ماهي الخصوصية؟
زوج أراد الاحتفال بعيد ميلاد زوجته.
فقرر ذات ليله أن يقدم لها هدية متواضعه ( ساعة مغلفة بالورد والزهور )،ذهب بتثاقل ومتخبىء لمحل الهدايا واشترى الساعه وغلفها بالورد والزهور وأخذ يتسارع نحو السيارة لكي لا يراه احد من اصدقائه او جيرانه بالصدفه ، أمسى يخطط كيف يدخل الهدية للمنزل بحكم إنه لازال يعيش في بيت والده بملحق ولا يريد ان يراه أحد من والديه وإخوته وخواته فيخجل من فعلته. ولا يرغب أن يراه أحد من جيرانه عندما يتسلل للمنزل ولا الخادمة فتغمز له بإنها رأته ومتفهمة للوضع ههه.
بحيلة وأخرى إستطاع تهريب الهدية بعد العشاء للغرفة دون أن يراه أحد. وبينما الزوجة في بيت أهلها، رتب الغرفة ووضع الهدية في المكان المناسب وأشعل الشموع ...
ذهب ليجلب الزوجة للبيت وهو في غاية من الفرح والسرور بعملية التسلل والتهريب الذي أشغلت كل تفكيره ووقته ذلك اليوم.
دخلت الزوجة وتفاجأت برومانسية الزوج وترتيباته للبالون والشموع وتفاجأت بالهدية.
بدأت بالتصوير وعمل الفلاتر على الصور وبعض حركات الفتيات وهو مرتكنٌ على جانب فرح ومسرور بإعجاب الزوجة.
ويبدا الاكشن !!!
**في السناب شات **
ترسل الزوجة فيديو يظهر غرفة النوم بالحلة الرومانسية وكاتبة " فديت زوجي على ذوقه " وصورة أخرى تظهر الهدية وباقة الورد التي تغلفها... دقائق وتنهال الرسائل من الاخوات وبنات العم وبنات الخال بالمباركة وكلمات شاعرية. والكل عرف بالمناسبة
** في الواتسب **
تبعث على الواتسب رساله جماعية للجميع " باررتي تايم " وفي حالة الواتسب(الاستوري) تعرض كل الصور. الكل يرد ويرسل لها على الخاص ( أمها وابوها واخوانها وام زوجها وخوات الزوج وصديقاتها وزوجات اصدقاء الزوج وبنت متعرفه عليها في الصالون وام صالح اللي تعرفت عليها في العيادة) ولم يتوقف الواتسب من الرسائل والزوج مندهش جدا من زحمة الرسائل. والكل عرف بالسالفة.
** في الانستجرام **
وفي نفس الوقت ترفع كل الصور على الانستجرام، وكل صورة تحتها أبيات شعر من الغزل وحرف الزوج باللغة الانجليزية وهشتاج #أحبك #الحب #مبروك #عيد_ميلاد، ولم تلبث الا قليلا حتى تنهال الاشعارات من الانستجرام تعلن عن الردود من ( الصديقات زمن الدراسة، بنات الجيران، بنت عم أمها، وبنات خالات ابوها، زوجات إخوان زوجها، وبنات أخوات زوجها، وتعليقات لبنات ( خليجيات وعربيات) ما ضايفتنهم وحصلوا الصورة على الهاشتاج، وزوجات اصدقاء زوجها) والكل عرف بالسالفة ...
في اليوم التالي ....
أم الزوج وابوه وإخواته يباركون له بالاحتفال ويستغربون ويسألون : " ما خبرتنا انه عندكم مناسبة " وبنات أخوه وبنات إخواته وخالته يرسلون له " والله طلع عندك ذوووق حلو "
الزوج مندهش وفي سريرته يقول " كيف عرفوا وانا من يوم شاري الهدية لين مدخلنها الغرفه وانا مندددس "
أحد أصدقاء العمل وواحد من الجيران واخوه يسألونه : " مبروكيين فلان ما فرحتنا معاك، زوجاتنا خبرنا عندكم مناسبة"
ونفس الحااال يندهش الزوج المسكين وفشلت كل خططه للتهريب الهدية والتستر على الاحتفال بعيد ميلاد زوجته وبذلك كل البيت والحارة والاصدقاء والبلد والبلدان المجاورة عرفوا بحاله. فهي لم تتمكن من المحافظة على حياتهم الخاصة.
الخلاصه يا أخوان :
للبيوت أسرار ولا ينبغي لنا أن نكشف عن كل أسرارنا وخصوصياتنا، فإن اردت / أردتي الاحتفال بزوجتك/زوجكِ فلا داعي للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي لانها تعتبر من حياتكم الخاصة جداً، وقِسْ هذا على باقي مناسباتك وفعالياتك الخاصة جداً.
إحذر من الكشف عن خصوصيتك كما حصل للزوج في القصة أعلاه، ولو إنك تفكرت قليلا لوجدت ان جميع هولاء الاشخاص الذين خبئت عنهم احتفالك قد شاهدوه وكأنه بث مباشر او كانه مقطع من مسلسل بثته الزوجه للملاء وكأنكما على خشبة مسرح وكل هؤلاء هم المشاهدون.
لا تحاول صنع لنفسك إسماً او ماركة على حساب خصوصيتك، إن نشر ما يتعلق بالحياة الخاصة هو نتيجة الشعور بالفراغ واللامبالاة تجاة خصوصيتك.
إحرص على خصوصية حياتك الخاصة..
منقوله..