عاشت مدينة القدس المحتلة، أمس، أجواء انتفاضة ثالثة مع استمرار المواجهات الدامية التي أسفرت عن اعتقالات وإصابات، وسط ترقبٍ لما قد تسفر عنه صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، مع تعزيز قوات الأمن الإسرائيلية الإجراءات وتشديد القيود على المقدسيين، تزامناً مع استئناف عصابات المستوطنين اقتحامها المسجد، بينما صدم فلسطيني بسيارته ثلاثة جنود إسرائيليين في الخليل بعد ساعات قليلة من عملية مماثلة في القدس.
واقتحمت عصابات المستوطنين، أمس، بشكل متتابع المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة في حماية مشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال. ومنعت شرطة الاحتلال النساء من مختلف الأعمار والرجال ممن تقل أعمارهم عن 45 عاماً من دخول المسجد المبارك واحتجزت بطاقات المصلين كبار السن على البوابات لحين خروج أصحابها من المسجد ونصبت متاريس حديدية قرب بوابات المسجد الأقصى الرئيسية الخارجية.
كما أعلنت جماعات متطرفة يهودية خروجها في تظاهرات والتوجه ابتداء من مساء امس «حتى أبواب جبل الهيكل» أي إلى مدخل المسجد الأقصى. وتجددت المواجهات بسبب هذه التظاهرة الاستفزازية، حيث سقط عشرات الجرحى الفلسطينيين.
ولم تلبث المواجهات التي اندلعت بين شبان فلسطينيين وشرطة الاحتلال في القدس الشرقية المحتلة في مخيم شعفاط للاجئين الذي كان يعيش فيه سائق السيارة التي هاجمت جنوداً إسرائيليين في محطة القطارات بالقدس المحتلة أن تهدأ حتى اندلعت مواجهات جديدة قرب سجن عوفر غربي رام الله في الضفة الغربية المحتلة، أصيب خلالها ما لا يقل عن ثمانية بجروح.
إجراءات أمنية
في الأثناء، عززت قوات الاحتلال الإسرائيلية الإجراءات التعسفية في القدس الشرقية، وبدأت بوضع مكعبات أسمنتية في مواقف القطار.
كما قامت بحملة اعتقالات في مختلف مدن الضفة المحتلة والقدس الشرقية طالت 16 شخصاً في القدس وحدها. وشملت حملة الاعتقالات مدن نابلس وجنين وبيت لحم والخليل في الضفة. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة فلسطينيين جنوب مدينة نابلس بعد دهم عدة منازل. وفي مدينة جنين، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من بلدة يعبد جنوب غرب المدينة بعد دهم عدة منازل، كما اقتحمت مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، واعتقلت شابين من داخله.
وخلال أسبوعين اعتقلت القوات الإسرائيلية 188 فلسطينياً مقدسياً من بينهم 71 من القاصرين.
حادث صدم
وفي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين من بلدتي بيت عوا ودورا جنوب الخليل، وفتشت منازل آخرين، بعدما صدم فلسطيني ثلاثة جنود إسرائيليين قرب مدخل مخيم العروب شمال الخليل بالضفة، في ثاني حادثة دهس في الأراضي الفلسطينية خلال 24 ساعة والثالثة في غضون بضعة أيام.
وأكدت شرطة الاحتلال أن مرتكب الحادث همام مسالمة (23 عاماً) قام بتسليم نفسه، وسط أنباء أن الحادث كان عرضياً.
الى ذلك، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال اتصال هاتفي أجراه مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، أن اسرائيل لا تنوي تغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى أو السماح لليهود بالصلاة فيه، وانها ملتزمة بالدور الاردني الخاص فيه وفقاً لاتفاقية السلام.
اعتراف بفلسطين
من جهة أخرى، التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي، وبحث معهم القضية الفلسطينية وحض هذه الدول على الاعتراف بدولة فلسطين على غرار قرار حكومة السويد، واعتبر أن هذه الدول عليها مسؤولية كبيرة وعليها أن تحترم القانون الدولي وقواعده.
كما قال العربي في تصريحات للصحافيين، إنه يجري حالياً اتصالات مع الدول العربية والقيادة الفلسطينية لدراسة التحركات العربية المطلوبة لوقف هذا العدوان الخطير، منوهاً في هذا الإطار بقرار مجلس الجامعة في دورته غير العادية منذ يومين حول دعم القضية الفلسطينية والتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي الصارخ في القدس.
وأشار إلى أن هناك مباحثات حول إمكانية عقد اجتماع عاجل للجنة القدس، فيما تجرى اتصالات مكثفة مع منظمة التعاون الإسلامي في هذا الشأن وستتضح الصورة خلال أيام.
دعوة
دعا قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، أمس، العرب والمسلمين إلى تكثيف زيارة مدينة القدس لحمايتها من إجراءات التهويد الإسرائيلية. وقال الهباش في بيان صحافي إن زيارة القدس اليوم لمواجهة سعار التهويد والاحتلال أوجب على المسلمين من زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة من غير فريضة الحج والعمرة. د.ب.أ
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اطياف السراب
