يشهد الموسم الكروي الحالي والذي قارب على الانطلاق ظاهرة غير اعتيادية ستزداد تدريجيا مع الفترة المقبلة، ويعزى الأمر إلى التوجه بالالتزام بجدول عقود وأجور اللاعبين الذي تم اعتماده مؤخرا، والذي تم إعداده من قبل لجنة تشكلت من الأندية والمدير التنفيذي للرابطة وعضو من اللجنة القانونية ومدير دائرة المسابقات وتم اعتماده وتعميمه على الأندية مؤخرا.

ومع ختام الدوري المنصرم وبدء حركة الانتقالات للموسم المقبل، بدأ اللاعبون يدرسون العروض المقدمة لهم من الداخل والخارج خصوصا أولئك الذين انتهى ارتباطهم بأنديتهم وبات انتقالهم حرا وبدون قيود.

حيث ظهرت في الفترة الأخيرة ظاهرة طلب اللاعبين العمانيين من قبل أندية من الدرجة الأدنى عن دوري المحترفين أو (النخبة) بدول المنطقة وتم موافقة بعض هؤلاء اللاعبين لعل من أبرزهم حارس المنتخب الوطني ونادي السويق فايز الرشيدي الذي وقع لنادي العين السعودي، والذي كان يوما مطلوبا من أندية الصف الثاني في الدوري الممتاز السعودي مثل الاتفاق والقادسية نظير مستواه العالي.

كما سجلت حالة انتقال جميل اليحمدي إلى الوكرة القطري الذي يلعب في الدرجة الأولى القطري وقبلها وجود نادر عوض وأحمد كانو.

ترى ما هي الأسباب التي تدعو لاعبينا على التوجه لأندية لا تلعب في دوري المحترفين ولا في دوري النخبة بدول الجوار؟

الجواب كما فنده أحد اللاعبين الدوليين الذي فضل عدم ذكر اسمه، هو عدم تقدير الأندية المحلية لقيمة اللاعب العماني الفنية ووضعه في المكان الصحيح، وسعي الإدارات إلى تقليص نفقاتها المالية على حساب قيمة اللاعب الفنية الأمر الذي أدى- كما وصفه اللاعب – إلى إحباط اللاعبين المجيدين في الدوري سواء الدوليين أو المحليين يقابله طلب كبير من قبل أندية دول الجوار.

وقال: “السبب الثاني أن أندية المنطقة في الدرجات الأدني تدفع مقدمات عقد مغرية تتراوح بين 100 إلى 150 ألف دولار ، فما بالك بأندية دوري المحترفين، وهذه المبالغ إذا قارنتها بالجدول المعتمد لدينا فلا مقارنة أبدا، لذلك ترى اللاعب يقبل بتلك العروض لأنها تمثل له فارقا كبيرا”.

وأضاف: “تحديد سقف العقود والأجور جيد من الناحية التنظيمية، لكن يجب على المعنيين احترام اللاعب العماني وتقديره بالشيء الذي يستحقه ومراعاة ظروفه والحياة العامة فلا يعقل منح راتب 200 ريال ومقدم عقد 1000 ريال للاعب في الدرجة الأولى، ومقدم عقد 500 ريال للاعب في الدرجة الثانية”.

واذا ما كان يؤيد احتراف لاعبينا في درجات أدنى في دوريات الدول المجاورة قال : “طبعا أنا من المؤيدين وذلك للأسباب التي ذكرتها سابقا وهي أن الأندية لا تقدر اللاعبين ولا تفكر في تطويرهم ولا في تطوير الدوري،

كما أن اللاعب في بداية مشواره يسعى لتكوين نفسه وأيضا تطوير مستواه الفني وأنا واثق تماما بأن دوريات الدرجة الأولى والثانية في الدول المجاورة اقوى وأفضل، وأنا أنصح لاعبينا بالالتزام والاستفادة القصوى وأن لا يذهب للمال فقط”.

إذا تضييق الخناق على اللاعب المحلي وغياب الإنصاف كما قال أحد اللاعبين الدوليين، يقابله عروض مغرية خارجية مقارنة بالعروض المحلية هي من أبرز أسباب ظهور هذه الظاهرة التي قد تؤثر على المستوى الفني للاعبينا خصوصا الدوليين، لأن وجودهم في دوريات بمستوى أقل لا يخدم المنتخب رغم أن اللاعب في حديثه يرى أن الدوريات غير النخبة في المنطقة قوية .. وتساؤل آخر هل المستوى الفني للاعبينا لا يؤهلم للعب ضمن أندية النخبة؟

ونعود لتصريح أحد وسطاء اللاعبين المعتمدين في المنطقة الذي أبدى استغرابه من توقيع عدد من اللاعبين لأندية من الدرجة الأولى والثانية، موضحا ل”توووفه” من واقع خبرته في الملاعب ومراقبته للاعب العماني أنه يستحق اللعب في دوري النخبة على أقل تقدير مع أندية من الصف الثاني أو الثالث، ووصف تلك الصفقات بالتسرع!


* منقول