/
صورة جدي
السماء
والأرض
والضوء
الفوضى !
قُلتُ الحقيقة
سمعتُ قلبي يقول : لا شيء
ثم بكيت وقُلت : لا شيء ..!
رد مع اقتباس
♡
