بعد الضجة الكبيرة التي أثارها تكريم الفنانة المصرية سمية الخشاب في المملكة العربية السعودية، وتقديم خاتم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لها، هل تساءلتم ما هو هذا الخاتم؟ وفيما كان يُستخدم؟ وكيف علقت سمية الخشاب على الجدل الذي أثير حول تقديمه كهدية لها؟

استخدم الرسول محمد (ص) الخاتم في حياته، حيث كان يختم به رسائله التي يرسلها إلى ملوك وأباطرة العالم الذين كان يدعوهم للدخول في دين الإسلام.

ونقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من ثلاثة أسطر، كتب على السطر الأول اسمه محمد، وعلى السطر الثاني كلمة رسول، وفي السطر الثالث لفظ الجلالة “الله”.

وقد جاءت الكتابة من الأعلى إلى الأسفل، حيث تم ترتيب الكلمات، محمد رسول الله، وتعليقاً على ذلك، ذكر الداعية المصري محمد الأباصيري لموقع “رصيف ٢٢” أن هناك حديثاً ورد في صحيح البخاري يفيد بأن الكتابة قد تمت من الأعلى للأسفل، أي أن اسم محمد مكتوب بالأعلى وليس كما يجري تداول الصور حالياً التي تظهر الترتيب “الله رسول محمد”.

وبناءً على ما ذكره الأباصيري، فإن الخاتم الذي تم تقديمه للممثلة المصرية سمية الخشاب يوضح أنها ليست نسخة سليمة، بل تحتوي على الخطأ الشائع الذي يجري تبادله بين الناس، وهي نسخة زائفة كان يتخذها تنظيم داعش شعاراً له، بحسب قوله.

وأوضح الداعية المصري لموقع “رصيف ٢٢” أن النسخة الأصلية من الخاتم كانت فيها الكتاب معكوسة، شأنها شأن كل الأختام، حتى إذا تم الختم بها ظهرت الكتابة سليمة.

وحول مصير الخاتم، يشير إلى أنه انتقل من يد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، إلى يد الصحابي أبو بكر الصديق، ثم لعمر بن الخطاب، وأخيراً إلى يد عثمان بن عفان الذي سقط منه في “بئر أريس”.

وحسبما تشير الروايات فقد أمر عثمان بإفراغ البئر، في محاولة للعثور على الخاتم، لكن بعد ثلاثة أيام من البحث باءت المحاولة بالفشل.

ولا يوجد أي نسخة أصلية من هذا الخاتم في السعودية أو في أي دولة أخرى.

وتشير بعض المصادر التاريخية، إلى أن النبي محمد كان يرتدي الخاتم في خنصر يده اليسرى.

وفي عام 1917 م، نقلت دولة الخلافة العثمانية آنذاك، مقتنيات الحجرة النبوية في المدينة المنورة إلى إسطنبول عاصمة الخلافة حينها.

ويحتفظ متحف توب كابي الشهير في تركيا بمجلدات مختومة بهذا الختم، إلا أن الكثير من المراجع التاريخية تشير إلى أن تلك المجلدات المختومة تعود لحقبة ما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ونشر الشيخ*محمد بن شمس الدين، في موقعه الإلكتروني، توضيحاً كاملاً لمايجري تداوله حول ختم النبي، موضحاً أن النقش الذي يجري تداوله لخاتم النبي ومكتوب فيه ” الله رسول محمد” هو نقش خاطئ، مخالف للآثار الصحيح ومخالف للعقل، مؤكداً أنه لايوجد لغة من لغات العالم تكتب من أسفل إلى أعلى.

وأشار بن شمس الدين إلى ما ذكر في النص الصحيح في صحيح البخاري “عن أنس رضي الله عنه أنه قال ” كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أسطر، محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر”، وظاهر الحديث أن الكتابة كانت من أعلى إلى أسفل.

وحول الأوراق والمجلدات الموجودة في بعض المتاحف حول العالم، أو في المتاحف التركية، وقد ختمت بخاتم “الله رسو محمد”، يؤكد بن شمس الدين أنها ليست نسخاً أصلية، وإنما تعود لأوراق جُعلت كنماذج للرسائل، كما أن الأختام التي عليها تختلف أبعاد وطريقة الكتابة فيها من رسالة إلى أخرى.