مجرد خربشات ....
مع شعيرات أشعة فجر الصباح الذهبية المتسللة من بين ستائر غرفتي السميكة
وحبات البرد المتمردة التي تتقافز حولي بنشاط وهمة
قارصتًا كل خلية من جسدي المستيقظ من السبات حديثاً
مسببتاً لي ألم وقشعريرةً لذيذة لطالما حلمت بها في أيام صيفنا الحار الذي لا ينتهي
وبتأوه خافت يصدر من بين شفتي اثاء تمددي لعضلات جسدي الدافئ المرخي
وفي لحظة الفردوس تلك اتسعت عيناي بهلع وشحب وجهي
فقد رأيتك ... نعم رأيت وجهك الضاحك وعيناك العسليتان اللتان تشع منهما الحياة والأمل تخترقان روحي
سمعتك ... نعم سمعت صوتك العذب الهادئ الواثق يهمس بكلمات مبهمه يتردد صداها بين جدران الغرفة
شممتك .. نعم شممت عبير عطرك الفرنسي الازرق الذي تغلل في مساماتي كلها من شدة روعته وقوته
لبرةٍ لم اصدق
اشتعلت نيران حمراء هوجاء وغزت جسدي كله حتى غدى كالشعلة الملتهبه
دققت النظرة اكثر فأكثر
ولكن لا شيء
اختفى كسراب التفت يمنةً ويسرى ولكن لا شيء
لم ارى سوى ظلال العتمة والسكون وبعض من خيوط الذهب المنسابة من بين الستائر وحتى سجاد الغرفة الأسود
ايعقل ان يكون ذاك مجرد خيال !!
ولكن كيف !!!
وهل يستطيع الخيال أن يتجسد بتلك الصورة الحقيقة جداً !!
لم اتلقى أي إجابةٍ حتى الأن
وأنا مستيقظة وبكامل حواسي وتركيزي
و خيوط الدخان المتصاعدة من كأس الشاي الأحمر الموضوع أمامي
تتراقص بمرح جنوني حار
لتدعوني إليها وأكف عن طرح نفس الاسألة منذ الصباح
هل كان خيال !! وكيف حدث ما حدث !! وما سبب حدوثه !!!
حتى هذه اللحظة لا أعلم ...