سيطر الجيش اللبناني أمس على معقل المسلحين المتطرفين في حي باب التبانة بمدينة طرابلس الذي ساده الهدوء بعد ثلاثة أيام من المعارك حولت هذا الحي الفقير إلى منطقة منكوبة غادرها آلاف المدنيين، كما تعهد الجيش باستمرار عملياته في الحي، نافياً حدوث أي تسوية مع المجموعات المسلحة التي طالبها بتسليم نفسها.
وقال ناطق عسكري إن «الجيش سيطر على منطقة حي باب التبانة»، فيما أصدرت قيادته بياناً اكدت فيه ان وحدات من الجيش «ستستمر في تنفيذ عملياتها العسكرية في مدينة طرابلس ومحيطها»، وقد «تمكنت من دخول آخر معقل للجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة باب التبانة»، مؤكدةً «مواصلة تحركها بعد أن تمّ تعزيزها باستقدام قوى جديدة». وأضاف البيان أن «قيادة الجيش تنفي حصول أي تسوية مع هذه المجموعات».
وأفاد مراسل فرانس برس في المدينة ان قوات من الجيش دخلت الحي وبدأت بتمشيطه وتنفيذ عمليات دهم وضبط أسلحة وتفكيك ألغام تركها المسلحون. وتم العثور في المنطقة، بحسب الجيش الذي دعا المسلحين الفارين الى تسليم أنفسهم، «على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات».
وبعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة التي استخدم فيها الجيش المدفعية الثقيلة، بدا الحي وكانه أشبه بمنطقة منكوبة، وتوزعت على احد مداخله السيارات المحترقة، وتصاعد الدخان من ازقته، وخلت معظم منازله من سكانها. وأعلنت السلطات اللبنانية ان المدارس والجامعات في طرابلس مغلقة أمس بسبب الوضع الأمني.
بعد ساعات على توقف المعارك، أشار مراسل فرانس برس الى ان الحياة في طرابلس عموماً بدأت تستعيد وتيرتها الطبيعية مع فتح بعض المحلات التجارية ابوابها.
وقتل في المعارك التي بدأت الجمعة الماضية في وسط المدينة وامتدت الى محيطها وسرعان ما تركزت في حي باب التبانة ذي الغالبية السنية، 11 عسكرياً وخمسة مدنيين، واوقف الجيش اكثر من 160 مسلحاً. وتسببت المعارك التي استمرت حتى فجر أمس باحتراق عشرات المنازل والمتاجر في وسط طرابلس وفي باب التبانة حيث يعيش أصلاً 100 ألف شخص، نزح معظمهم الى قرى مجاورة أو إلى مدارس.
رد مع اقتباس
