🌹❤ *فأثابكم غما بغم*❤🌹
🌱محمد بن سعيد المسقري🌱
🌹 لما خالف الرماة من الصحابة أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – في غزوة أحد , ونزلوا عن الجبل حين ظنوا نهاية المعركة هارعين إلى الغنائم ؛ فوّت الله عنهم الغنائم والتف عليهم خالد بن الوليد فكانت لهم هزيمة وحدث اضطراب كبير وأشيع أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد قتل؛ مصائب ومصاعب وأهوال توالت عليهم عبّر عنها القرآن الكريم بقوله : " فأثابكم غما بغم " .
👈🏻 فهم في غم وجعل الله لهم فوقه غما آخر, وبعدها أنزل من لدنه عليهم نعاسا يغشى طائفة انتفعت بتلك الغموم , وأخذت منها الدروس, واستفادت من الحكمة الإلهية الخالدة : " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم ", فلا يهرعون مستقبلا للغنيمة والدنيا ويتركون الأوامر النبوية, وطائفة أخرى لم تزل أعينهم يفتحها الهم النفسي والنفاق القلبي ..
إنه درس عظيم للأمة جمعاء ..
🌻 أحيانا تجد المصائب تتوالى عليك, والغموم تتابع على قلبك, فتقول : ( هو أنا ناقص؟! ) , *ولكن في ذلك خير لك* ؛ كي تستفيق .. تستيقظ .. تعي .. تبصر أمامك, و الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره , وحين تراجع نفسك تكتشف أن في ذلك تنبيه خير لك حتى لا تتتمادى , فترضى بما أثابك الله به من الغم فيكسبك ذلك انشراحا قلبيا عجيبا أشبه بالنعاس الذي غشي عيون المؤمنين يوم أحد .
👈🏻 وأحيانا يضاف لك فوق الغم بهارات أخرى من الحزن, كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى : " لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم " أن ( لا ) هنا حرف صلة ( أي زائدة لو كانت في غير القرآن ) والمراد : لكي تحزنوا على ما فاتكم وما أصابكم ، فتكونوا أكثر تنبها والتزاما .
❣ إن مصائب الدنيا ومصاعبها فيها مكنون من الخير إضافة إلى ما ينال المؤمن فيها من الثواب إن رضي واحتسب, ويكفي من ذلك الخير ما يكون في بعضها من التنبيه والتحذير والعقوبة العاجلة ؛ كي يرتدع ويرجع , وما يرتفع به منسوب الإيمان في كل الأحوال لمن تبصر واستبصر ..
❣ *فلنحسن الظن بربنا ولتكن أوامره وطاعة نبيه – صلى الله عليه وسلم – نصب أعيننا يجعل الله لنا في كل أمرنا خيرا كثيرا ..*❣
ــــــــــــــــ💕💕💕 ـــــــــــــ