اعتقال قيادي في الحراك الجنوبي.. ومقتل جنديين في «أبين» –
صنعاء- عمان – جمال مجاهد – وكالات:
سيطر عناصر يشتبه انهم من تنظيم القاعدة الليلة قبل الماضية على مديرية العدين التابعة لمحافظة اب في جنوب غرب اليمن، وذلك بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مركز المحافظة، بحسب ما أفادت مصادر أمنية، وأفادت مصادر يمنية بأن مسلّحي القاعدة هاجموا مركزاً للقوات الأمنية في مدينة العدين بمحافظة إب، وسطوا على مكتب البريد وبنك التسليف التعاوني والزراعي قبل أن يحرقوا المبنيين.
وجاءت هذه الهجمات بعد أن عمد مسلّحو الحوثي إلى السيطرة على مدينة إب، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم عينه، والمتاخمة لمحافظة البيضاء معقل تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب».واستولى الحوثيون، الذين سيطروا سابقاً على العاصمة صنعاء والحديدة ومناطق أخرى، على إب بعد ساعات على خوض مواجهات ضد مقاتلين من جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بالقاعدة، في بلدة رداع بمحافظة البيضاء.
من جهة أخرى، عقد اجتماع مشترك ضم اللجنة الأمنية بمحافظة تعز «جنوب صنعاء» وعدد من ممثّلي حركة الحوثي، وجرى في اللقاء الاتفاق على تجنيب المحافظة أي صراعات وأعمال عنف وفوضى والعمل على تثبيت الأمن والاستقرار، وقال مدير أمن تعز العميد مطهّر الشعيبي أن اللقاء تم فيه مناقشة تعزيز الإجراءات الأمنية الكفيلة بضبط العناصر المتهمة بالاغتيالات التي تعرّض لها بعض من «أنصار الله» بالمحافظة الفترة الماضية والعمل على ضبط المطلوبين أمنياً أياً كانوا ومنع أي مظاهر مسلّحة والتجوّل بالسلاح.
ونفى الشعيبي صحة الأنباء التي تناولتها المواقع الإخبارية عن وصول مجاميع مسلّحة من الحوثيين إلى مدينة تعز وقيامها بنهب أسلحة من مخازن المعسكرات.
ودعا مدير شرطة تعز الأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة إلى «الاضّطلاع بواجبها الوطني ومساندة جهود السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية التي تعمل على تجنيب المحافظة كافة أشكال الصراعات»، وحثّ الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية بالمحافظة على «رفع الجاهزية وتفعيل دورها للحفاظ على الأمن والاستقرار».كما فجّر مسلّحون قبليون، في وقت متأخر من مساء امس الاول، أنبوباً رئيسياً لتصدير النفط الخام في محافظة مأرب «وسط اليمن»، بحسب مسؤول يمني، وأضاف المسؤول، إن مسلّحين قبليين، فجّروا الأنبوب عند الكيلو «78» بمنطقة «أنشر» التابعة لمديرية «صرواح» غرب محافظة مأرب، دون ذكر تفاصيل حول دوافع التفجير، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجير الأنبوب حتى الآن.
من جهة أخرى، اعتقلت قوات الأمن اليمنية امس قياديا في الحراك الجنوبي إلى جانب عدد من مرافقيه في مدينة عدن جنوبي اليمن، وقال ردفان الدبيس الناشط في الحراك إن قوات الأمن المركزي قامت باعتقال القيادي في الحراك الشيخ حسن بنان وعدد من مرافقيه من فندق زهرة المدائن في عدن.
وأشار الدبيس إلى أن قوات الأمن أشهرت السلاح على العاملين في الفندق، وقامت بعدها باعتقال بنان واقتياده إلى مكان مجهول، وأضاف: «تأكد لنا بعد ذلك أنه متواجد حتى الوقت الراهن لدى قائد قوات الأمن المركزي في عدن والذي أعلن تأييده للحوثيين (أنصار الله) خلال الأيام الماضية»، وأوضح الدبيس أن التهمة التي وجهت إلى بنان هي تشكيل مجاميع مسلحة للسيطرة على مدينة عدن والمطالبة بانفصالها عن شمال اليمن.
وأوضح الدبيس أن قبائل شبوه التي ينتمي اليها بنان اعتراها الغضب فور سماع الخبر، ومن المؤكد أنها ستطالب بالإفراج عنه بطرق مشروعة، والقيادي بنان هو زعيم قبلي من محافظة شبوه، وحكم عليه بالسجن بعد إدانته باقتحام مقار حكومية في 2011 في مدن عدن.
وأُفرج عن بنان في 2013 بعفو رئاسي تم بموجبه نفيه إلى دولة مصر، وعاد خلال الأسبوع الماضي إلى عدن لمشاركة المعتصمين في ميدان «العروض» في المطالبة بالاستقلال والانفصال، يأتي هذا بينما لا يزال المعتصمون في ساحة «العروض» مرابطين في خيامهم واعتصاماتهم المفتوحة.
وقال ماجد الشعيبي أحد المعتصمين في ساحة العروض :« وصلتنا بعض الأخبار أنه ربما قد يتم فض الاعتصام من قبل الأمن المركزي خلال الساعات القادمة. وهذا ما يزيدنا قوة وإصرارا لاستكمال ما بدأنا».
من جهة أخرى، قتل ظهر امس جنديان يمنيان في منطقة أحور بمحافظة أبين جنوب اليمن على يد مسلحين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، وقال مصدر عسكري من اللواء 111 إن عناصر تتبع تنظيم القاعدة أطلقت الرصاص الحي على الجنديين التابعين للواء 111 أثناء تواجدهما أمام مقر مستشفى أحور في المدينة، وأشار إلى أن تلك العناصر كان تستقل دراجة نارية، وأنها تمكنت من الفرار، وأكد المصدر أن الأوضاع الأمنية في أبين سيئة للغاية، وقال:«عناصر القاعدة تنتشر في كل مكان وتخرج إلى الشوارع خاصة في المساء.
وتغيب تماما اللجان الشعبية التي كانت منتشرة هناك. ونحن الجنود نحاول قدر المستطاع ملاحقتهم، ولا يخفى على أحد التهديدات التي نتلقاها منهم».
وفي ظل الأوضاع المرتبكة باليمن، أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة على الالتزام الكامل بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، وأكدوا على مساندة الرئيس عبد ربه منصور هادي لاستكمال المرحلة الانتقالية طبقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، تعزيزاً لأمن واستقرار اليمن.
وشدّد الوزراء في «البيان المشترك للاجتماع الوزاري الرابع للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المتحدة» بدولة الكويت على ضرورة التزام كافة القوى السياسية اليمنية بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتوفير الأجواء الملائمة لاستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وصياغة دستور جديد يحتكم إليه الجميع ويلبّي طموحات وتطلّعات كافة أبناء الشعب اليمني، وعلى أهمية الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2140 لعام 2014 بشأن تحديد أي طرف يسعى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تقويض العملية السياسية أو الحيلولة دون استكمال ما تبقى من العملية الانتقالية.
وأشاروا إلى قرار مجلس الأمن 2140 والبيان الرئاسي لمجلس الأمن «29 أغسطس الماضي» بشأن اليمن، وأدانوا بشدة جميع الجهات التي تعرقل السلام في اليمن، وحثّ الوزراء جميع الأطراف اليمنية على الالتزام بتسوية خلافاتهم عن طريق الحوار والتشاور ونبذ اللجوء إلى أعمال العنف لتحقيق أهداف سياسية.
رد مع اقتباس
