اليك رسالتي ايها المتفرد في صبرك .. الشقي في احساسك ومشاعرك .. تحطمت احلامك مبكرا .. لك مني كل الحب والشوق .. ابثه كل مساء .. عبر قمر يطوف آفاقك .. عبر نجوم وأفلاك سابحة في سماء أحزانك .. لست مقعدا في كرسيك كما يزعمون .. اعلم إنك تتوهج بعاطفة ليس لها حدود .. تسمو روحك الى قمم الحب .. تجاوزت المحنة بعزمك وإرادتك المثالية .. لانك قدوة مذ عرفتك صغيرا .. تحررت من قيود ..انطلقت كالموج السابح .. تسابق الريح والنوارس .. حطمت ركام الماضي .. أعلم انك تسأل كثيرا .. تتأمل ذاكرتك .. أشعر بموقفك الرجولي.. تأكدت إن بعض الرجال لا تموت .. خالدة بتاريخها .. الحرية لن تخفت للابد .. قد عرف الصبر طريقه.. لم يعد للظلام هنا حدودا .. حملت راية الحب.. أعلنت مباديء الحرية .. تسلحت بقوة الايمان .. أيقنت بالتوكل على الله .. ركبت صهوة جواد لا يعرف غير الصبر .. والعزم والهمة ..تشققت الاسوار .. أنهارت الجدران .. تناثرت القضبان .. عقدت العزم.. مشيت في الطريق .. تؤمن بابدية حب .. وانقشاع الظلام ..وشروق شمس الصباح .. تعلم أن النهاية قد بدأت.. لا ريب .. .تحلم بعودة أبدية.. ليست ببعيدة .. وليست بقريبة ..لن تبرح سجادة الصلاة.. وحيد في جنح الظلام .. دعوات لن تخيب سهامها .. على يقين .. بذلك اليوم السعيد .. ماثلا أمام الأعين .. نترقبه كهلال العيد .. كشمس الصباح .. كفراشات الربيع .. كنت تعشقها صغيرا .. تهوى جمع الفراشات .. تهوى مشاكسة النوارس .. ساعود اليك قريبا ..ساعود الى حديثك بعد الغروب .. وفنجان الشاي .. اتامل نور وجهك البريء .. ودفء أناملك .. ستراني في مجلس مسجد القرية .. انتظرك هناك .. قبل صلاة العشاء .. اتذكر آخر ليلة تركتك فيها هناك .. تحتسي فنجان قهوتك .. تتامل خطواتي الاخيرة .. تتامل ظلام الليل .. لا تكترث ...لست منهم .. لفظ الموج بقايا تناثرت في سكة الضياع .. والضلال .. و قاع المجاري الاسنة .. حان موعد الرحيل .. فعذرا أيها العزيز .. يتهادى شراع الامل .. وسط امواج الشتاء ..هروب مسافر .. الى جحيم منفى .. يحزم حقيبة فارغة .. يشد الرحال .. قبل موسم الهجرة .. حل الظلام .. طارت الخفافيش .. تناثر السحاب .. حجب السحاب ضوء القمر والنجوم .. وتوارت الوجوه خلف ظلام دامس .. فاغمض عينيك ايها العزيز .. فغدي ليس ببعيد .. وانا في الطريق اليك .. الى دفء مشاعرك .. وحنان ابتسامتك ..رجال لا تموت ...
بقلمي/ ناصر الضامري