نفذت قوات البيشمركة الكردية العراقية أمس أولى عملياتها العسكرية في مدينة عين العرب السورية وقصفت بالأسلحة الثقيلة مواقع لتنظيم داعش على أطراف المدينة في تطور ينتظر الأكراد أن يقلب الموازين وتكون بداية النهاية للتنظيم الإرهابي بمساندة من التحالف الدولي الذي شن خمس غارات جوية دمرت العديد من المواقع، ما أوقع 100 قتيل في صفوف التنظيم الإرهابي.وقال ناشطون من مدينة عين العرب إن قوات البيشمركة التي دخلت إلى المدينة فجر أمس قصفت بالأسلحة الثقيلة مواقع لتنظيم داعش على أطراف المدينة.وتعتبر هذه أول عملية للبيشمركة فيما لم ترد أنباء عن مشاركة المجموعة التابعة للجيش السوري الحر التي دخلت المدينة قبل البيشمركة وسط أنباء عن خلافات نشبت بين القوة التي يقودها عبدالجبار العكيدي وفصائل الجيش الحر التي تقاتل في المدينة حول توزيع الأسلحة والذخائر. وقال ناشط كردي إن قوات البيشمركة قصفت بالصواريخ قرية مزرعة داوود شرق المدينة بالصواريخ.ونقل الناشط مصطفى عبدي عن مصدر من البيشمركة في المدينة إن معركة تحرير كوباني لن تستغرق أكثر من أسبوع. وبث الناشط صورة لإطلاق صاروخ على مواقع التنظيم.وشهدت المدينة اشتباكات عنيفة صد خلالها المقاتلون الأكراد هجوماً لداعش على البوابة الحدودية مع تركيا.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: «تمكن المقاتلون الأكراد من صد هجوم جديد في شمال عين العرب التي شهدت مواجهات عنيفة». وأضاف: «تسمع بين الحين والآخر أصوات تبادل لإطلاق النار».قلب الموازينفي السياق، قال نائب مسؤول العلاقات الخارجية في كوباني إدريس نعسان: «صمد المقاتلون. ما كان ينقص هو العتاد والذخائر... ووصول المزيد الآن سيساهم في قلب الموازين. المزيد من المشاركين سيساعد».وأضاف أن ضربة جوية تقودها الولايات المتحدة على الأقل أصابت مواقع للدولة الإسلامية حول كوباني.وقال: «الجو مشمس وصحو لذا تعمل الطائرات بنشاط».ويمثل دخول 150 من أفراد البيشمركة أول مرة تسمح فيها تركيا لقوات برية من خارج سوريا بالدخول لتعزيز الأكراد السوريين الذين يدافعون عن كوباني منذ أكثر من 40 يوماً. ورغم أهميتها الاستراتيجية المحدودة فقد تحولت كوباني إلى رمز دولي مشهود في المعركة ضد المتشددين الذين سيطروا على مناطق واسعة من العراق وسوريا.الاستعداد للمعركةقال مسؤولون أكراد في كوباني إن البيشمركة لم يشتركوا في المعارك التي اندلعت مساء أول من امس.وقال أنور مسلم أكبر مسؤول إداري كردي في كوباني: «في الوقت الحالي البيشمركة يعدون العدة. يتخذون مواقعهم ويعدون أسلحتهم وهم على أهبة الاستعداد للقتال. سيقاتلون اليوم في الصفوف الأولى».وتابع قوله: «الكل هنا.. المدنيون ووحدات حماية الشعب. أرواحنا المعنوية مرتفعة بعد وصولهم».وقالت القيادة المركزية الأميركية إن مقاتلات وقاذفات أميركية شنت خمس هجمات ضد التنظيم قرب كوباني دمرت تسعة مواقع قتالية ومبنى.مقتل 100وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 100 من مقاتلي داعش قتلوا خلال الأيام الثلاثة الماضية.ولم يكن البيشمركة الوحيدين الذين وصلوا كوباني فقد دخل نحو 200 من مقاتلي الجيش السوري الحر المدينة للمساعدة في الدفاع عنها. والجيش السوري الحر مؤلف من عشرات الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد وداعش.وقتل بحسب المرصد السوري الجمعة 11 عنصراً من داعش في غارات التحالف الدولي التي شملت أيضاً مناطق في محافظة الرقة، فيما قتل 15 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في اشتباكات في كوباني ومحيطها.قتلى كوبانيوقتل منذ بدء الهجوم على المدينة في 16 سبتمبر، وفقاً لأرقام المرصد، 958 شخصاً في الاشتباكات في كوباني وفي محيطها، هم 576 مقاتلاً من داعش، و361 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب وبينهم مسلحون آخرون موالون لها، و21 مدنياً.وعبرت 20 آلية تقل نحو 150 من المقاتلين الأكراد العراقيين الذين كان يهتف كثيرون منهم كوباني ويلوحون للحشود التي اصطفت لاستقبالهم، الحدود التركية من جهة تل الشعير شمال غرب عين العرب للمشاركة في القتال ضد المسلحين.تظاهرات تضامنتظاهر آلاف الأكراد في أنحاء تركيا تعبيراً عن تضامنهم مع المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن مدينة كوباني.جرت التظاهرات التي دعا إليها حزب الشعب الديموقراطي، اكبر الأحزاب المؤيدة للأكراد، في عدد من المدن التركية.وأقيمت اكبر تظاهرة في ديار بكر، كبرى مدن المنطقة الكردية في تركيا (جنوب شرق)، حيث شارك 15 ألف شخص في مسيرة سلمية ثم تفرقوا بهدوء، كما ذكرت وكالة دوغان للأنباء. وفي اسطنبول، تظاهر ألف متظاهر منهم سياسيون أكراد في وسط المدينة قرب ساحة تقسيم.وقال المتظاهر بلند (51 عاماً) إن «كوباني هي رمز المقاومة الكردية». وأشاد بالجهود الموحدة التي يبذلها الأكراد للدفاع عن هذه المدينة القريبة من الحدود التركية. اسطنبول - أ.ف.ب
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ساره 1
