![](http://www4.0zz0.com/2015/01/15/22/448770915.jpg)
مدخل ::
بردانٌ هوَ الحُب لا يكادُ أن يدفأَ إلا حينَ
أن يلقى لهُ ملجأً في القلوب ..
يبحثُ عن معطفاً بِها / أفتُراها تكونُ مدفئةً له ؟!
و حينَ يستوطنها ، يداعبُ الاحاسيس
و لا يستكينُ النبضُ بِه ..
فتمكثُ القلوب على الدرب تهطلُ على سماءِها
سحاباتِ السعادة ..
فَترتوي و لا تلقى مِنَ الارتواءِ حُدود ..
و لكن !
حينَ يجفُ السحاب / تبقى هيَ مُعرضةً لِكائِنات
الخوف التي تنحني نحوَ البين
و تُصابُ بِحُمى الشوق ما إن لمِحت عينَ الغياب
مُقابلةً لها و ساكنةً بينَ أرجاءِ الحِكاية ..
هوَ الحُب يأتي باحثاً عَن معطفاً في القلوب
و حينَ يستوطنها يجعلها هيَ تُعاني مِن طقوسِ البرد
بِلا معطفاً يعانقُها !
فَتتأوه و تبحثُ عن دواءً لِدائِها ..
تترقبُ على مطاراتِ الانتظار مُقيماً ساكناً في وطنِها
الذي لم يتسِع إلا لِابنِ آدمٍ واحداً مِن بينِ
ملايينَ البشر !!
بردُ الغياب ..
في أحدِ الصباحاتِ الماطِرة
التي تحملُ بينَ الهواءَ أنفاسُ البرد القارِصة
كنتُ على أحدِ زوايا منزلي
أحملُ في يدي كوباً مِن الشاي شديدُ الحرارة ..
غادرتُ بِخيالي إلى البعيد و كأنني هربتُ مِن واقعي
فَحدثَ و انسكبَ الكوبُ مِن يدي على أحدِ الجرائِد
المرميةَ بِقُربي ..
وددتُ التخلُصَ مِنها و لكنني أخذتُ بِلفتةٍ على أحدِ
العناوين :: ( قلبُ ماتَ بِغيابك ) !
فَرحتُ أفتشُ بينَ الصفحات و أعيشُ بينَ السطور / !
ابحثُ عني .. أبحثُ عَن ما يُشابهً مقطوعةَ قلبيَ الحائِرة ..
أجل / قد كانت تُمثلُني تِلكَ الحروف
و كأنها تتحدثُ عني / كأنها تتحدثُ عن غياب ذلِكَ
الرجُلُ عَن ناظِري و لم يغِب مِنها !
فَاحتضرت حينها ذِكرى أيامي معهُ و أيامهُ معي
تِلكَ الأيام المحفورةِ في الذاكرة التي لا يكادُ
أن يستوعبُها فِكري بِأنها سَتنتهي و تُصبح
أحدُ بقايايَ المُتناثِرة على الدروب بِألمِ الحنين !
نبتلي أحياناً بِالحنين ..
أخبرتُكَ بِأنَ غيابكَ لسعةً يموتُ بِها قلبي ..
أخبرتُكَ بِأنَ وجودكَ حياةٌ أتنفسُ بِها السعادة ..
أخبرتُكَ بِأنكَ أنتَ مَن أحيا الأماني ..
فَأبقى ساكناً في بُستاني /
لستُ لأنني لا أودُ غيابك ..
و لكنَ موتي سَيكونُ على أيادي رحيلكـ !
أفا تودُ موتي ؟!
أفا تنسى أياماً بِها كُنا باسمينَ الوجنتين ؟!
و نبتلي أحياناً بِالحنين
و أبتلي أنا بِفُقدِ روحي إن ودعتَ حياتي ..
فَنبضي لا يستكينُ إلا بِكَ / و إن رحلتَ سيكون
ممزوجاً بِصخبِ رياحِ الألم
و تفوحُ مِنهُ رائحةَ الفُقدِ الدفينة ..
اِبقى معي و لي / انثُر بِداخلي همساتٌ تُهدأُ نبضي
الذي لا يزالُ يرجفُ مِنَ الخوف ..
فيا مُلهِمَ قلبي .. الروحُ مِن بعدِكَ استغنيتُ عَن بقائِها !
مخرج ::
منذُ أن لمحتُ غيابكَ جارحاً بِأنيابهِ قلبي ذاتَ يوم
اصبحتُ أتعوذ .. و لا تمرُ بي لحظةٌ إلا و الخوفُ
يُجاري قلبي / فَأبحثُ عنكَ بينَ الدقيقةِ و الأُخرى
و أفتشُ عنكَ ما إن أطلتَ الغيابَ
حتى و أنها ساعات و لكنها سبباً لِلألمِ بعضُ الأحيان ..
فَأنا لا أعلمُ لِما لا أودُ غيابكَ أبداً
و لكنني أعلمُ بِأنني بينَ أحضانِ الموت سَأكونُ مِن بعدك !
أعلمُ بِأنني كُتِبتُ " أنثى لا تعيشُ مِن دونك .. !
.
.
زهرة الأحلام
15/1/2015